الخميس، 16 يوليو 2020

هذا الحبيب (8)

هذا الحبيب (8)
حمل آمنة بسيد الخلق، صلى الله عليه وسلم
فرأت آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا.. 
تقول: هتف هاتف في أذني وأنا بين النائم واليقظان فقال لي: يا آمنة هل شعرتِ أنك حملتِ؟
تقول آمنة: فكأني شعرتُ أني أقول له، لا أدري!
قال: يا آمنة قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها، فإذا ولدته فسميه (محمد) 
قالت: فكان ذلك مما أكد لي الحمل. 
ثم عرفت آمنة أنها حامل بعد انقطاع الحيض، وعلم عبد المطلب أن آمنة قد حملت.
____
فرح عبد المطلب فرحاً كبيراً، وفرحت مكة كلها بهذا الخبر. 
ثم ذهب ليهنئ آمنة.. 
فقالت له آمنة: أريد أن أخبرك عن رؤيا رأيتها، 
فلما قصّت عليه الرؤيا تذكر عبد المطلب جميع ما مرّ به من مُبشرات، وأنه سيخرُج من صُلبهِ مولود له شأن عظيم.. 
وتذكر تلك الرؤيا في منامه (أنه رأى سلسلة من فضة خرجت من ظهره، حتى صعدت للسماء، ثم رجعت إلى شجرة خضراء لها غصون ولها ظل، فجاء جميع الخلق وتعلقوا بها)
ولأنه كان يسافر كثيراً، فكان يقابل الأحبار والعرافين وأهل الكتاب، وكانوا جميعهم يبشرونه، أنك في ظِل نبي آخر الزمن، هو فخرٌ للعرب كلها، ولن يخرج إلا من دائرة بيتك.
وقصّ رؤياه لأهل المعرفة والكتاب، ولِمن كان عِندهُ علم بتفسير الرؤى 
فقالوا له: يخرج من صُلبك مولود يكون له شأن عظيم في الأرض والسماء!
_____
فلما قصت عليه آمنة الرؤيا، تهلل وجهه بالسعادة 
وقال: يا آمنة أُكتمي رؤياك ولا تحدثي بها أحداً..
يا آمنة: إن أهل الكتاب أخبروني وبشروني بنبي آخر الزمن المنتظر ولعل الجنين الذي في بطنك يكون هو، فإن لأهل الكتاب حوله إشاعة كبيرة.
______
 ومضت الأشهر والأيام وآمنة: لم أجد في حملي كما تجد النساء، لم أشعر به ولا وجدت له ثقلة كما تجد النساء، (أي: لا وحام، ولا تعب، ولا دوخة، ولا إرهاق ولا ألم)
حتى أني أذهب للبئر لأشرب، أرى ماء البئر قد ارتفع للأعلى، فأشرب منه فإذا انتهيت رجع  
(وذلك ببركة من تحمل، صلى الله عليه وسلم)
فأخبرتُ بعض النساء حولي، فقلن لي: علقي حديداً في عضديك ورقبتك (يعني مثل أيامنا هذه، تعليق الطوق في الرقبة، على شكل عين وما الى ذلك، من الدجل، لترد العين والحسد وأذى الجن)
قالت: ففعلت، فما مضى يوم إلا قُطع (أي الطوق)
فتركته ولم ألبسه.. ومضت الأشهر حتى دخلت في الشهر التاسع، وهنا قبل مولده صلى الله عليه وسلم بخمسين يوماً وقع حدث عظيم اهتزت له مكة والعرب..
يتبع بإذن الله..

ليست هناك تعليقات: