الجمعة، 28 أغسطس 2009

16 طريقة لإرسال الرسائل دون كلمات

16 طريقة لإرسال الرسائل دون كلمات

1. العين .
2. الوجه .
3. الشعر .
4. الجسم .
5. الطريقة التي يقف بها المرء .
6. الإيماءات .
7. الملابس .
7. الزينة والعطور .
9. ما تحمله بيدك .
10. الصوت .
11. اللمس ( المصافحة ) .
12. السلوك .
13. مكتبك .
14. القرب والبعد .
15. المكان .
16. الوقت .

12 طريق لتحسين الإصغاء


12 طريق لتحسين الإصغاء

1. عليك بالصمت .
2. عليك أن تدرك أن في إصغائك نجاحك .
3. أنصت بفهم .
4. تواضع في تقييم ما عندك وأعط فرصة للآخرين .
5. جهز نفسك للإصغاء .
6. جاهد كي تركز أثناء الإصغاء .
7. انتبه للإشارات التي تصدر عن المتحدث .
8. أمسك عليك لسانك .
9. لا تنشغل بالرد على المتكلم أثناء حديثه .
10. تجنب كل ما يصرفك عن الانتباه .
11. قل لنفسك إنك تريد معرفة شخصية المتحدث .
12. تعلم ألا تحكم على الاشخاص أو الأحداث إلا بعد فهمها جيدا .

8 مفاهيم عن الاتصال

8 مفاهيم عن الاتصال

1. مهارات الاتصال هي مهارات مكتسبة وليست موروثة .
2. افتراض أن الرسالة التي سترسله لن يحسن فهمها .
3. اهتم بالفهم .
4. إن معاني الكلمات الموجودة في أذهان الناس ليس شرطا أن تكون ذاتها التي في القواميس والمعاجم .
5. المعنى الذي يصل إلى الناس ينتج عن الطريقة التي تتحدث بها أكثر مما ينتج عن الأشياء التي تقولها .
6. حينما يتواجد أي شخصين معا فإنهما يقومان بالاتصال بعضهما مع بعض حتى ولو لم يقصدا ذلك .
7. إن 87% من المعلومات المخزونة في عقول الناس تدخل عن طريق عيونهم .
8. الاتصال عملية معقدة ، مستمرة ودينامكية ومتغيرة .

15 طريقة مثلى لاستخدام الهاتف

15 طريقة مثلى لاستخدام الهاتف

1. حدد التاريخ والوقت المناسب لإجراء مكالمتك مع الأطراف الأخرى .
2.قبل قيامك بالاتصال حدد المواضيع التي ستناقشها والنتائج المحددة التي تود تحقيقها .
3. قبل طلب الرقم ، استحظر الشخص الذي سوف تطلبه في ذهنك .
4. كن لطيفا حين ترد على الهاتف .
5. اترك رسائل تعطى نتائج .
6. أما إذا رد الشخص المعنى على الهاتف فعليك أن تسأله إن كان لديه الوقت للحديث .
7. حاو لما أمكن أن ترد على هاتفك شخصيا وأن تطلب مكالمتك مباشرة .
8. لا تجعل موظف التحويلة لديك يسأل الشخص المتصل بك عن موضوع المكالمة .
9. حاول جاهدا أن تستعمل لغة مفعمة بالحيوية .
10. تجنب القيام بأي عمل أثناء مكالمتك الهاتفية .
11. إذا كانت الرسالة التي تود إبلاغها تحتوي على معلومات معقدة ومفصلة و مهمة فمن الأفضل فمن الأفضل أن تقوم بإبلاغها عن طريق المقابلة الشخصية برسالة خطية .
12. فور الانتهاء من مكالمة هاتفية مهمة اكتب مذكرة بما دار فيها .
13. متى حققت الغرض من مكالمتك أنه الحوار .
14. اعمل سجلا مناسبا .
15. عليك أن تقوم بتقييم الأثر الذي قد يتركه جهاز الرد على المكالمات على عملك .

11 ميزة للإصغاء

11 ميزة للإصغاء

1. يبعدك عن المشكلات .
2. ينبئك بما يجري حولك .
3. يجعلك متمكنا أكثر .
4. يجعلك تبدو ذكيا .
5. يزيد من قوتك .
6. يساعدك على النفاذ إلى نفوس الآخرين .
7. يكسب الاحترام .
8. يفاوض عنك .
9. يمتص غضب الآخرين .
10. يعزز مكانتك عند الآخرين .
11. يجلب محبة الآخرين .

8 إرشادت تجعل الناس يصغون إليك


8 إرشادت تجعل الناس يصغون إليك

1. اعمل على صياغة أهدافك .
2. اعرف مستمعيك .
3. اعرف نفسك كمتصل .
4. ضع مستمعيك في الصورة .
5. أقنع مستمعيك .
6. لاطف مستمعيك .
7. تحكم بالوقت والزمان .
8. قيم النتائج وتجاوب معها .

21 مصطلحا يجب أن يعرفها المدراء

21 مصطلحا يجب أن يعرفها المدراء
1. الحد المطلوب .
2. نقطة التعادل .
3. المردود الأعلى .
4. المركزية الإدارية .
5. قم بالعمل بطريقة صحيحة من أول مرة .
6. الفعالية أو الفعالية .
7. الكفاءة .
8. قاعدة ال 80 إلى 20 ( قانون بارتيو ) .
9. التكاليف الثابتة .
10. في الوقت المطلوب .
11. منحنى التعلم .
12. المنتجون مقابل الموظفين .
13. نسبة السيولة .
14. عناصر التسويق
15. الإدارة بالأهداف .
16. الإدارة بالتجول .
17. الإدارة عن طريق نظم المعلومات .
18. سياسة الباب المفتوح .
19. مراحل حياة المنتج .
20. حلقة النوعية .
21. التكاليف المتغيرة .

15 سؤالا عن أسلوبك في تطوير الاتصال بالآخرين

15 سؤالا عن أسلوبك في تطوير الاتصال بالآخرين

هذه مجموعة من الأسئلة لابد أن تكون إجابتك بنعم على كل هذه الأسئلة :

1. عندما ترغب في أن تقول شيئا ما هل أنت صادق في حاجتك لأن تقول هذا الشيء ؟
2. هل تدرك أن بعض الكلمات التي تختارها قد لا تعني نفس الشيء بالنسبة للآخرين؟
3. هل تدرك أن فهمك للرسالة التي تستقبلها قد يكون مختلفا عن الرسالة التي يقصد إيصالها إليك ؟
4. قبل أن تقوم بالاتصال هل تسأل نفسك عن ماهية الملتقي وكيف سيكون تأثير اتصالك عليه ؟
5. عندما تتحدث مع شخص آخر وجها لوجه هل تبحث عما يشير إلى أنه يفهمه ما تقول ؟
6. هل رسائلك مباشرة ومختصرة قدر الإمكان ؟
7. هل تتجنب استعمال مصطلحات أمام من لا يدرك معناه ؟
8. هل تتجنب استخدام اللغة الدارجة واللهجات العامية أمام من قد يستهجنها أو لا يفهمها ؟
9. هل تتحاشى استعمال كلمات من شأنها أن تصرف انتباه المستمع ؟
10. هل تعلم أن الطريقة التي تتحدث بها تعادل أهمية ما تقول ؟
11. هل تعي أهمية الرسائل غير اللفظية التي ترسلها وأنها تساعدك على تأكيد المعنى الذي تود إيصاله ؟
12. هل تدرس بعناية ما هي أفضل طريقة لإفهام المتلقي لرسالتك ؟ سواء كان وجها لوجه ، أو بواسطة الهاتف أو المراسلة .
13. هل تكون آرائك عن الآخرين بناءا على ما تسمعه منهم أم بناء على انطباعك عنهم ؟
14. هل تبذل مجهودا حقيقيا لقراءة الرسائل غير اللفظية التي يرسلها الآخرون عندما تتحدث إليهم؟
15. هل تحرص على تحسين مهاراتك في الاستماع ؟

9 أنواع من الكلمات عليك استعمالها بحذر

9 أنواع من الكلمات عليك استعمالها بحذر

1. المصطلحات الخاصة .
2. التورية .
3. العبارات الأجنبية .
4. اللهجات العامية .
5. المفردات المستعملة في الشركة أو المكتب .
6. الكلمات المثيرة .
7. الكلمات الغامضة و غير الدقيقة .
8. الكلمات زائدة التعقيد .
9. التعابير المبتذلة .

6 طرق لتعرف المزيد عن نفسك كمتصل


6 طرق لتعرف المزيد عن نفسك كمتصل

1. اطلب رأي الآخرين .
2. لاحظ ردود الأفعال .
3. قم بتسجيل صوتك .
4. سجل نفسك على شريط فيديو .
5. انظر المرآة .
6. استمع إلى إلقائك .

مهارة توكيد الذات

مهارة توكيد الذات
المراد بتوكيد الذات
قدرة الشخص على التعبير الملائم " فظاً وسلوكاً " عن مشاعره وأفكاره وآرائه ومواقفه تجاه الأشخاص والأحداث والمطالبة بحقوقه دون ظلم أو عدوان
ويتركز توكيد الذات على تقدير الذات " أي : رؤية الفرد نفسه وما فيها من قدرات وكفاءات " وتقييم الفرد لتقدير الآخرين له " مدى احترامهم له ومكانته عندهم " فالمتزن يقدر نفسه حق قدرها دون غطرسة ، بخلاف المتكبر والبخس نفسه حقها .

فوائد السلوك التوكيدي
يولد شعوراً بالراحة النفسية ويمنع تراكم المشاعر السلبية .
به يحافظ الشخص على حقوقه ومصالحه ويحقق أهدافه .
يقوي الثقة بالنفس .
يعطي انطلاقاً في ميادين الحياة " فكراً وسلوكاً " بعد التخلص من المشاعر السلبية المكبوتة .

خصائص السلوك التوكيدي السليم
أنه وسط بين الإذعان للآخرين بغباء وبين التسلط والاعتداء عليهم .
أنه وسط في مراعاة مشاعر الناس وحقوق الذات .
يتوافق فيه السلوك الظاهري " من أقوال وأفعال " مع الباطن " من مشاعر ومرغبات وأفكار "
أعراض وعلامات ضعف توكيد الذات
مجاملة الآخرين ومسايرتهم والاستجابة لرغباتهم وسعي الشخص لإرضائهم ولو على حساب نفسه ووقته وماله وسمعته ……..

وهذا يتضح من خلال عدة جوانب
الإكثار من الموافقة الظاهرية : نعم _ أبشر _ حاضر ……
ضعف القدرة على الرفض المناسب في الوقت المناسب
تقديم مشاعر الآخرين على مشاعره وحقوقه
كثرة الاعتذار للآخرين عن أمور لاتدعو للاعتذار
ضعف القدرة على التعبير عن المشاعر والرغبات والانفعالات
ضعف القدرة على إظهار وجهة نظر تخالف آراء الآخرين ورغباتهم
ضعف الحزم في اتخاذ القرارات والمضي فيها وتحمل تبعاتها
ضعف التواصل البصري بدرجة كبيرة



عواقب ضعف توكيد الذات
تختلف باختلاف الأشخاص والظروف ، ولكن كثيرا ما يصاب هؤلاء بإحدى العلل التالية:
الاكتئاب - القلق - الرهاب الاجتماعي
اضافة الى المضاعفات الاجتماعية والوظيفية والتعليمية ونحو ذلك .

مفهومات خاطئة حول ضعف توكيد الذات
أن هذا من التواضع ولين الجانب والعريكة .
أن هذا من الحياء المقبول شرعا وعرفا
أن هذا من الإيثار المطلوب والمحمود في الشرع والعرف
السعي إلى إرضاء الناس كلهم والقبول لديهم جميعا

فنيات التدريب على السلوك التوكيدي
وضع مدرج للسلوك التوكيدي المراد طبقا لواقع الشخص وما يعانيه ، بحيث يبدأ بالأهون ثم الأشد منه وليس العكس .
ممارسة أسلوب التكرار والإعادة " تطبيق عملي بمثابرة " بإعادة السلوك والتدرب عليه مراراً حتى إتقانه
استخدام أسلوب الاستجابة الفعالة : استعمال السلوك التوكيدي الذي يحقق المطلوب الأدنى بأدنى ثمن نفسي ، والبدء بذلك قبل ماهو أشد منه .
استخدام أسلوب التصاعد في السلوك التوكيدي .

المصدر : مجلة شباب د/ محمد الصغيّر
العدد العاشر

معالجة السلوك السلبي

معالجة السلوك السلبي *

أحياناً يتعرض المديرون وقادة فرق العمل لسلوك سلبي من جانب أحد أعضاء فرقهم, وقد يأخذ هذا عدة أشكال منها: نقص الاهتمام بالعمل, وغياب الرغبة في التعاون معك أو مع الأعضاء الآخرين في الفريق, أو الشكوى من العمل, أو من الظروف المحيطة به, أو التبرم عندما يطلب منه تنفيذ مهمة معقولة بصورة متقنة أو الاعتراض بشدة على أن يطلب منه القيام بعمل إضافي (أو مجرد رفض القيام به) – " هذا ليس من واجبات عملي " أو في حالات نادرة الوقاحة. والأفراد الذين يُبدون السلوك السلبي قد يكونوا مصدر استياء بصورة تامة أكثر منهم مجرد مصدر تشويش وإزعاج. فهم يتصرفون بصورة سلبية ويهمهمون في المقاعد الخلفية للاجتماعات, ويفتقرون للحماس.

وأنت كمدير يمكنك أن تتسامح مع قدر معين من السلوك السلبي طالما أن الفرد يعمل بطريقة جيدة, ولا يزعج أعضاء الفريق الآخرين. ويجب عليك أن تحدث نفسك ببساطة قائلاً ( إن الحياة مليئة بصنوف البشر المختلفة) وعليك في هذه الحالة أن تتحمل الموقف. وعلى الرغم من ذلك تقول خلال اجتماع متابعة ( إنك تؤدي عملك بصورة جيدة ولكن ...) وإذا ما أخذت هذا الاتجاه يجب عليك أن تكون محدداً وأن تستشهد بمثال محدد, فليس من الصحيح إطلاق اتهامات عامة. فإما أن يتم نفيها تماماً أو استلهامها من جانب المتلقي مما يجعله أو يجعلها أكثر استياءاً.

وإذا ما كان السلوك السلبي يعنى أن مساهمة الشخص ليست مقبولة أو مصدر للتشويش, فيجب عليك أن تتخذ إجراءاً. وعادة ما يتسم الأفراد السلبيون بالهدوء ولكنهم في العادة غاضبون من شيء ما, ويُعد سلوكهم السلبي طريقة سهلة للتعبير عن غضبهم, وللتعامل مع هذه المشكلة من الضروري أن تكتشف ما يغضب هؤلاء الأشخاص.

أسباب السلوك السلبي
قد تعود الأسباب إلى واحد أو أكثر من النقاط التالية:
إهانة حقيقية أو متخيلة منك أو من زميل.
شعور بالضيق.
اعتقاد بأن المساهمة التي يقدمها الشخص ليست محل تقدير, ولا تكافأ مادياً أو معنوياً بالترقية.
استياء مما أدركه الشخص على أنه نقد جائر.
غضب موجه إلى المؤسسة أو إليك لسبب ما أعتبر طلب معقول وتم رفضه وعلى سبيل المثال: طلب إذن بالغياب أو نقل.

التعامل مع المشكلة
بسبب اختلاف الأسباب الحقيقية والمتخيلة للسلوك السلبي يعد التعامل معه أحد أصعب المهام التي يواجهها المدير, وإذا ما اتصف الإجراء الذي تتخذه بالإساءة أو الجمود فإن السلوك السلبي ستزداد حدته. وقد ينتهي ذلك باللجوء إلى إجراء تأديبي وهو ما يجب أن يكون خيارك الأخير.

وبصورة ما فمن الأيسر التعامل مع مثال فعلي للسلوك السلبي بحيث يمكن علاجه فوراً. وإذا ما كانت المشكلة نابعة من اتجاه عام أكثر منها أفعال محددة فإنه من الصعب التعامل معها. وعندما توجه اتهامات للأفراد مثل أنهم غير متحمسين بشكل عام أو غير متعاونين, ففي هذه الحالة يمكنهم ببساطة الإنكار واتهامك بالتحامل ومن المحتمل أن يتعزز سلوكهم السلبي.

وإذا ما كان يتعين عليك أن تتعامل مع هذا النوع من المشكلات, فمن الأفضل أن تفعل ذلك بصورة غير رسمية سواءاً عندما تظهر المشكلة أو في أي مرحلة منها خلال العام عندما تشعر بضرورة القيام بشيء ما حيالها.

ولن يكون الاجتماع السنوي الرسمي لتقويم الأداء الوقت الملائم خاصة: إذا ما كان ذا صلة بزيادة الأجور وإثارة القضية في هذه الساعة سيضع الأفراد في مواقف دفاعية وسيكون من المستحيل وقتها إجراء مناقشات بناءة.

وقد تجري المناقشات بصورة غير رسمية ولكن يجب أن تكون لها ثلاثة أهداف واضحة هي:
1. مناقشة الموقف مع الأفراد. والهدف من ذلك إذا أمكن هو حمل الأفراد على أن يدركوا بأنفسهم بأنهم يسلكون سلوكاً سلبياً. وإذا لم يتحقق ذلك فإن الهدف سيكون لفت انتباه الأفراد على اعتقادك أن سلوكهم غير مقبول بطرق عديدة.
2. تحديد أسباب السلوك السلبي للأفراد كلما كان ذلك ممكناً.
3. مناقشة أي إجراءات يمكن للأفراد اتخاذها ليسلكوا بطريقة أكثر إيجابية والموافقة عليها, أو ما يمكنك أنت أو المؤسسة عمله لإزالة أسباب السلوك السلبي.

مناقشة المشكلة
ابدأ بتوجيه أسئلة عامة عن كيفية نظر الأفراد إلى عملهم وهي: هل لديهم أي مشكلات في تنفيذه؟ وهل هم سعداء بالدعم الذي يتلقونه منك أو من زملائهم؟ وهل يشعرون بالرضا عن أدائهم لعملهم بأفضل ما يستطيعون؟

وقد تجد أن هذه البداية العامة تتيح لك أساس للمرحلتين التاليتين؛ وهما تحديد الأسباب والعلاج. ومن الأفضل إذا ما أقر الأفراد بأنفسهم أن هناك مشكلة ولكن في كثير من الحالات إن لم يكن معظمها فمن غير المحتمل أن يحدث ذلك. لأنه من الصعب أن يُقر الأفراد بأنهم يسلكون سلوكاً سلبياً أو أنهم لن يكونوا على استعداد للاعتراف بذلك.

وفي هذه الحالة عليك أن تلفت انتباههم إلى المشكلة كما تراها, ويجب أن تشعرهم بصدق إلى أنك مهتم بها لأنه تبدو عليهم عدم السعادة وستتمنى أن تعرف ما إذا كانوا يشعرون أنك أنت أو المؤسسة تعاملهم بطريقة غير عادلة حتى يمكنك محاولة إعادة الأمور إلى نصابها. ويجب عليك أن تمنحهم وقتاً لأن يقولوا ما يشاؤون ثم قدم تفسيراً معقولاً وتعامل مع شكاوى محددة. وإذا لم يرضوا عن تفسيرك يمكنك القول بأنهم سيُمنحون الفرصة لمناقشة المشكلة وذلك يشير إلى أنك تقر بأن حكمك ليس نهائياً.

إذا لم تساعد هذه النقاط المبدئية التي حصلت عليها على إظهار المشكلة بالصورة التي تراها فإن عليك في ذلك الوقت أن تشرح كيف يعطي سلوك الأفراد انطباعاً سلبياً. وكن محدداً قدر المستطاع بالنسبة للسلوك, وقدم أمثلة محددة. وعلى سبيل المثال: المناقشة التي يمكن أن تعتمد على الأسئلة التالية: (هل حضرت اجتماع الفريق أمس؟) (كيف سار الاجتماع في رأيك؟) (إلى أي مدى كنت متعاوناً في التعامل مع المشكلة؟) (هل تتذكر قول..؟) (إلى أي مدى تعتقد في جدوى هذه الملاحظة؟) (هل سيكون مفاجأة لك أن تعرف شعوري بأنك لم تكن متعاوناً بصورة خاصة في الوسائل التالية؟)

وإذا ما تم تبني هذا الاتجاه الحذر, فبالطبع ستكون هناك مناسبات سيرفض فيها الأفراد الاعتراف بأن هناك خطأ ما يعتري سلوكهم, وإذا ما وصلت إلى هذه المرحلة فلا بديل أمامك سوى أن تشرح لهم تصوراتك عن المواقف التي تعتقد أنهم تصرفوا فيها بطريقة خاطئة. ولكن افعل ذلك بطريقة إيجابية مثل "اعتقد أنه من الإنصاف أن أنبهكم إلى أن مساهماتكم (في الاجتماع) ستكون أكثر فاعلية إذا ما......"

تحديد الأسباب
إذا ما كان وراء السلوك السلبي شكوى حقيقية أو متصورة منك أو من الزملاء أو المؤسسة فعليك أن تجعل الأفراد يشرحون ذلك بأكبر قدر ممكن من الدقة. وفي هذه المرحلة ستكون وظيفتك هي الاستماع وليس إصدار الأحكام. ويمكن أن يغضب الأفراد هنا من الإساءة الحقيقية أو المتخيلة على حد سواء, وعليك أن تكتشف كيفية فهمهم للمشكلة قبل أن تتعامل معها.

وقد يتضح خلال المناقشة أنه لا علاقة للمشكلة بك أو بالمؤسسة, فقد ترجع إلى مشاكل عائلية أو قلق على الصحة أو الدخل. وإذا ما كان الحال هكذا يمكنك أن تبدي تعاطفك, وقد تكون قادراً على اقتراح حل في صورة مشورة أو نصيحة مجربة من داخل أو خارج المؤسسة.

وإذا ما كانت المشكلة المدركة لها علاقة بك أو بزملائك أو بالمؤسسة فحاول أن تحددها بدقة لتعرف ما إذا كنت في موقف يسمح لك باتخاذ إجراء علاجي أو بشرح الحقائق الأساسية للقضية.

اتخاذ إجراءات علاجية
إذا ما كانت المشكلة تقع على عاتق الأفراد, فإن الهدف سيكون بالطبع هو حمل الأفراد على أن يدركوا بأنفسهم ضرورة الإجراء العلاجي وما يحتاجون عمله حيال ذلك, وبمساعدتك كلما دعت الحاجة. وفي هذه الحالة قد يكون عليك أن تقدم المشورة أو أن توصي بمصدر آخر للحصول على النصيحة. ولكن كن حذراً فإنك لا تريد أن تشير ضمناً على أن هناك خطأ ما في هؤلاء الأفراد. ولا يجب أن تذهب أبعد من أن تقترح أن الأفراد قد يجدون في ذلك عاملاً مساعداً فهم لا يحتاجون ذلك ولكن يمكنهم الاستفادة منه. ويجب أن تكون حذراً في تقديم النصيحة وقد يجدي هذا الأسلوب أكثر باللجوء إلى المستشارين المحترفين. ولكن إذا شعرت فعلاً أنه من الملائم تقديم النصيحة فعليك أن توضح ضرورة الحصول على المشورة.
وإذا ما كان هناك شيء محدد يمكن للأطراف المتورطة في الموقف القيام به, فإن الاتجاه المتبع هو " أننا يمكننا التغلب على هذه المشكلة معاً "هذا ما سأفعله" هذا ما ستفعله المؤسسة" " ماذا تعتقد أنه يتعين عليك عمله ؟" وإذا لم تكن هناك إجابة على السؤال الأخير فيجب عليك أن تشرح الإجراء الذي تعتقد أنهم يحتاجون اتخاذه. وكن محدداً قدر الإمكان بأن تحاول التعبير عن رغباتك كاقتراحات وليست كأوامر. فإن الاتجاه الجماعي لحل المشكلات هو الأفضل دائماً.
اتجاهات إدارة السلوك السلبي
1. عرِّف نوع السلوك السلبي الذي تم التعبير عنه واستشهد بأمثلة.
2. ناقش السلوك مع الأفراد في أسرع وقت ممكن مستهدفاً للتوصل إلى اتفاق حول نوعيته ومدى تأثيره.
3. إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق, أعطي أمثلة فعلية للسلوك واشرح أسباب اعتقادك بأنه سلبي.
4. ناقش وتوصل إلى اتفاق بأسرع وقت ممكن حول أسباب السلوك السلبي كتلك التي ترجع للأفراد أو إليك أو للمؤسسة.
5. ناقش وتوصل إلى اتفاق بشأن الحلول – أو الإجراءات التي يتعين على الأفراد وعليك على المؤسسة اتخاذها.
6. راقب الإجراءات التي تم اتخاذها والنتائج التي تحققت.
7. إذا لم يحدث أي تحسن واستمر السلوك السلبي في التأثير بصورة ملحوظة على أداء الأفراد والفريق فعليك إذن اللجوء إلى الإجراءات التأديبية.
8. ابدأ بتحذير شفهي وبيّن السبل التي يتعين على أساسها تحسين السلوك, وحدد إطاراً زمنياً واعرض المزيد من المساندة والمساعدة إذا ما دعت الضرورة.
9. إذا لم يحدث التحسين. اصدر تحذيراً رسمياً. وحدد بدقة بقدر الإمكان ما يجب إنجازه وحدد مدة زمنية معينة ثم وضح الإجراء التأديبي الذي يمكن أن تتخذه.
10. إذا ما استمر السلوك السلبي في التأثير بصورة خطيرة على الأداء, اتخذ الإجراء التأديبي وإذا لم يكن أمامك أي بديل سوى فصل شخص ما.
* إذا كنت مديراً ناجحاً كيف تكون أكثر نجاحاً, ميشيل آرمسترونج, مكتبة جرير للترجمة والنشر والتوزيع, ص 149-153, الطبعة الأولى 2001.

كيف تغير نفسك

المفكرة الدعوية www.dawahmemo.com


بسم الله الرحمن الرحيم


كيف تغير نفسك



كل واحد منا يرغب فى تغيير سلوكيات من حوله كما يرغب فى تغيير سلوكه وحياته. وكل الدراسات العلميه اوصلت اصحابها الى قناعات غير عاديه بنتائج التغيير. وكما ذكرها القران الكريم ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)). وباختصار اننا لانستطيع ان نغير اى انسان اخر ، فنحن نستطيع ان نوجد مناخ للتغيير ونوجد الحافز للتغيير ونوجد ايضاً الدافع الذى يؤدى الى التغيير ، لكننا لن نستطيع ان نغير انسان أمامنا ، فلو كان بمقدور أى إنسان ان يغير إنسان أخر لاستطاع النبى صلى الله عليه وسلم أن يغير اقرب الناس إليه وبعضهم مات مشركا.
(( تبت يد أبى لهب )) وهو عم النبى صلى الله عليه وسلم ((إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء)).
إذاً قضية تغيير الآخرين ليست ممكنه لكننا نستطيع ان نغير أنفسنا.
و كما ذكرنا نستطيع أن نوجد حافز فعال نحو التغيير لكنا لن نستطيع ان نوجد تغيير.

ما هو التغيير ؟ :-

كما يخرج الفرخ من البيضه ويدخل حياة جديدة يتغير كذلك الإنسان ، يمر بمراحل فى حياته حيث يتغير فيها حيث يكون جنين ثم طفلا ثم شابا ثم يصبح مسؤل عن عائلة.هذه المراحل يمر بها الإنسان لكن هل بالضرورةأن التغيير يرتبط بهذه المراحل؟
بعض الناس لا يتغيرون إلا إذا حدث لهم شيء مصيبة مثلاً أو وصل الى عمر معين.
إذاً التغيير هو عملية تحول من واقع نحن نعيش فيه الى حاله منشوده نرغب فيها.
والان هناك عدة أسئلة نريدكم الاجابة عليها وبصراحة:

س1/ هل أنت سعيد ؟

بغض النظر عن احترام الناس لك وحبهم وسؤالهم الدائم عليك فهل أنت سعيد!؟

س2/هل أنت راض عن المستوى الذى وصلت إليه؟

فكل واحد منا وصل الى مستوى معين من الانجاز والعطاء والى منصب معين ومشاريع معينة فهل أنت راض الى ما وصلت إليه فى كل جوانب حياتك فى منصبك ، فى إيمانك ، فى علاقتك بالله سبحانه وتعالى وعبادتك و فى مستوى علاقتك مع الأهل والأصدقاء؟

س3/هل يمكن أن تكون افضل ؟

أو ان هذا المستوى هو أعلى مايمكن ان تصل إليه؟ والمسألة واضحة وكل إنسان يستطيع أن يصل الىالأفضل فى علاقته مع نفسه ومع ربه ومع أهله ومع الناس وإنجازاته وعطائه فى كل مجال يستطيع الإنسان ان يكون افضل.

ا س4/ ما هي الإنجازات والعطاءات التى أريد ان اتركها ورائي فىالحياه؟

كل إنسان منا سيموت ، ودائما يفكر الإنسان بالانجازات التى انجزها وعاش من أجلها و هل هناك هدف لهذه الحياه بمعنى اخر؟

وهذه الاسئله تعبر عن تعريف التغيير وهو الانتقال من الواقع الذى نعيش فيه الى حالة نتمناها.
نتمنى ان نكون أسعد وان نكون راضيين عن كل شىء وان يكون لدينا مشاريع لها أثر فى حياة البشرية وتخدمها.
فإذا فهمنا هذا كله سنكون قد خطونا الخطوه الاولى وهى تعريف التغيير.

بعض مجالات التغيير:

بماذا سوف نغير؟ أو ماهى الأمور التي سوف نغيرها؟

1- التغيير فى المبادىء والقيم :

فكلما عشت اكثر تأملت فى الانتاج البشرى كلما نظرت الى واقع الحضارات والمجتمعات ، فكلما نظرت فى الفلسفة والعلوم والتكنولوجيا وغيرها تجد في النهاية كل شيء يرجع الى الفكر وكل امور الحياة يحكمها الفكر.
فالمبادىء والقيم التى ينطلق منها البشر هى التى توجه كل حياتهم وهى التى توجه كل انتاجاتهم.
بعض الناس يسمونها حضارة والبعض يسمونها تقدم والبعض فكر والبعض فلسفة لكن فى النهاية فهى مجموعة قيم ومبادىء تتحكم بنا ونحن نتبناها باختيارنا ، فكل مولود يولد على الفطرة ولو ترك الانسان بدون مؤثرات لعاش على منهاج رب العالمين ، "وكل مولود يولدعلى الفطرة فوالداه يهودانه او ينصرانه اويمجسانه".
تبدأ عملية زرع القيم منذ الطفولة ، وكلما تأملت ونظرت ودرست وعشت الحياه اكثر عرفت ان معظم القيم تنغرس فى الانسان فى الست السنوات الاولى من حياته ، ومن هنا ياتى الخلل الجسيم وهو أن تعامل مرحلة رياض الاطفال على اساس انها مرحله لعب ولهو ، فهى مرحلة زرع القيم والمبادىء والفكر ، وتحكم ليس فقط العقيدة بل تحكم علاقات الانسان و طريقة انتاجه.

وهناك كتاب ممتاز باللغة الانجليزية اسمه {كل ما احتاجه فى الحياه تعلمته من مرحلة الروضة}.
وهذه القيم تزرع فى نفس الانسان من قبل مؤثرات خارجية وبالذات الابوين فلهم تأثير غير عادى فى زرع هذه القيم والمبادىء ، ثم يكبر الانسان وينضج ويبدأ يفكر فى الاستقلال عن هذه المؤثرات الخارجيه ، فيبدأ باختيار قيم جديدة ومبادىء جديدة يختارها من تأثره بأصدقائه او من خلال الافلام والاعلانات وغيرها لتزرع فيه قيم و نظرات جديدة للحياة.

q وهناك مجتمعات تزرع فىأبنائها ان للوقت قيمة فى حياتنا. وتأتى مجتمعات مثل مجتمعاتنا فتزرع مثلا إن لم آت فى الساعة الرابعة انتظرنى الى الخامسة وهكذا.
بمعنى انه لا يوجد للوقت قيمه عندنا. والوقت هو حياه الانسان فإذا لم نضع قيمة للوقت كأ ننا لم نضع قيمة لحياتنا. وهناك مجموعه من القيم التى تزرع فى المجتمعات العربية فى منتهى السوء للاسف ومنتشرة بين الناس ويؤمنون بها من هذه القيم مانتمثل به من الامثال الشعبيه:

فهناك مثل يقول (شوف وغمض) بمعنى شوف الغلط واسكت.
وهناك قيمة ثانيه تقول (روح بعيد وتعال سالم).
وقيمه ثالثه تقول (مد قدميك على قدر لحافك). ولماذا لا نمد لحافنا على قدر ارجلنا‍‍‍‍‌‌‍؟
وقيمه اخرى تقول (القناعه كنز لا يفنى). لماذا لايكون الطموح؟
فكثيرٌ من النا س يأخذ هذه الامور كمسلمات ويؤمن بها ، ومن هنا نريد ان نعيد النظر فى هذه المبادىء الخاطئه.

عندما يبدأ الانسان يفكر بطريقة تختلف عمن حوله يبدأ بتبنى القيم الصحيحة فلا يأ خذ كل ما يأتى من والديه او ممن حواليه اومن الاعلام او المفكرين انه مسلم به.
لماذا انت مسلَّم؟ فنحن لدينا شرع الله قوته فى منطقه ولذلك فنحن مستعدين ان نناقش اى قضية حتى بما فيها قضية التوحيد. فكل شىء قابل للنقاش عندنا نحن المسلمين. مثلاً هل الله موجود ام لا ؟ نستطيع ان نناقشها بمنطق الاسلام. وهل الله لديه ولد ام لا؟ وهكذا ...

إذاً هناك قيمة اخرى هى قيمة العقل. ولا يوجد تسليم لا لشيخ ولا لحزب ولا للوالدين. فلا تسلم لأحد ولا تسلم إلا بالدليل والبرهان والحجج وهذه القيم يجب ان نزرعها فى نفوس ابنائنا.
وهناك قيمة جديدة وللا سف نحن تعودنا فى مجتمعاتنا أن نسميها باسم احترام الكبار والشيوخ ، وهى أن نسلَّم ، وسلِّم بمعنى قلد. وديننا جاء لرفض هذا (( إنا وجدنا آبائنا على هذا وإنا على آثارهم مهتدون)).

فهذه قضيه اساسيه ينكرها القرآن. ماذا فعل القران؟ جاء لنسف القيم والمبادىء التى قامت عليها حياة الجاهلية و جاء بقيم جديدة ، وعندما جاء بقيم جديدة صنع حضارة جديدة.

اذاً أعظم تغيير واكبر تغيير هو التغيير الذى يحدث فى المبادىء والقيم لانه يحكم كل التغيرات الاخرى ، ويبنى على هذا تغييرات فى السلوك و فى اساليب الادارة وغيره.
لكن يبدأ فى تغير فى السلوك وبالتعامل مع الاخرين لأن تعاملنا مع الناس سيحكمها المبادىء والقيم التى اتبناها.
بذلك عندما يكون عندى موظفين واستخدم الابتسامة الدائمة والضحك معهم .. ماهو هدفى؟ والهدف عند الكثيرين هو امتصاص دماء الموظفين ثم التخلى عنهم من اجل زيادة الانتاج وزيادة الربح.

اذاً هناك مبدأ غلط فهنا نريد أن نعيدالنظر فى قضية السلوك وفى قضية العلاقات .. لماذا اتصرف بهذه الطريقة؟

س// هل يستطيع اى شخص منكم اضحاك اى شخص اخر؟
طبعا لا يستطيع لان الشخص الاخر قرر أنه لن يضحك.

س//هل يستطيع اى شخص اثارة اعصابي؟
طبعا لا يستطيع لانى قررت ان لا اغضب وان لا أترنفز .

اذاً سلوك الانسان نابع من قرارات الانسان نفسه وقرارات الانسان تنبع من قيم هذا الانسان.
اذا انا استطيع ان اتغير ولا يوجد سلوك مفروض عليّ. الولد الكسول فى المدرسه فهو الذى قرر ان يكون كسولا ، ونحن لن نستطيع ان نغير الناس ولن نستطيع ان نجعل ذالك الولد نشيطا. بل نستطيع ان نوجد له مناخ ونوجد له بيئة مناسبة وحافز مناسب لكى يتغير. لكن التغيير لا ينبع الا من داخل النفس البشرية.

إذاً التغيير قد يكون في المبادىء والقيم وقد يكون في السلوك والتعامل مع الاخرين وقد يكون في اساليب الاداره .. كيف أدير نفسى والموظفين؟ كيف ادير البيت؟

س//كم شخص منكم كلما اتاه الخادم بكأس ماء يقول له شكرا؟ فى كل مره؟
يستطيع الانسان ان يقود بالاوامر ويستطيع ان يقود با لاحترام.
انس ابن مالك رضى الله عنه يقول (خدمت مع الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات فما قال لى فى امر فعلته لما فعلته وفى امر لم افعله لما لم تفعله) فأيُّ رقىًّ فى التعامل وأيّ اسلوب فى الادارة والقيادة ينبع من قيم اخلاقية. إذاً هل تستطيع ان تتغير لتصبح بمثل هذه الصورة؟

من ضمن التغيير هو التغيير الاجتماعى:

الانسان الذى سيتزوج سيحدث له تغيير جذرى فى حياته ، والانسان الذى سوف يرزق اولاد كذلك يحدث له تغيير. كذلك تغيير الاثاث والسكن والمنزل .. هذه كلها تغييرات اجتماعية يستطيع الانسان ان يوجهها الاتجاه الصحيح.
فكم من الناس يتزوج ومعاييره في الزواج خاطئة لذلك هناك 30 % من الزواج فى مجتمعاتنا يفشل وينتهى بالطلاق فى اقل من خمس سنوات. لماذا حدث هذا ؟
الذى حدث ان هذا لانسان طريقة نظرته للحياة او قيمة المرأة هى فى جمالها او شكلها وتأتى الافلام العربية لتكرس هذه القيم وتزرعها لتنشىء فينا نظرة اجتماعية خاطئة وطريقة تفكير فى العلاقات الاجتماعية خاطئة.

وتأتى بعد ذلك مجموعة قيم تزرعها المجتمعات فى العلاقات الاجتماعية مثلا من الوصايا التى توصى بها الامهات اولادهن (لا تصبح سكان زوجتك) بمعنى لا تجعل الزوجة تدير دفة البيت وتتحكم بها لذلك يبدأ الرجل يمارس ممارسات خاطئة فلا يستشيرها فى شىء فهو الذى يختار ؟؟؟؟؟؟؟؟ ويقرر ان يكون كذ وكذا ...

فهو بذلك يريد ان يظهر انه سيد المنزل له الكلمة الاخيرة واذا لم يفعل هذا ستصبح الزوجة هى الرجل فى البيت وليس هو.
وهذه نظرة اجتماعية خاطئة بنيت على قيم خاطئة وتبنى عليها علاقات اجتماعية خاطئة.


كذلك التغيير يمكن ان يحدث فى قضية التخصص (لدراسة)

كثيرٌ من الناس عندما يدخلون فى تخصص لا يعرفون لماذا دخلوا فيه! في النظام الغربى يعملون اشياء جميلة جدا يسمونها [ المواد الدراسية الإستكشافية ] يعنى إذا انا درست ادارة بعد ذلك اقرر ادا كانت الادارة مناسبة لى أم لا. أما اذا لم تعرف عن الادارة شىء فكيف تعرف اذا كانت مناسبة لك أم لا؟
فكم من طالب دخل الكلية ولم يذق يوم واحد حلو فى الدراسة وبعد ثلاث سنوات يكتشفون انهم لا يحبون هذا التخصص.

ويمكن ان يحدث التغيير فى نظرتنا لتخصصاتنا ودراستنا .

ليس عيباً ان يكتشف الانسان انه دخل تخصص خطأ فالخطأ أنه يستمر فيه والخطأ ان يقضى بقية حياته فى تخصص لا يحبه.
والاصل ان ينطلق الانسان من ميوله لا من ميول تفرض عليه.
واحياناً يكون الطريق صعب وطويل لان يغير الشخص تخصصه لكن الخيار احد امرين:
اما ان يستمر بقية حياته فى شىء يتعسه ، اويختار اختيار يتوافق مع رغباته وميوله وحبه. والانسان لن يبدع الا اذا دخل مجال يحبه ويعشقه اما اذا دخل التخصص الموجود (لمتوفر) فلن يؤدى ذلك الى الابداع.
وكثير من الناس يقولون لا توجد لدينا مهارات وان هذا المجال احبه لكن لا توجدعندى مهارات فيه. فالانسان يجب ان يسعى فى مجال تكون عنده القدره فيه. ولو قسنا انتاجنا بقدراتنا اليوم لاكتشفنا اننا لم ننجز شىء.
فالقدرات يصنعها الانسان.. اما المهارات فيكتسبها. نعم ان هناك مواهب قد تعيق لكن اذا افترضنا ان القدرات هى موهبة الهية هل سنستسلم ونعجز.
ويتعلم الانسان المهارات ويكتسبها من خلال التعليم.

ايضاً قد يكون فى المسئوليات والصلاحيات:

هناك بعض المسئوليات مفروضة علينا ليس لنا خيار فيها فعندما يأتيك ولد فأنك مسؤل عنه وهناك كثير من الشباب عندما يأ تيهم مولود يضل يعيش حياة العزوبية ولا يغير حياته كونه اصبح مسؤلا ، ويجب ان يعرف ان حياته سوف تتغير مع تغير مسؤلياته.
يجب ان نزرع فيه هذه القيم والمبادىء ان الانسان يجب ان يغير حياته مع تغير مسؤلياته.
والمبدأ الثانى يجب ان يتعلق بالصلاحيات .. والصلاحيات هى الحق الذي يعطىللانسان ليتصرف ويطاع.

س//هل الصلاحيات توهب ام تكتسب ؟
كثيرٌ من الناس في حياته ينتظر ان تعطى له الصلاحيات لذلك يعيش حياته متذمر ويشتكى والذى يعيش بهذه الطريقة لن يغير شىء ، والذى يغير هو الذى يكتسب الصلاحيات وكذلك الصلاحيات يستطيع الانسان ان يكتسبها لا ينتظر حتى توهب له.
اذاً يجب ان نتغير مع تغير مسئولياتنا ويجب ان نغير فى صلاحياتنا وهذا التغيير سيكون سبباً فى انجاز مشاريعنا واهدافنا لانه من دون صلاحيات لن نستطيع ان نحقق اهدافنا ومشاريعنا.

س//هذا التغيير هل هو صعب ام سهل ؟

عندما نتحدث عن التغيير الذى يشمل كل جوانب حياتنا .. هذا التغيير هل هو سهل ام صعب نحن نستطيع ان نتفق انه ضرورة فنحن نحتاج التغيير ، وهناك ضروره للتغيير لكل انسان وفى كل مجالات الحياه وكل واحد منا يحتاج الى التغيير.

كما نستطيع أن نتفق أن التغيير يمثل رغبة كامنة فى كل انسان لاسباب مختلفة .. فبعض الناس يريدون ان يتغيروا لكسب المال اكثر ليعيش فى رفاهية اكثر.
هناك شخص عائش يصرف من الورث َفأتاه احد اصحابه وقال له:
إشتغل فقال له لماذا اشتغل؟!
قال له: من اجل ان تكسب فلوس.
قال: ماذا اريد بالفلوس؟
قال: من أجل أن تعيش مرتاح قال انا مرتاح الان.

لكن إذا إستثنينا من نظرتنا للحياة امثال هؤلاء الهامشيين ونظرنا للانسان الذى يريد ان يصنع لنفسه فى دنياه واخرته شىء ويريد ان يصنع لأمته شىء عندها سنجد ان كل واحد منا لا شك انه سيفكر فى التغيير.

إذاً نستطيع ان نقول بناء على هذا كله ان التغيير من الناحية النظريه و منهاجية التغيير وخطواته امر سهل. لكن التغيير نؤكد لكم انه ليس عملية سهلة فهو عملية صعبة واصعب ما فى عملية التغيير هو ان يكون عند الانسان إرادة للتغيير.
واصعب ما فى عمليه التغيير هو ليس الامكانيات ولا القدرات .. ليس المواهب ولا الفرص بل اصعب ما فى عمليه التغيير هو ان يكون لدى الانسان الاراده نحو التغيير.

وسبحان الله .. فالإنسان جبار (( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال)).
لو اراد الانسان لعمل المستحيلات لكن مشكلة الانسان انه لا يفعل هذا ، ولا يمارس هذا الدور ولا يجبر نفسه على هذه الارادة. فكثير من الناس ينتظر شىء يحدث فكم من الناس لم يتدبر الا عندما وقعت له مصيبه .. فقد عزيز او رأى حادث. فلماذا نحن ننتظر .. فهناك فرق كبير جداً بين التغيير الذى يحدث مكروه فعله وبين التغيير الذى يأتى مقصودا نابعاً من الاراده الموجهة.

فنحن ندعوكم الى التغيير النابع من القلب هذا التغيير الذى لا يمكن ان يتزعزع.
عندما تأتى ام احد الصحابه الكرام عمرها 60 عاماً وتهدده انها ستجلس فى الشمس ولن تأكل ولن تشرب حتى تموت او ان يرجع عن دين محمد – قال والله لو كان لك مئة نفس خرجت نفس بعد نفس ما تركت دين محمد فكلى واشربى خيرٌ لك.
لأن القضية ليست ردة فعل .. انا سوف اعمل كذا علشان خاطرك والعملية ليست قضية خواطر بل قضيه قناعات ومبادىء وقيم و اصعب ما فى التغيير ان يكون عند الانسان هذه الاراده للتغيير.

واحد من الامريكان الزنوج حدث معه مقابلة وكان فقير وخلال سنوات بسيطة اصبح مليونير فتعجب الناس! فقالوا له: كيف اصبحت مليونيراً؟ قال: انا عملت شيئين اى واحد يعملهما سوف يصبح مليونيراً.
قالوا : ماهما الامرين ؟
قال: الامر الاول: انا قررت ان اصير مليونيراً فهناك فرق بين ارغب واتمنى وبين انا قررت.
الامر الثانى: بعد ما قررت ان أصير مليونيراً وكان القرار جاداً حاولت ان اصير مليونيراً ولكن بمحاولة جادة نحو هذا القرار الجاد و اصبحت مليونيراً.

اذاً شيئين يحتاجهما الانسان لعملية التغيير: القرار الجاد والمحاولة الجادة لذالك تأتى صعوبة التغيير ، وصعوبة التغيير ليست بحاجة الى امكانيات كبيرة وفرص غير عاديه ، و مشكلة التغيير الكبيرة أن الناس إرادتها ضعيفة.

الان نريد منكم كتابة مؤشرات أى واحد يراها موجودة عنده ام لا؟ وكل ما زادت عددها عندكم كلما زادت حاجتكم الى التغيير وهذه المؤشرات هى:

1) الاحباط [لا يوجد امل]:-

قد يحبط بعض الناس في مستوى التعليم والصحه فى البلد ... الخ ولا يمكن ان تفعل شىء يصلح هذا الوضع.
وقد يصل بعض الناس الى الاحباط فى العلاقات .. بعض النساء وصلن الى درجة الاحباط من سلوك ازواجهن ، وبعض الناس وصلوا الى درجة الاحباط من سلوك اولادهم (هذا ما فيش فيه فائده).
والذى يحبط لا يحاول ان يغير ، وهذا أكثر إنسان يحتاج الى ان يمارس عملية التغيير وكما ذكرنا أن عملية التغيير صعبة لكن الذى عنده احباط سيكون عليه اصعب.

2) المـلل:-

شعور الانسان بالملل يُشعر الانسان بالوحدة وعدم وجود فائدة. حيث يشعر أن الامور تجرى بنفس الروتين. كل يوم ذهاب الى الوظيفة والعودة وتدريس الاولاد .. وبعدها يتناول العشاء وينام وثانى يوم نفس الحكايه. الى متى (ملل).
الذى عنده هذا الشعور فهو مؤشر الى أنه يحتاج الى التغيير اكثر من اىإنسان اخر.

3) كثرة المشاكل:

مؤشر خطير اخر عندما تكثر المشاكل عند الانسان فى العمل او فى البيت .. مع الشغالة .. مع نفسه. وهناك ناس كثيرون يعيشون بهذه الطريقة (كثرة المشاكل).
فالانسان الذى يعانى من مشاكل كثيرة طريقه الوحيد أن يغير طريقته في حل المشاكل لأن كل الطرق التى استعملها زادت من مشاكله.
إذاً فهو يحتاج الى طرق غير تقليدية فى حل مشكلاته لأن الطرق التقليدية لم تؤدى الى حلول او نتائج.

4) تكرار الفشل :

والفشل كما يقال خطوة نحو النجاح ، ونحن نوهم انفسنا بهذا اننا لو فشلنا المرة الاولى سوف نقترب من النجاح ولو فشلنا خمس مرات سوف نقترب من النجاح اكثر .. الى متى هذا؟ وتكرار الفشل هذا معناه أن الإنسان لا يرى حياته بطريقة غلط. و بهذا يحتاج الى طرق غير عادية فى الوصول الى النجاح لأن الإنسان طالما استخدم نفس الطريقة و يفشل سوف‌ يصل الى الفشل.
ومن أجل أن تنجح يجب عليك تغيير طريقتك واسلوبك فى الوصول الى النجاح.

س// كم انتاجية هذا الانسان؟ كم كتاب كتب؟ كم مستشفى بنى؟ كم مشروعا قام به؟
فهناك ناس من كثرة انتاجاتهم لا نستطيع ان نعدها.
n كل واحد يكتب الانجازات التى حققها فى حياته.
وفى الوقع ان هناك كثير من الناس الذين لا يوجد لديهم انجازات ولا انتاج فقط يعيشون حياة روتينية.
إذاً ضعف الانتاج يدل على مؤشر آخر هو سبب من الاسباب وهو الروتين وضعف الابداع.
5) الروتين وضعف الابداع:-

كل ما كانت حياة الانسان روتينية كلما احتاج الى التغيير ايضا ،ً فنحن نحول ترفيهنا الى روتين بالذهاب كل عام الى نفس المكان نظرا لوجود شقه مملوكه مثلاً.

6) شعور الانسان ان الحياة ليس لها قيمة:-

ننتظر الموت (ياالله بحسن الخاتمة) ومن المفترض أن لا يطلب الانسان هذا القدر بل يطلب طول العمر والعمل الصالح. بعض الصحابه الكرام فى اواخر تمنوا لو ماتوا مع الشهداء الاوائل .. فالنبى صلى الله عليه وسلم اصلح هذا الامر وهذا المفهوم فقال: (منذ أن استشهد هؤلاء الى اليوم كم صلاة صليتم؟ كم صدقة تصدقتم؟ كم فعلتم من خير .. لعلكم فُقْتم بهذا اجر الشهداء).
والرسول يعلمنا أن الحياه لها قيمة. ومشكلة المسلمين أن الحياة صارت ليس لها قيمة عندهم نحن يجب ان نقدس هذه الحياة ونعظمها لان الله وهبنا اياها واعطانا فرصة ان نعمرها والمعنى العظيم (الاستعمار).
وبعض الناس لا يعلمون قيمه هذه الحياة حيث يزرعون فى نفوس شبابنا اليوم ان احسن شىء للانسان ان يفعله ان يموت بسرعة (مات و افتك وخلَّص).
لماذا لا اتمنى ان اعيش اطول لأنتج انتاجا اكثر لعل الله يرفع درجتى فى الجنة و الدنيا.

7) تفوق الاقران والمنافسين:-

مقارنه الشخص بقرنائه الذين كانوا معه فى الثانوية فأذا وجد ان الاخرين وصلوا وتفقوا وانتجوا وبرزوا وهو مازال "درجة متوسط". إذاً هناك شىء غلط وهم فعلوا شىء لم يفعله و يحتاج الى ان يغير حياته لكى يصل الى ما وصلوا اليه.
إذاً تفوق الاقران هو مؤشر مهم يقيس به الانسان حياته ويرى هل هو بحاجة الى التغيير ام لا؟

مبررات هذا التغيير:-

1) لحل المشكلات:
كل واحد يذكر كم مؤشر يحتاج فيه الى تغيير .
n يقول إنشتاين: {لن نستطيع حل المشاكل المزمنه التى نواجهها بنفس العقلية التى اوجدت تلك المشاكل}.
اذا اردنا ان نطور مناهج التعليم يجب ان نضيف عقولاً جديده.
فالعقلية نفسها ستؤدى الى نفس النتيجة الا اذا كان الانسان عنده القدرة على التكيف وهذا موجود.

n لإثبات الذات:-
احياناً يحتاج الانسان ان يتغير حتى يعيد الثقة لنفسه حتى يثبت لنفسه انه يستطيع. فكم من انسان كان مغمور فلما اصدر القرار انه سيغير ويصل فعل.
الحاجب المنصور واحد من اكبر خلفاء الدولة الاندلسية اسمه [محمد ابن ابى عامر] كان ساكن مع اثنين من الحمارين كانوا يعملون كلهم حمارين وتعتبر من ادنى المهن آنذاك حيث كان فى قرطبة يشتغل حمار وفى ليلة كان سهران مع ربعه يتحدث اليهم فقال: يا جماعه اذا اصبحت خليفة ماذا تريدون مني؟ فضحكواعليه ثم سكتوا.
فقال: لماذا سكتم؟
قالوا: هل انت جاد؟
قال: انا فعلاً جاد .. إذا صرت خليفة ماذا تريدون مني؟
فقالوا له: اذهب لن تصبح خليفة .. من حمار الى خليفه!
فكررسؤاله فقال احد اصحابه: انت شكلك ليس بخليفة.
فكررسؤاله .. فقال الاول: إذا أصبحت خليفة يا محمد أريد قصر منيفاً
وقال : وماذا ؟
قال : وحدائق غناء. وماذا؟ قال: وخيولاً اصيلة وأمشى وجوارى حسان وأيضا؟ً ومائة الف دينار ذهب قال: وبعد؟
قال : لا شىء. فضحكوا.
ثم التفت الى صاحبه الاخر و قال: ماذا تريد لواصبحت خليفة؟
فقال له: لن تصبح خليفة.
فكرر عليه السؤال فقال له: إذا أصبحت خليفة فضعنى على حمار واجعلهم يدورون بي فى الشوارع ويقولون دجال ومحتال و اى واحد يتعامل معه ضعوه فى السجن.
ومحمد ابن عامر عرف ان طريق االحمارة طريق لن يؤدى به الى الخلافة ففكر بالطريق التى تؤدى به الى الخلافة وهو ان يصبح شرطي ، واصبح شرطي وترقى حتى اصبح رئيس شرطة قرطبة ثم مات الخليفة وتولى هشام المؤيد بالله الخلافة وكان عمره (10) سنوات [وهذه من سلبيات حضارتنا] بالوراثة ، فاختلف بنو امية من يوصون على الصبى؟ فقالوا: لن نعين واحد خوفا من ان يأخذ الخلافة.
فقالوا: نعين مجلس وصايه. واختلفوا لانهم لايريدون ان يصبحوا جميعا فى مجلس الوصاية و آخر شىء اتفقوا على ان يكوِّنوا مجلس الوصاية من غير بنى امية فاختاروا ثلاثة:
الوزير محمد المصحفى
ورئيس الجيش محمد بن غالب
ورئيس الشرطه محمد ابن ابى عامر

الخلاصة ان محمد ابن ابى عامر استطاع ان يزيل الاثنين الاخرين وتفرد بالحكم ولم يستطع تسمية نفسه اميرالمؤمنين فسمى نفسه الحاجب المنصور واصدر قرار بعدم الدخول الى الخليفة الا باذنه قرر ايضاً ان دواوين الحكم تنتقل الى قصره هى واموال الدوله. ومنع ان يخرج الخليفة من قصره الابأذنه.

وبعض المؤرخين يسمونها الدولة العامرية حيث قام بفتح الفتوحات ووصل الى ما لم يصل اليه اى حاكم من حكام الاندلس (الحاجب المنصور شىء عظيم فى تاريخنا) وبعد ثلاثين سنه تذكر الاثنين الحمارين الذين كانوا معه فلان وفلان.
فقال: آتونى بهم.
فذهبوا ووجدوهم فى نفس المكان الذى تركهم فيه ويعملون نفس العمل فوصلوا اليه.

فقال لهم: اتذكرونى؟
قالوا: نعم كنا نخاف انك انت الذى لن تذكرنا - ولكنه كان اصيل- وكان جالس بين الوزراء فحكى لهم القصه فسأل الاول: انت ماذا طلبت؟
فقال: كذا كذا.
فقال: اعطوه اعطوه.
وقال: له راتب ثابت ويدخل على بدون اذن.
وسأل الثانى: ماذا طلبت؟
قال: قضية انتهت يا امير المؤمنين.
قال له: لم تنته قل ماذا طلبت.
فقال: العيش والملح.
قال: لا بل قل ماذا طلبت.
فقال: له طلبت ان تضعني على حمار ووجهي الى الخلف .. الخ.
فقال الامير: اعطوه ما طلب حتى يعرف أن الله على كل شىء قدير.
فاحيانا يحتاج الانسان الى التغيير حتى يثبت ذاته ويصل الى طموحه.

س// ماهو طموحك فى الحياة؟ أن أتقاعد فأى طموح.
v إذاً لاثبات الذات نحتاج الى التغيير.
v احيانا نحتاج التغيير للقضاء على الملل.
فمثلاً اذا كان تعاملنا فى العلاقة الزوجية من دون تغيير والاكل دون تغيير والجلسة بطريقة معينة سيؤدى الى ان تصبح الحياة الزوجية ملل.
نحتاج يوم للأكل خارج المنزل أو نحتاج لتغيير ديكور المنزل.
اذاً نحتاج هذا التغيير والا سوف تتحول الحياه الى ملل.

v احيانا ًنحتاج التغيير من اجل ان نرفع من كفائتنا وقدراتنا.
تعلم الكمبيوتر او القراءة السريعة اوالكتابة السريعة او اللغة ... الخ.
و عندما يتعلم الانسان اشياء جديدة سيمارس اشياء جديدة وتتغير حياته بطريقة مختلفة.

v ايضاً نحتاج التغيير لمواكبة التقدم.

س// ماهو الشىء الثابت فى البشرية اليوم؟
- التغيير.

كل شىء يتغير حتى طريقة عرضنا للعقيدة وفهمنا للحياة يتغير .. فنحن نعيش حياة ديناميكية وديننا والحمد لله متواكب معها وهذا من مزايا هذا الدين العظيم انه لم ينعزل عن الحياة مهما وصلت الحياة من تقدم فهو يستطيع ان يواكبها.

ومشكلتنا ليست فى الاسلام بل فى المسلمين الذين لم يستطيعوا ان يواكبوا التقدم وعاشوا فى معارك وهمية.
اذاً لابد أن نعيش في حياة واقعية تتواكب مع التغيير الحادث في العالم وذلك ، والعالم اليوم يتطور فيجب ان نتطور معه والعالم اليوم يتقدم فيجب ان نتقدم بسرعة اكبر حتى نسد الفجوة التي بيننا وبينهم.
مثلا نحن لن نستطيع ان يكون تعليمنا موازيا للتعليم فى الغرب اذا عملنا بنفس الطريقة التى نعمل بها حاليا فى محاولات لتطوير التعليم.
ونحن نتقدم و لكن الغرب يتقدم بسرعة اكبر من تقدمنا والفجوة التى بيننا وبينهم تكبر.
إذاً الطريقة الوحيدة حتى نواكب هذا التقدم ان نتقدم بسرعة اكبر من سرعتهم وأن نبدأ من حيث انتهوا.

v نحتاج التغيير لتحقيق طلبات الاخرين.
هناك طلبات تاتى من العمل من البيت من الاصحاب ونحن حتى نواجه هذه الطلبات لا بد من التغيير فالدنيا مشاغلها تزداد والطلبات تزداد واذا واجهناها بنفس القدرات وبنفس الامكانيات بعد فترة ستزداد الاثقال و تزداد المشاكل.
إذاً يحتاج الانسان ان يفكر و بطريقة مختلفة كيف يواجه طلبات الاخرين وخاصة بعض الطلبات واجبة أو شرعية .. تجاه الوالدين والاولاد والزوجة وتجاه الوظيفة.

هذا كله يقودنا الى قواعد في منهج التغيير .. بعض منها:-

1. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

ان التغيير ينطلق من داخل النفس ولا يفرض على الانسان.

2. التغير المادى اسرع من التغير الفكرى.

التغير المادى مثل ان ابنى بيت جديد وبشكل جديد أغير الاثاث اشترى سيارة جديدة وهذا أسهل بكثير من ان أغير فكر أمة.
ومن الخطأ الذى يقعون فيه من يدرسون الحضارات او يحاولون ان يعجلوا عجله الحضاره ان يركزون كثيراً على قضية المادة.

ونحن نلاحظ في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تُبنَ العمارات الشاهقة والتى بقيت على مدى الزمان .. ليست هذه قضية الرسول صلى الله عليه وسلم لكن حضارة هذه الامة انطلقت من مكة والمدينة لماذا ؟
لأن التغير الفكرى هو الذى تأصل ثم نتج عنه التغيير المادى ولوكان الهدف التغيير المادى لكان الامر سهل.
ومثلاً ابراهيم عليه السلام كسر الاصنام التى كان يعبدها قومه ، ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يكسر الاصنام التى كان يعبدها قومه ، تكسير الاصنام مطلوب ونبى الله ابراهيم فعل شيئا صحيحاً وهو القضاء على هذا الشرك .. لكن محمد فعل الشىء الاكثر فعالية ، ونتيجة فعل ابراهيم ان القى فى النار و نفى من بلده بعد ان عجزوا عن ان يحرقوه با لنار ، ومحمد صلى الله عليه وسلم عمل على تغيير الفكر حتى وصل الى مرحلة ان الذى كسر الاصنام هم خالد ابن الوليد وعمر بن العا ص الذين كانوا يعبدون الأصنام.

وكثير من الناس خاصة الشغوفين بالفكر الغربى وبالنهضة المادية الغربية يريدونا ان نستعجل بالانطلاق نحو التغيير المادي وهذا من اسهل ما يمكن.
لكن المشكلة الكبيرة هى تغيير الانسان وفكر الانسان فأنا استطيع ان ابني ناطحة سحاب وأملئها كمبيوترات لكن اذا كان الناس الذين يعملون بها متخلفين فأنى بذلك لم اعمل تغييراً حقيقيا للحضارة. و الأمر الأصعب هو تغيير الفكر.

وهنا يأتى دور خاص لعلماء (العلوم الانسانيه) والذين يغيرون الفكر هم ليسوا الاطباء ولا المهندسين ولكن الذين يغيرون الفكر هم اهل الادب والاعلام والفلسفة والاجتماع والدعوة وعلى رأسهم علماء الشرع .. فإذا تقاعس هؤلاء او اصبحوا مقلدين للفكر الغربي فعلى الامة السلام.

وهنا تأتى خطورة المناهج التى تطبق فى الجامعات فى جانب العلوم الانسانية فإذا اصبحت هذه المناهج مأخوذة من الفكر الغربى فهذه اكبر مشكلة لان الفكر هو الذى ينهض بالأمم ويصنع الحضارات.

وهذه المسألة يجب ان تطبخ على نار هادئة حتى تنضج نضجاً حقيقياً ، والمطلوب من العلماء والمفكرين ان لا ييأسوا وان يستمروا فى المحاولات الى ان تتغير الامة.
من قواعد التغيير ان الطموحين المثقفين يكون استعدادهم للتغيير اكبر من غيرهم فالإنسان قليل الثقافة قليل الطموح يرضى بالواقع ويأسره هذا الواقع ويحكمه.
الذى يقود عملية التغيير هم اهل الطموح.
والمشكلة الكبيرة هى عندما يصبح اهل الفكر بلا طموح.
وهذا الذى حدث لأمتنا على مدى طويل.

من اعظم ما يقدمه الوالدان لاولادهم ليس النصائح بل أصحاب يكونون على منهج قويم. فالاحتكاك مع المتميزين يجعل الانسان يتعلم باستمرار.
احيانا يكون من السهل على الانسان ان يحيط نفسه بمجموعة من الضعاف خاصة بعض المدراء يحبون ان يحيطون انفسهم بمجموعة من الضعاف لا يعارضون ابداً ، وهذا الامر من أسهل ما يمكن .. لكن هؤلاء الضعاف لا ينفعون بشىء.

والاحتكاك بالمتميزين شىء متعب لانهم متعبون ويقولون للغلط هذا غلط ، هناك احدى الجامعات قامت بتجربة بأن أخذت مجموعتين واعطوا نفس المجوعتين نفس المعلومات ونفس المشكلة وطلبوا منهم حل المشكلة .. فبداْت المجموعة الاولى تتناقش وتتحاور وتوصلوا الى حل وكتبوه وقدموه.
اما المجموعة الثانية فقد قامت الجهة المنظمة بالاتفاق مع أحد افرادها أن يعارض باستمرار ويخالف أى مقترح ويحاول ان يقدم سلبياته ويقدم انتقادات .. وقد أتعبهم هذا الشخص فعلا وفى النهايه توصلوا الى حل بعد قضاء وقت اطول فى النقاش والمداولة من المجموعة الاولى.
إذاً ايهما افضل الحل الذى قدمته المجموعة الاولى أم الثانية؟
بالطبع سيكون الحل الذى قدمته المجموعة الثانية.
بعد ذلك قامت الجهة المنظمة بإعطائهم مشكلة اخرى وطلبت من كل مجموعة ان تختار شخص واحد لينتقل الى المجموعه الاخرى فمن الذى تتوقعون انه سوف تتخلص منه المجموعة الثانية؟ طبعا الشخص المعارض لأنه متعب.
فالاحتكاك بالاشخص المتميزون متعب ويأخذ وقت طويلاً وجهد كبيراً لكن هو الذى يطور الناس وهو الذى يطور الحضارات.

n من قواعد التغيير ان يحول الانسان اهدافه الى مشاريع

فمثلا انا اريد ان أُحدث تغيير فكرى فى الامة و اريد ان انهض بالصحة والتعليم ، هذا كلام صالح لكل زمان ومكان ، اذاً يجب ان ينقل الانسان اهدافه الى مشاريع مطبقة ويكون عنده من الكثير من المرونة فى التعامل.
مثلا مشروع واجهته عراقيل نقوم بالبحث عن غيره. فقد تواجهك بعض المشاكل السياسية او القانونية فيجب أن تحاول التفاعل معها.
والذىلا يعيش المرونة و يريد إما تغيير كامل او يحبط فلن يغير ابدا.
والامم لا تنهض بهذه الطريقة والتغير لا يحدث فى البشرية بهذه الطريقه. مثلاً إما أن يصبح التعليم مثل امريكا او نظل مثل ما نحن عليه. لكن هناك حلول وسط ونحن لدينا الاستعداد للتنازلات والتفاهم للاخذ والعطاء والذى لا يملك هذه الاستعدادات لا يستطيع ان يبنى حضارات ولا يستطيع ان يغير ويتميز ولا يتغير ايضا لانه جامد وهذه من مشاكلنا التى نعانى منها ومنها ايضا الفصل فى كل شىء اذ ان هناك حلول وسط نستطيع ان نتخذها.
هناك قصة طريفة تقول ان هناك احدى العائلات الريفية فى احدى القرى وهم اهل كرم كبير .. وحدث ان مات عمدة القرية وبعدها حدث تنافس كبير بين فرعين من الاسرة على العمادة وكان كل واحد منهم يحاول ان يثبت انه الاكرم بحيث ان الاكثر كرماً يصبح هو العمدة.
وذات مرة جاء ضيف الى القرية وحاول كل طرف ان يجتذب الضيف نحوه ليقوم بضيافته ويثبت انه الاكرم وظل الطرفان يجتذبان الضيف بالايدى حتى اشتد الموقف ورفعت الاسلحة وكاد ان يحدث بينهم قتال فتقدم احد الرجال العاديين وحاول ان يحل الخلاف لكن الطرفين لم يتنازلوا عن الموقف ثم اخذ الرجل سلاحه وقتل الضيف وهذا بالطبع ليس الحل وكان هناك حلول وسيطة لكن ......
اذاً يجب ان ننتزع هذه التقاليد لكى ننجح فى احداث التغيير.

Ø امامنا الآن خياران فى امر التغيير هما:
الاول: ان نستعجل التغيير.
الثانى: ان نؤجل التغيير.

فثمن التأجيل للتغيير سيكون مؤجل. كذلك ثمن التعجيل الى التغيير سيكون معجل.
بمعنى انه عندما اغير اجد نتائج ايجابية كبيرة وفيها بعض السلبيات لكن سترى بعض الاثار مباشرة على عملنا.
واذا لم نغير فعلى المدى البعيد سيزداد تخلفنا ويزداد ضعفنا واستغلال الاخرين لنا وتزداد خلافاتنا وفرقتنا. إذاً إما أن نغير او ندفع الثمن مؤجلا بشكل كبير ولا يوجد تغيير بدون تضحيات اما الذى يريد ان يغير وهو جالس فى مكانه فلا يستطيع ذلك.
عمر بن الخطاب مر على رجل فى مسجد وهو جالس يدعو وهو عاطل عن العمل يدعو الله بالرزق فقال له: قم فأن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة. يجب ان تعمل وتضحى وتبذل الجهد حتى تصل الى ما تريد.
كذلك الانبياء عليهم السلام على مدى الازمان اصحاب تضحيات. ومن اكرم الخلق عند الله هم الانبياء عليهم السلام ، ومع ذلك جعل النبى محمد صلى الله عليه وسلم تتكسر ثنيتاه ويدخل الحديد فى جبهته وهو صلى الله عليه وسلم من اكرم الخلق. إذاً لماذا حدث هذا والله سبحانه وتعالى قادر ان يجعل الاسلام يسود بكلمة واحدة يقول له سد فيسود فى الارض ومع ذلك شاء الله ان يدمى محمد صلى الله عليه وسلم حتى يعلم المسلمون انه لايوجد تغيير الا ومعه تضحيات وكلما كان التغيير اكبر و كلما كانت الاهداف اكبر كلما كانت التضحيات اكبر.

مريم عليها السلام امرأة خرجت لتوها من مخاض فضعف على ضعف. اذ اتاها المخاض بجانب جذع النخلة واراد الله ان يطعمها ويسقيها فنبع لها الماء من تحت اقدامها واراد الله ان يطعمها فأرسل اليها التمر اذ قال تعالى (( وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا )). فمن منا قادر على هز جذع نخلة اذاً سقوط التمر معجزة ليس لها علاقة بهذا الجذع. اذاً لماذا قال لها الله هزي؟ لانه لابد من بذل الجهد حتى وان لم يكن لهذا الجهد اثر. فنحن لا ننتصر بقدراتنا ولا بجهدنا ولكن بقدره الله سبحانه وتعالى (( وما النصر الا من عند الله )).
فنحن يجب ان نعمل ونبذل الجهد ويجب ان نضحي لانه قانون وسنة الله فى ارضه ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا.
اذا لابد من الجهد والتضحيات وان لم يكن لها اثر فى النتائج. وهكذا التغيير يحتاج الى صبر والصبر اساس الى الوصول الى النجاح والتغيير (( فاصبر وما صبرك الا بالله )) ، فكلما كانت اهدافك اكبر كان تعبك اكبر والتغيير اكبر.
واذا كانت النفوس كبار تعبت بمرادها الاجسام

(( والكيِّس من دان نفسه )) يعنى تحكم فى نفسه وحرك نفسه على قرارات وارادة ، والكِّيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت [ والعاجز من اتبع نفسه هواه ] بمعنى يمشى حسب الهوى.

اهم اسباب رفض التغيير

1- الجهل:-
فالانسان لا يعرف اهدافه وجاهل بها. ماذا تريد؟ لماذا تفكر فى الموضوع؟ إذاً متى افكر فى الموضوع؟ هذه أهم قضية يجب ان نفكر بها.

Ø لماذا انت موجود على هذه الارض !!؟
Ø ماهى اكبر قضية وجدت لاجلها !!؟
Ø ما هو هدفك !!؟
Ø ما هو الطريق الذى سوف تسلكه للوصول الى هدفك !!؟
Ø ماهى الخطوات التى سوف تمشى عليها !!؟
Ø ماهى العقبات التى سوف تواجهك وكيف تتغلب عليها !!؟

اذا كنت جاهلا لكل تلك الامور فلن تستطيع ان تغير ، فالجهل هو الذى يجعل الانسان لا يغير ويرفض ان يتغير.

2- لعدم وجود مساندين:-
لان الطريق صعب ولان الانسان يحتاج الى المشورة فعندها يحتاج الى المساندين.
فطريق التغيير سهل نظرياً لكنه عملياً صعب ويحتاج الانسان الى من يساعده وينصره ويسانده فيه ويحتاج الى اصحاب واصدقاء. حتى النبى صلى الله عليه وسلم احتاج الى ذلك ونحن بالطبع اضعف من الانبياء.
اذاً فالتغيير جزء منا وعلى الانسان ان يحرص على ان يكون له مساندين ومؤيدين ويعينونه فىذلك.

3- التخطيط:-
كلما خطط الانسان وكلمات عرف ماذا يريد وكيف سيصل اليه كلما كان التغيير اسهل. الدراسات الادارية اثبتت ان كل ساعة نقضيها في التخطيط توفر ثلاث الى اربع ساعات عند التنفيذ.
إذاً التخطيط ليس تضييعا للوقت فالتخطيط وعى وفهم وبنا وتوفير عند التنفيذ.
وقواعد التغيير التى ثبتت على مدى الزمان وثبتت بالدراسات العلمية أن كل تغيير سيواجه بمقاومة. إذاً لابد من الاستعداد المسبق لتلك المقاومة.
وقد قام د/ طارق السويدان بإجراء دراسة حول طرق المقاومة. ومن الطرق التى تستخدم لمقاومة التغيير وخاصة فى تغيير المنظمات والجماعات والاحزاب. وجد ان هناك عشرين طريقة لمقاومة التغيير.
فمثلا فى الالعاب الرياضية نراهم يجرون ويركلون الكرة وكأنهم لا توجد خطة بينهم لكن الذى يعرف هذه اللعبة واصولها يجد فيها تخطيط.
والفرق بين الذى يفهم المقاومة والذى لا يفهمها مثل الذى ينزل للعبة كرة القدم ولا يعرف الخطة الذى سيتبعها الخصم ولو عرف تلك الخطة لاستطاع التغلب على خصمه واذا لم يعرف خطة الخصم وطريقة اللعب لن يستطيع التغلب عليه.
وهذا هو الذى نتحدث عنه هنا. فإذا استطعت ان تفهم المقاومة وتفهم اساليبها وطرقها سيكون من السهل عليك ان تقاومها.
الطرق قابلة للتعلم ويستطيع الانسان ان يعرفها فإذا بدأ يواجه المقاومة يستطيع ان يتغلب عليها لانه يعرفها مسبقا بعكس الذى يدخل وهو جاهل لهذه المسائل.
وهذه من فوائد دراسة منهجية التغير.

وبالنسبه لنا نحن المسلمين فالتغيير السليم يجب ان يلتزم بأخلاق راقية لكن هذه القاعدة مأخوذة من الغرب إذ وجد الغربيون رغم ان قضية الاخلاق عندهم ليست الاساس فىعلم الادارة ، فالمهم عندهم كيف تنتج اكثر وبكفائة اكبر ووقت اقل وجهد أقل وتكلفة اقل وهذا هو علم الادارة باختصار.
حيث قال: أحد أساتذة الادارة الغربيون ان الاخلاص اساس النجاح وهذا غير موجود لديهم وقال ايضاً: إذا استطعت ان تقنع الناس انك مخلص فقد نجحت.
لكن هذا الفكر الغربى المنمق بهذه الطريقة والذى بنى على نظريات مادية بحتة اسسها [اوم سميث] و [فلدريك نايلور] وامثاله بدأ يتغير وبدأ الفكر الغربى يفهم ويعى اهمية الاخلاق.
ويجب ان نشهد بالحق انهم بدأوا يسبقونا فى التأهيل العلمى ولكن ليس فى الاخلاق وبرغم اننا نحن اهل المبادىء والقيم والاخلاق ولكن للأسف نطرحها طرح وعضى ولا نطرحها بشكل علمى ، ولا يوجد كتاب فى الادارة يقول كيف ادير وليس اتعامل وانما ادير بالاخلاق.
وهناك اناس كثيرون يسألون عن الكتب الممتازة فى التغيير باللغة العربية ليقرؤوها ولكن لم يجدوا كتاب واحد فى هذا المجال.
وقد ذكر القرآن الكريم امورا كثيرة فى التغيير ولكن التغيير علم ذو قواعد واصول وخطوات ومراحل و منهجية. ولم نجد اناس يتساءلون عن كتب فى الابداع ونحن اصل الابداع فى الحضارات و بالرغم من ذلك لا يوجد كتاب حول ذلك للناس حيث يوجد ثلاثين كتاب باللغة الانجليزية حول هذا الموضوع. وحتى قضية الاخلاق التى هى صنعتنا فالغربيون سبقونا اليها واستطاعوا ان ينظّروا اليها تنظيراً غير عادي. وكيف يستطيع المدير ان يمارس ادارته بالاخلاق وقد توصلوا الى النتائج التالية:
· ان الذى لايدير بالاخلاق ينجح لكن على المدى القصير اما الذى يريد ان ينجح على المدى الطويل فليس له خيار الا ممارسة التغيير بالاخلاق.

وهذا اصل فى ديننا الاسلامى واذا لم نلحقه فسيصبح عملهم وابتكاراتهم .

· يستطيع الانسان ان يقلل المقاومة من خلال العلاقات الجيدة وهذا مبدأ وقاعدة من قواعدالتغيير أي كلما كانت علاقتك افضل كلما زادت قدرتك على مقاومة المقاومة بشكل اكبر.

· ايضاً من القواعد معرفة النفس البشرية.

رغم اننا نحاول ان نطرح هذا المبدأ بصورة ادارية الا أننا يجب ان نعترف ان هذا الموضوع هو صنعة اهل السلوك وعلم النفس والفلسفة اكثر من أهل الادارة. لكن مشكلة اهل السلوك وعلم النفس والفلسفة أنهم يعقدون الامور وجماعة الادارة يحاولون تبسيط الموضوع والذى يريد ان يدخل اعماق هذه القضية ليس له مفر من الدخول فى علم النفس و فهم النفس. ويجب على علماء النفس ان يطرحواعلمهم بصورة ابسط قابلة للفهم العام.

إذاً عملية التغييركلما كانت واعية تتجاوز المضار وتدخل فى اعماق النفس البشرية سيكون التغيير فعال ومجدى.
ابنك المراهق الذى اتعبك لماذا يتصرف بهذا الشكل؟ يجب ان نسأل انفسنا ما الذى يدفعه الى هذه التصرفات؟ او ماهى القضايا التى يحاول الابن ان يثبتها؟ وما الذى يتمتع به؟ يجب ان نحاول البحث عن الاجابات ثم نحدث التغيير.
أما أن تحاول التغيير بالتهديد والضرب والحبس فلن تغير شىء لانك تمارس تغيير خارجى والقضية ليست قضية خارجية بل قضية نفس بشرية.
فالذى يحاول ان يغير من الخارج فلن يستطيع ان يغير شىء فلابد من ممارسة عملية التغيير الفعال بأن نفهم اولا النفوس ثم نغير.
حيث ان كل تغيير يحدث فى البيئة العربية يختلف اختلافا جذرياً عن التغيير فى اليابان او امريكا او بريطانيا وغيرها مثلا.

فعدم مراعاة البيئة كالذى يأتى ويريد ان يجعلنا من عالم الغرب بدون أى فهم لواقعنا وعلاقاتنا ونفسياتنا وخلفياتنا ومبادئنا واصولنا ، فلا يمكن ان يحدث التغيير الناجح بل يحدث تغيير مبتور يقتل فوراً ، وكم هناك من محاولات تغيير مبتورة عن البيئة فشلت ولم تستمر.

· فهم البيئة ومراعتها دون الاستسلام لها.

مراعاة البيئة شىء والاستسلام لها شىء آخر ، لكن عليّ أن أفهم كيف يفكر هذا الذى امامى او كيف يتعامل؟ وكيف استطيع أن أمارس التغيير دون أن اتصادم مع هذه القيم والعلاقات؟ وكيف استطيع ان اغير هذه القيم والعلاقات دون ان احدث مشكلة؟
وهذا جزء من فهم عملية التغيير.

· ومن مبادى التغيير الرئيسية:
التفاؤل.

فالذى يغير وهو متشائم لن يغير شىء ويجب ان يكون عند الانسان امل وطموح ، أما اذا وصل الانسان الى الاحباط واصبح مثل سعد زغلول (مافيش فائدة) والذى يقول مافيش فائدة فلن يغير .. فالذى يغير هو الذى يستمر وعنده امل فى الوصول الى نتيجة مثل المرأة التى فقدت الامل فى ولدها او الرجل الذى فقد الامل فى زوجته او العكس لن يستطيع ان يغير.
ودائماً التفاؤل شيء اساسي في عملية التغيير ، ونؤكد فى ختام قواعد التغيير على ان اعظم تغير هو الذى ينبع من داخل النفس االبشرية من تأمل ونظر وتفكر وان اعظم لحظات تؤثر فى الانسان هى لحظات التفكروالتأمل والمناجاة ، قال تعالى: (( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السماوات والارض ربنا ماخلقت هذا باطلاً )).

والذى يتأمل وهو يعرف علم الفلك والجيولوجيا يقول لايمكن ان يكون هذا باطلا ولا صدفة ، بل من خلق اله واحد قدير سبحانه وتعالى. وعندما تنظر الى القرود ونقول سبحان الله الذى كرم الانسان وعظمه واجله. اذ وصل الانسان الى قدرات عظيمة وعجيبة ويكفى قدرته على البيان وعلى المنطق و التفكير والاختلاف فى صناعة الحضارات. وهذه القدرة غير العادية عندما يتأملها الانسان يوحد الله.
مثبطات التغيير.

عندما تبدأ بعملية التغيير ستواجه مثبطات ، واى انسان يبدأ عملية التغيير سواء كان تغيير مادى او معنوي وسواء تغيير الشخص لنفسه اوتغير من حوله سيواجه عده مثبطات ومن هذه المثبطات ما يلى:-
1- الشعور غير المريح ( قلق- خوف – تعب – تردد ...).

والحل هو ان نخاطب أنفسنا بأن هذا الشعور هو شعور طبيعى ومتوقع. والوضع الطبيعى أن عملية التغيير يصحبها دائماً عدم ارتياح.

2- الشعور بالخوف.

لأن التغيير غير مضمون النتائج والتفكير بما سنفقده يكون مسيطر علينا. والحل هو أن تدع هذا الشخص يولول ويبكى لأن قضية الخوف لاتناقش بمنطق بل تناقش بالقرار ثم اقدم على التغيير ، والامر الطبيعى أنه عندما نغيّر سنخسر بعض الاشياء لكن الهدف من التغيير بأننا نخسر بعض الاشياء التى لسنا راضين عنها لنكسب اشياء منشودة واكبر.

3- الشعور بالوحدة.

الانسان الذى يدخل فى عملية التغيير في كثير من الاحيان يشعر بالوحدة وبأنه هو الوحيد الذى يتكلم ويصيح والبقية جالسين لا يفعلون شيئاً.
والحل: تأكد أن هناك شركاء لكن لم يظهروا بعد. ولكن إذا أردت أن تمارس تغيير اكثر فكلما كان لديك انصار ومساندين كلما استطعت ان تغير بشكل اكبر.

4- الشعور بالصدمة.
ج
هناك أناس يمكن ان يصدموا من عملية التغيير ولا يستطيعوا تحمل التغيير الكبير وعادة الناس عندما يواجهون بهذا التغيير ينسحبون.

5- طرح الفكر على الناس بطريقة صعبة.

من الطرق التى تسرع عجلة التغيير الاعلام ، لأنك تصل الى اعداد كبيرة من الناس فى وقت قصير وبطريقة ممتعة. ومن هنا يجب على العاملين فى حقل الفكر ان يخوضوا الاعلام بطريقة محببة وهذا من القصور الكبير عند اهل الفكر. ومشكلة اهل الفكر انهم يطرحون فكرهم بطريقة صعبه على الناس ، وان طرحوها على التلفزيون تكون برامج ميتة لا تستطيع ان تنافس البرامج الحية. وعندما تريد ان تطرح فكر على اساس التغيير يكون التغيير بطريقة ممتعة ومحببة حتى تستطيع ان تعجل عجلة التغيير.


إذاً التغيير الكبير لا تستطيع انت ان تتحمله ولا الأمة تستطيع ان تتحمله دفعة واحدة. إذاً نحن يجب ان نرتب اولوياتنا نستخدم وسائل غير عادية وطرق ابداعية حتى نصل الى هذا التغيير.

6- عدم توفر الموارد.

ايضاً يشتكي الناس عندما يقوموا بالتغييرمن عدم توفر موارد. انا اريد لكن لاتوجد أموال او صلاحيات ولا قانون يسمح ، وهذا ليس الحل فكثير من المشاكل تحتاج الى موارد لكن الذى يفكر بالاستسلام لعدم وجود موارد هو الذى يحمل المثل الذى يقول (مد رجلك على قدر لحافك).
فإذا لم يكن هناك موارد فهناك الابداع فى كل امور حياتنا بما فيها قضايا الدين فنحن بحاجة الى الابداع لنجد الحلول للمشاكل المعاصرة.
ايضاً كلما دخل الانسان فى التغيير وغاص فيه اكثر واكثر سيشستاق فى لحظة الى الماضى ، وكثيراً نسمع من الناس من يقول انه عندما كنا صغار كانت الحياة حلوة وكنا نعيش بسعادة.
س// إذا خيرناكم بان تعيشوا الان او نرجعكم لتعيشوا فى الزمن الماضى ماذا ستختاروا؟
انا اختار ان اعيش الآن ولن اختار الماضى والذى يعيش يتغنى بالماضى والامجاد كيف سيتطور. فنحن لا نعيش قبل عشرين سنة بل نعيش فى عالم متغير والمتعة العظيمة عند الانسان هى الاحتكاك بهذا الواقع و مصارعته. أما الانسان الذى يعيش بدون نقاش ولا تغيير ولا تحدي ولا طموح وهذا اسهل شيء فى الحياة لكن المتعة في الحياة أن يكون للانسان طموح وتحدي ومصارعة واخفاقات ونجاحات يتلذذ بها.
فالعودة الى الماضى لابد ان نعالجها بأن نستمر حتى تكون جديدة ننسى بها عاداتنا القديمة وطرقنا التقليدية التى كانت مناسبة لذلك الزمان لكنها لا تناسبنا اليوم.
هذه من قواعد التغيير.

* لماذا نقاوم التغيير؟؟
رغم معرفتنا بجمال هذا الامر واهميته وبضرورته لماذا نقاوم هذا التغيير ؟

1) الخوف على المكاسب:-

الانسان وصل الى امور وحقق انجازات يخشى انه لو غيرها يخسرها وهناك قاعدة قالها احد الناس قال: نحن عندنا (غيِّر تُغيَّر) .

2) الخوف على العلاقات:-

أنا استطعت ان ابنى علاقات معينة فى واقع معين وفى ظروف معينة ومن وعى معين وفكر معين واسلوب معين فى التعامل واخشى اني لو غيرت تفكيري اغير آرائي او اغير طريقتي او ان بدأت اتحدى هذا الواقع او اطرح اطروحة جديدة ان اخسر ربعى. لذالك بعض الناس يبدأ يحاول ان يغير فيصطدم مع اهله والمحيطين به ويسأل نفسه لماذا ‌سأقوم بذلك؟ إذاً خليني على ما انا عليه.

3) الخوف من المجهول:-

لاننا عندما نغير و نكون مقبلين على مستقبل مجهول غير معروف ونتائج غير مضمونة لا ندرى ان كنا سننجح او لا ننجح و الانسان بعادته يخاف من المجهول. وهنك مثل شعبى يقـول: (امسك مجنونك ليأتيك احسن منه) وهذا خوف من المجهول وتأتى مثل هذه امثال لتزرع مثل هذه الصفة صفة الخوف من المجهول.

4) الخوف من المعارضه:-

الانسان يحب ان يكون متوافق مع الناس ويحب ان تكون علاقته طيبة مع الكل وخاصة النساء عندهن حرص غير عادى على ارضاء الجميع والذى يريد ارضاء الجميع لا يعارض ، والذى لا يعارض لا يغير لأن التغيير بطبيعته أنك ستعارض امر واقع او فكر او قرار فالذى يريد ان لا يعارض لن يغير ، والذى يحرص على ارضاء الجميع لن يستطيع ان يعارض ولذلك لن يغير. واى واحدة من النساء تريد ان تدخل فى موضوع التغيير لتبشِر بسوء علاقة.

5) الخوف من نقص القدرات:-

انا لا اقدر على التغيير لأنه لا يوجد عندى قدرات او مال او منصب. لو الكل فكر بهذه الطريقة من الذى سيصنع التغيير. محمد صلى الله عليه و سلم والذى تم اختياره من قبل الغربيون كأعظم مغير فى التاريخ .. عندما طرحوا اكبر مئة شخصية مؤثرة فى التاريخ اختاروا رقم واحد محمد صلى الله عليه وسلم. إذاً باختصار.. القدرات تكتسب لا تأتي.
((خطوات التغيير))

1) الشعور بالألم.

ان الانسان يتألم على واقعه والذى لا يوجد عنده الم لن يغير شىء والانسان الذى الذى لا يشعر بألم تجاه واقع امته أو بلده او اسرته او نفسه لن يغير شىء.
دعنا نسال السؤال الذى نتوقع ان الكل سيجاوب عليه بألم.

س// مامدى علاقتكم بالله سبحانه وتعالى؟
هل تشعر برضا فى هذه العلاقة أم تشعر بأنك مقصر فى حق الله سبحانه وتعالى؟
كلهم سيقولون انهم مقصرون لكن هناك شخص سيقول مقصر ويذهب وشخص اخر تحرقه الكلمة ويشعر بألم حقيقى يذيب قلبه. اذاً يحدث التغيير الجاد عندما يكون الألم حقيقي.
اسألوا انفسكم هذا السؤال: ماهى الامور التى تؤلمني؟
--- العلاقه مع الله.
--- العلاقه مع الازواج والزوجات ليس بالضرورة ان يكون هناك ألم بل يكون هناك سعادة لكن اى شىء فيه ألم يحتاج ان نمارس فيه التغيير والشىء الذى ليس فيه ألم جيد ويمكن ان نطوره.
--- العلاقة مع الاولاد.
--- العلاقة مع الارحام.

س// مامدى نجاحكم فى اعمالكم الوظيفية؟
س// مامدى نجاحكم فى تحقيق انجازاتكم؟ هل تنفع الامة؟
س// ما مدى تطورانفسكم؟ هل هناك تطوير مستمر للنفس ام لا؟

على اساس ان تعرف كم دورة حضرت على مدى السنوات الثلاث الاخيرة؟ كم مؤتمر شاركت فيه؟ كم مجلة متخصصة قرأت؟ كم كتابا قرأت ؟
وتطوير النفس لا يحدث من تلقاء نفسه بل لابد له من جهد والجهد يتمثل فى مثل هذه المسائل. والاعلام يساعد على الثقافة لكنه لن يصنع متخصص والتمكن فى مجال علمى متخصص او فى مجال يستطيع او يريد الانسان ان ينهض به يحتاج الى شىء غير الاعلام العادى يحتاج الى دورات ‘ مؤتمرات ‘ مجلات ‘ كتب ‘ معارض ‘ الاحتكاك بالمختصين فى ذلك المجال.
يجب تحديد موقع الألم حتى نستطيع تحديد مواقع التغيير و حتى ننتقل الى الخطوه التى تليها والخطوة التالية هى:-

2) تحديد الاهداف.

انا متألم فى علاقتى مع (س) من الناس مثلاً. ماهو المستوى الذى اريد ان اصل اليه فى هذه العلاقه؟ مثل انا الآن علاقتي مع (س) من الناس بهذا المستوى وهذا غير مرضي لي واشعر بالألم إذاً ما هو المستوى الذي تعتقد انه مرضي؟ (حدد الهدف) هل تريد ان تنقل العلاقات الى هذا المستوى او الى مستوى اعلى منه؟ وهذا نستطيع ان نتعامل معه بصور كالآتى:-
__ فى علاقتى مع الله انا اصلى الفروض فقط. إذاً ماهو المستوى المطلوب فى هذه العلاقة؟ ان اصلى الفروض والسنن. واذا كنت تصلى الفروض والسنن ماهو المستوى الأعلى من هذا؟ .. وهكذا.
وهذا مثال بسيط على اين الواقع واين الهدف.
على اساس يكون التغيير فعال لابد من ان توجد شىء اسمه تحديد فجوة الاداء وتحديد فجوة الاداء هو الفرق مابين الواقع والحلم (الهدف) هناك فجوة مابين الواقع والحلم ونريد ان نحددها. وكلما كانت الفجوة معقولة كلما كان التغيير ممكناً ، واذا كانت الفجوة خيالية كان التغيير مستحيل او شبه مستحيل.
مثلا: انا بالكاد اصلى الفروض هذا مستوى من العلاقة غير مرضي وانا متألم من علاقتي مع الله سبحانه وتعالى.
اذاً ما هوالهدف: أن أصلى الفروض والرواتب وأن اقيم الليل كل ليلة.
إذاً الفجوة كبيرة عن الواقع وهذه الفجوة الكبيرة سدها امر غير سهل.
ومن قواعد التغيير حاول ان تجعل الفجوات ليست صغيرة لكن ايضا ليست خيالية وانما معقولة.
وعمر بن عبد العزيز يعلمنا هذا المنهج فيقول: (إن لي نفس تواقة كلما وصلت الى امر تاقت الى ماهو اعلى منه وقد وصلت الى الخلافة وإن نفسى قد تاقت الى الجنة).
إذاً دراسة الفجوات تجعلنا نقول انه اذا كانت الفجوات صغيرة فاجعل قليل من الطموح لديك ، وإذا كانت الفجوات خيالية نقول لك قلل.
وهناك استثناءات فى البشر مثلا ان تقفز من حمَّار الى خليفة ، ونحن عندما نعلم التغيير نقول اجعل الفجوات معقولة.

3) دراسة الاسباب.

انا الآن فى واقع معين والهدف الذى اطمح اليه هو هذا.
س// ما الذى يعيقنى من الوصول الى هذا الهدف؟
لماذا أنا لا اصلى إلا النوافل بل الفروض فقط؟ هناك سبب.
فمثلاً بدراسة الاسباب فاحتمال ان اكون مشغول او ان هناك اناس يتحدثون معي مباشرة بعد الصلاة او ان مشكلتي أنى دوماً مستعجل ...
إذاً ما الذى يمنعني؟ لا يوجد لدي وقت للقراءة او لا استطيع ان اسافر الى المؤتمرات .. ليس لدي وقت لحضور دورات وهى مكلفة.
اذاً ما هو ما هو الحل؟ سنأتى الى الحل واول شىء نبدأ به هو فهم الاسباب.

4) تحويل الاهداف الى مشاريع.

نأتي الى المشروع الايماني (الصلاة) فأنا الان اريد ان احافظ على الفرض فى اول وقته فى هذا الاسبوع (وهذا مشروع) وبدأت اعمل به فحققته. سأصلي سنة المغرب واحافظ عليها والتزم بها
وهكذا يمكن للانسان ان يعمله بشكل اسبوعى اوشهري .
وهناك اهداف على مدى ثلاثين سنة تنقسم الى اهداف خمسية.
ماهى مشاريع عام 2002 مثلاً؟
والطريقة العملية للوصول الى هذا كالآتي:-

Ø ماهو مشروعي الفكري؟ ماذا اريد ان احقق؟
Ø ماهو مشروعي المالي؟
Ø ما هو مشروعي فى العلاقات؟

مثلاً :-
· الألم هو شعورى ان علاقتى مع اولادى بدأت تفتر .
· الهدف هو ان اقضى معهم وقت اكبر .
· الاسباب هو انشغالى من الصعب تفكيكه .
· المشروع هو ان اسافر معهم لقظاء شهر اوشهرين مع بعض .

اذاً ماذا حدث للهدف ؟
اصبح مشروعا محدد استطيع ان احكمه بالوقت والتكلفه والاجراءات والخطوات وهو قابل للتحقيق.
لكن عندما يكون الكلام عام ( اريد ان اقضى وقت اكثر مع اولادى ) فأحياناً لا يكون قابل للتحقيق لكن عندما يتحول الى مشروع اصبح مفهوم وواضح.
ونصيحتي للذى يريد ان يغير على مستوى فردي او جماعي ان يحول الاهداف الى مجموعة انشطة. ومن اجل تحقيق ذلك احتاج الى مساندة مطلوبة كذلك يجب ان يقتنعوا هم بضرورة الامر.
يجب ان ابحث عن مكتب سياحة لمساعدتى فى ترتيب الرحلة وهكذا مجموعة مساندات بعضها رئيسى وبعضها فرعى.

5) مرحلة التنفيذ.

انى اسافر ( احجز واقطع التذاكر...) لانه اذا بقينا فى ظل الاحلام والافكار لن نصل الى نتيجة.
فهذه هى الخطوات العامة التى يمكن ان يأخذها الانسان خطوة خطوة حتى يصل الى التغيير.
سيجد الانسان عندئذ مقاومة. هذه المقاومة تنبع من داخل النفس وقد تأتي من الخارج.
· من داخل النفس ان تأتيني لحظات ضعف مثلا افكر فى تأجيل السفر لانه عندي المشروع الفلاني. هذه لحظات ضعف تأتى للانسان حتى يلغي مشاريعسه اويؤجلها ومن السهولة ان تأتي المقاومة من داخل الانسان.
· من خارج النفس فأبدأ اتعامل بطريقة اخرى وهى التفكيروالابداع. فأبدأ بالتفكير بطريقة مختلفة واتفاعل بطريقة مختلفة واتغلب على الخوف.

واعظم طريقة للتغلب على هذا هى التوكل على الله سبحانه وتعالى. التوكل الصادق الذى من اسسه اتخاذ الاسباب وليس بالتوكل الذى نعتمدعلى الله ونحن قاعدين لا نفعل شىء. والتوكل الصادق ان الانسان يتعب ويجتهد ثم يسلم لله عز وجل ، لانه انا من الممكن ان اخطط واحجز واتعب وارتب امورى ويحدث ما ليس فى الحسبان وتلغى الرحلة. فنحن نعمل لكن نتوكل ونستعين بالله ان يسهل ( الدعاء – الدعاء – الدعاء ).
فبدون الاستعانة بالله عز وجل الانسان ضعيف.
التغيير ليس سهلا كما ذكرنا لكننا نستطيع ان نسهل عملية التغيير بأن نستعين بمسبب الاسباب سبحانه وتعالى. فإذا كان ايماننا به قويا لن يقف امامنا شىء فنحن ضعاف بأنفسنا اقويـاء بالله (( ما ظنك باثنين الله ثالثهما )) .
ونريد ان نختم بأبيات شعر لفضيلة الاستاذ د// يوسف القرضاوي.

قالوا السعادة فى السكون وفى الخمول وفى الجمود

فى العيش بين الاهل لا عيش المهاجر والطريد

فى لقمة تأتي اليك من غير ما جهد جهيد

فى المشى خلف الركب فى وفى خطو وئيد

فى ان نقول كما يقال فلا اعتراض ولا ردود

فى ان يستمر مع القطيع وان يقاد ولا يقــود

فى ان تعيش كما يراد ولا تعيش كما تريد

قلت الحياة هى التحرك لا السكون ولا الجمود

وهى التفاعل والتطور لاالتحجر والجمــــود

وهى الجهاد وهل يجاهد من تعلق بالعقود

وهى الشعور بالانتصار ولا انتصار بلا جهـود

هى التلذذ بالمتاعب لا التلذذ بالرقــود

هى ان تذود عن الحياض وأي حر لا يــذود

هى أن تحس بأن كأس الذل من ماء حديد

هى ان تعيش خليفة فى الارض شأنك ان تسود

وتقول: لا بملىء فيك لكل جبار عنيـد

هذه الحياة وشأنها من عهد ادم والجــــدود

فأذا ركنت الى السكون خلد فسكان اللحود

كيف تؤثر في الناس

كيف تؤثر في الناس

ارشادات نفسية قديمة تكررت كثيرا في العديد من المؤلفات وأثبتت جدواها ... نقدمها لك بصورة مختصرة ومركزة
• لتكون موضع الترحيب اينما حللت ... اظهر اهتماما بالناس
• لكي تترك أثرا طيبا فيمن تقابله أول مرة ... ابتسم
• لكي تصبح متحدثاً بارعاً ... كن مستمعاً طيباً وشجع محدثك على الكلام عن نفسه
• اذا أردت ان يسر بك الناس ... تكلم فيما يسرهم ويلذ لهم
• اذا أردت ان يحبك الناس في الحال ... اسبغ التقدير على الشخص الآخر واجعله يحس بقيمته
• لكي تكسب انسان الى وجهة نظرك ...
- دعه محتفظا بماء وجهه
- دعه يتولى دفة الحديث
- لاتجادل .. واعلم ان افضل السبل لكسب جدال هو تجنبه
- اعترف بخطئك ان كنت مخطئاً
- اسأل اسئلة تحصل من ورائها على الاجابة بنعم
• لكي لاتخلق لك اعداء ... احترم رأي الشخص الآخر و لاتقل لأحد انك مخطئ
• اذا كان قلب احد مليء بالحقد والبغضاء عليك فلن تستطيع ان تكسبه الى وجهة نظرك بكل مافي الوجود من منطق . ولكن ... عامله برفق ولين ودع الغضب والعنف وستصل الى قلبه
• لكي تحصل على روح التعاون ... دع الشخص الآخر يحس ان الفكرة فكرته
• الشخص الذي يبدو انه مشاكس وعنيد يمكن ان يصبح منصفا مخلصاً اذا انت عاملته على ان منصف مخلص ... اي حاول تحفيز الدوافع النبيلة لديهم
• اذا اردت النجاح وعندما لاينفع شيء آخر ... ضع الأمر موضع التحدي
• لكي تملك زمام الناس دون ان تسيء اليهم او تستثير عنادهم ...
- ابدأ بالثناء الطيب والتقدير المخلص
- تكلم عن اخطائك اولاً قبل ان تنتقد الشخص الآخر
- الفت النظر الى اخطاء الآخرين من طرف خفي وبلباقة
- قدم اقتراحات مهذبة ولا تصدر اوامر صريحة
- اجعل الغلطة التي تريد اصلاحها تبدو ميسورة التصحيح واجعل العمل الذي تريده ان ينجز يبدو سهلا هيناً
• لكي تحفز الناس الى النجاح ... امتدح اقل اجادة تراها وكن مخلصاً في تقديرك مسرفاً في مديحك وبث الأمل في نفوسهم بلفت انظارهم الى مواهبهم المكبوته
• لكي تؤثر في سلوك انسان ... اسبغ عليه ذكرا حسناً يقم على تدعيمه

صناعة النفس

صناعة النفس

للإنسان قُدْرَةٌ في إظهار نفسه و تكوينها ، و هو في ذلك غنيٌّ عن إظهار غيره له
و هذه حال كثيرين يعتمدون على غيرهم ، و يرتقون على أكتاف كبرائهم لإظهار أنفسهم .
و هذا فيه ما فيه من هضم النفس ، و هَدْرٍ لما وهبها الله من آليَّات النهوض بها ، و الرقي بها في سماء العلو .
و لذا كانت وظيفة ( صناعة النفس ) سائدة لدى فئة من الناس لا يُزَاحَمُوْنَ في وظيفتهم ؛ و هذا إنما هو : لقلَّتِهم ، و لعلو همتهم ، و لقوة عزيمتهم .
فَمِنْ شابههم سلك دروبهم . و مَنْ لا فلا .
و هذه أسطرٌ كاشف فيها معاني ( صناعة النفس ) من خلال مباني الأحرف .
و مؤصِّلاً وظيفة ( صناعة النفس ) موافِقَاً أصول الشريعة ، مراعياً أُسُسَ التربية

معنى ( صناعة النفس ) :
قـد يتبادر إلى الذهن معنى لـ ( صناعة النفس ) غيرُ مُرادٍ لي ؛ و دفعـاً لتلك المبادرة أُبيِّنُ المعنى من (صناعة النفس ) و هو :
سعيُ الإنسان _ الجادّ _ نحو إظهار نفسه ، و الكشف عن مكنوناتها و مهاراتها التي تؤدي بها نحو عالم الإبداع . مع اعتماده على ذاته وما كان خافياً فيها من قُدَرٍ .
و هذا المعنى هو من بنيَّات الفكر ، و بَوْحِ الخاطر .

قواعدُ( صناعة النفس ) :
لـ ( صناعة النفس ) قواعدُ و أصولُ بها تُتْقَنُ و تُحْكَمُ ( صناعة النفس ) ، و بدونها ، و حال تخلُّفِها يكون الخلل ، و يُخَيِّمُ الفشل .
و ههنا أمورٌ أربعة هنَّ أصولٌ لـ ( صناعة النفس ) :
الأول : معرفة قُدُرَاتُ النفس :
إن الله _ تعالى _ متَّعَ الخلق بقُدَرٍ و مواهبَ ؛ و هذه المواهب و القُدَرُ متفاوتةٌ بين الناس ، و هم فيها متباينون .
فإذا عرف الإنسان قُدُرَاتُ نفسِه أحسن استعمالها ، و انشغل بها عن غيرها .
و معرفة قُدَرُ النفس مُرْتَكِزَةٌ على رَكِزَتَيْن :
الأولى : عدم رَفْعِ النفس فوق قدْرِها .
حيث ترى _ و هو كثير _ مَنْ يُخادع نفسه و يُلْبِسُها لباس الزور فيُنزلها منازل كبيرةً عليها ، ليست هي من أهلها و لا قَرُبَتْ من أحوالهم .
الثانية : عدم إهانتها و إنزالها عن قدرها .
و هذه كسابقتها في الكثرة و الانتشار .
و أعني بقُدَرِ النفس : ما تعرف النفس أنها ميَّالَةٌ إليه ، و تتيقَّنُ أنها تُنْتِجُ فيه أكثر

الثاني : حُسْنُ إدارة النفس :
إدارة النفس تعني : قُدْرَةُ الفرد على توجيه مشاعره و أفكاره و إمكانياته نحو ما يريد تحقيقه ، و ما يصبو إلى تحصيله ( ).
فَحِيْن يستطيع الإنسان أن يوجِّهَ خواطره و مشاعره نحو ما يسعى إليه في حياته يكون بدءُ ( صناعة النفس ) .
و إدارة النفس فنُّ له أصوله و قواعده و مهاراته ، فليس هو أمرٌ بالهيِّن ، و لا بالشأن السَّهل .
الثالث : تزكيةُ النفس :
تزكية النفس هي : تنميتها ، و تطهيرها .
فتنميتها تكون بـ : الطاعات ، و الفضائل .
و تطهيرها يكون بـ : التخلِّي من الآفات ؛ المعاصي ، سفائل الأخلاق .
هذان أُسَّان في تربية النفس و تطهيرها .
الرابع : التدرُّج :
النفس توَّاقةٌ نحو الدَّعَةِ ، و ساعيةٌ إلى الخمول و السُّكون ، فإذا أراد صاحبها أن يُبْدِعَ في ( صنلعة النفس ) فلا بدَّ له من نقلها من مواطن الركود و الدعة إلى مشارف العلو و الرفعة .
و هذا يحتاج إلى أن يتدرَّج بها صاحبها من الدُّوْنِ إلى العلو ؛ شيئاً فشيئاً قليلاً قليلاً .
و سرُّ ذلك : أن في التدرُّج تنقُّلٌ مُمَهَّدٌ يستدعي تقبُّلَ النفس لتلك الصناعة .
و العكس ذو آفة يعرفها من أدرك حقيقة ذاك السر .
الخامس : الحكمة :
إن ( صناعة النفس ) تقتضي التعامل بالحكمة مع النفس ؛ فلا تُجْهَد ، و لا تُطْلَق لها الأزِمَّة .
فيراعيها في موطنين :
الأول : موطن الإقبال نحو المعالي ؛ فيغتنم تلك الفرصة لتربيتها ، و تنميتها .
الثاني : موطن الإحجام عن الفضائل فيستعمل معها سياسة القيادة من جهتين :
الأولى : الترغيب ؛ فيرغب نفسه بفضائل الأفعال ، و مقامات الكمال .
الثانية : الترهيب ؛ فيرهب نفسه بعواقب الدُّنُوِّ ، و يُبَيِّنُ لها مساويء الأعقاب .

طرقُ( صناعة النفس ) :
لـ ( صناعة النفس ) طريقان مهمان :
الأول : طريق ( الذات ) :
و أعني به : أن يكون الإنسان هو الصانع لنفسه ؛ و ذلك من خلال القواعد الخمس السابقة .
الثاني : طريق الغير :
و أعني به : أن تكون ( صناعة النفس ) للإنسان من خلال من هو خارج عنه _ أي : عن نفسه _ من : صاحب ، أو عالم ، أو أبٍ ، … .
مجالات( صناعة النفس ) :
المجالات كثيرة و متعدِّدَةٌ ، و لكن ما يهمُ هنا هو ما يتعلَّق بالأمور المتعلِّقة بالإسلام ؛ و هما مجالان :
الأول : مجال العلم :
فإن أغلب الناس _ الصَّالحين _ ممن أعملَ نفسَه في العلم : طلباً ، و تعليماً ، و تأليفاً ... .
و هذه مَحْمَدَةٌ و مَنْقَبَةٌ يُفرَح بها .
لكن الأمر المُؤْسِف أن يكون من يشتغل بالعلم دائمَ الصعود و الظهور على أكتاف أشياخه ، ملازماً لتقليدهم ، حَذِرَاً من إبداء أي رأي له خَشْيَةَ عدم المُوَافَقَة .
و هذه سلبية لا إيجابية .
إذ الواجب على الإنسان أن يكون مُسْتَقِلاًّ بنفسه ، مُعْتَمِدَاً عليها .
و هذا هو شأن كثير من العلماء ما أظهرهم إلا هم ، سعوا جادِّيْن نحو ( صناعة النفس ) فأبدعوا و أنتجوا ، في حين أن غيرهم ممن سيطر عليه الخوف ما بَرِحَ مكانه .
و لا أعني بكلامي هذا إسقاط ما للعلماء من مكانة و تأثير في نفس الإنسان ، و إنما أُريدُ أن يكون الإنسان ذا رأي مُعْتَبِرَاً لنفسه قَدْرَاً و وزْنَاً ، و يَنْفَرِدُ بالسعي في تَحْصِيْلِ العلم بعد أخذ مفاتحه و أصوله على مشايخه .

الثاني : مجال الدعوة :
و هذا أكثر و أشهر من سابقه .
و ( صناعة النفس ) فيه تكون بأن يَعْتَمِدَ الإنسان على ذاته في تبليغ الدعوة ، و نشر الدين في أوساط الناس .
و كذلك أن يسعى لإيجاد طرائق مُتَعَدِّدَةٍ لتبليغ الدين ، و نشر الدعوة في أوسع نطاق .
كتبه
ذو المعالي
الرياض

دعوة الى التدرب على توكيد الذات

دعوة الى التدرب على توكيد الذات
خالد ناهس ......منتديات الحصن
مقدمه:
ان موضوع الذات من المواضيع الجدلية التي يمكن اعتبارها قضية شائكة بسبب عدم وضوح المفهوم من جهة، وقبوله لعدة تفسيرات نظرية محتملة.
من هنا كان توجهنا للمساهمة في إغناء هذا الموضوع الحيوي في حياة أي إنسان، "أنا اشك إذن أنا موجود"، هذه نتيجة "ديكارت" لتأكيد الذات بشكل فلسفي، نظري بحت، أي ان مفتاح الوجود هو الشك أي التفكير الذاتي، أما إذا بحثت المسلمات وقلبتها رأسا على عقب، إذن أنت موجود او انت موجودة ، وبعيدا عن التشتيت القاري سنقدم الموضوع بشكل يوضح الاطار النظري وأهميته في تفسير السلوك الإنساني، ويركز بشكل اكبر على الجانب التطبيقي العملي.................
توكيد الذات هو عملية تتضمن عده امور منها :
1- التواصل مع الآخرين بشكل اكثر صريح ومباشر.
2- القدرة على قول كلمة لا
3- التعبير عن مشاعر الغضب بدون توتر
4- التعبير عن الذات بشكل صريح وببساطة
5- الشعور بالراحة وعدم التوتر بمواقف جديدة غير معتادين عليها
6- الحصول على الاحترام والتقدير من الآخرين حولي كأقراني وعائلتي
7- التمتع بحقوقي الشخصية، دون سلب حقوق الآخرين.

ولعلنا بالاستدلال العكسي نتوصل الي السلبيات نتيجة انخفاض توكيد الفردلذاته ....وللحديث بقية ان شاء الله عن كيفية توكيد الفرد لذاته

توكيد الذات
ضعف توكيد الذات وكيفية التغلب عليه

تعريف توكيد الذات : هو قدرة الفرد على التعبير الملائم «لفظاً وسلوكاً» عن مشاعره وافكاره وآرائه تجاه الاشخاص والمواقف من حوله والمطالبة بحقوقه «التي يستحقها» دون ظلم او عدوان.
وبذلك يستوجب التعريف بين الشخص المتزن والمتكبر والمتذلل، فالمتزن هو الذي يقدر نفسه حق قدرها بحسب مايستحقه، والمتكبر ينفخ ذاته ويعطيها منزلة أكبر مما تستحقه، والمتذلل يبخس نفسه حقها وينزلها اقل من منزلتها.
ويتبادر السؤال عما هي العلاقات الدالة على ضعف توكيد الذات؟ والذي تتلخص الاجابة عنه في الآتي:
1 الميل الى موافقة الآخرين ومسايرتهم في اغلب الاحوال.
2 الاذعان لطلبات الآخرين ورغباتهم ولو على حساب حقوق الشخص وراحته.
3 التواضع الزائد عن حده في مواقف لا يناسب فيها ذلك «الذلة».
4 الحرص الزائد على مشاعر الآخرين وخشية ازعاجهم.
5 ضعف القدرة على اظهار المشاعر الداخلية والتعبير عنها.
6 ضعف القدرة على ابداء الرأي ووجهة النظر.
7 ضعف الحزم في اتخاذ القرارات والمضي فيها.
8 ضعف التواصل البصري ونبرات الصوت.

وبالتالي هناك مفاهيم خاطئة حول ضعف توكيد الذات تنحصر في الآتي:
1 ان هذا هو الحياء المحمود شرعاًَ والمقبول عرفاً.
2 ان هذا من التواضع المطلوب ومن الايثار ومن لين الجانب ومحبة الآخرين.
3 يجب ان لا ازعج الآخرين ومشاعرهم ابدا والا اجرحها بابداء مشاعري وآرائي وطلباتي.
4 يجب ان اكون محبوباً من الجميع مقبولاً عندهم معروفا باللطافة والدماثة.
5 يجب ان اقدم رغبات الآخرين ومشاعرهم على رغباتي ومشاعري دائماً.

والشخص المؤكد لذاته له سمات وخصائص وهي التوفيق بين مشاعره الداخلية وسلوكه الظاهري كذلك لديه القدرة على ابداء ما لديه من آراء ورغبات بوضوح وفي نفس الوقت لديه القدرة على الرفض والطلب بأسلوب لبق ولديه القدرة على التواضع مع الآخرين «بصرياً ولفظياً» وبطريقة لبقة.

كما للسلوك التوكيدي خصائص بأنه وسط بين الاذعان للآخرين والتسلط عليهم، ويتوافق فيه السلوك الظاهري مع المشاعر والافكار وهو مقبول شرعاً وعرفاً.
ومن فوائد السلوك التوكيدي انه يولد شعوراً بالراحة النفسية ويمنع تراكم المشاعر السلبية «التوتر» «الكآبة» ويقوي الثقة بالنفس ويعطي انطلاقا في ميادين الحياة «فكراً وسلوكاً» وهو من اهم طرق النجاح في الميادين المتنوعة وبه يحافظ الشخص على حقوقه ويحقق اهدافه وطموحاته.

ولكي تتضح الصورة عن هذا المرض نستعرض بعض الامثله وهي:
1 مثال على ضعف القدرة على الرفض «عندما يلح البائع في السوق على المشتري بشراء سلعة لايريدها فيقوم المشتري بشرائها ولو كان ثمنها مرتفعا وذلك لعدم استطاعته ابداء عدم رغبته في الشراء».
2 مثال على ضعف القدرة على ابداء الرغبة «في حالة الاستمرار في الاستماع لشخص لا يهمك حديثه وفي وقت ضيق كأن يكون لديك موعد آخر مثلا فتخرج بالاعتذار بالانصراف».
3 مثال على ضعف القدرة على الاعتذار «في حالة الاستدانة بأن يلح عليك باقتراض مبلع قد يكون كبيرا او انت في حاجته فتقرضه على مضض».
4 تحمل اعباء اجتماعية او وظيفية فوق الطاقة وليست واجبة عليك ولاتريدها ولاتستطيع ابداء رأيك حيالها.
5 التنازل عن بعض القيم والمبادئ المهمة خجلاً من شخص «اشخاص» ما.
6 شخص يطلب منك الهاتف الجوال ليكلم مكالمة طويلة فتعطيه اياه وانت تعلم انه سيطيل ولن يراعي مشاعرك.
وللتخلص من ضعف السلوك التوكيدي يجب التدريب على السلوك التوكيدي والذي يجب ان يكون تحت اشراف المختصين النفسانيين الا ان الانسان الذي لديه بعض منه يمكن التخلص منه باتباع الخطوات التالية:
أولاً : وضع مدرج للسلوك التوكيدي المراد «من واقع حياة الشخص» يبدأ فيه بالاهون ثم الاشد منه.

ثانياً : تنمية توكيد الذات :
1 التعبير عن الرأي الشخصي بقناعة ورضى «في الموافقة والمخالفة»
2 التعود على الرفض بأسلوب مناسب «تؤكد مرادك دون ظلم غيرك» مثل آسف لا استطيع، عفواً لا اقدر.
3 التعبير عن المشاعر والعواطف الداخلية بصدق ووضوح مثل : «اشعر بعدم ارتياح لهذا الامر، هذا لا يعجبني».
4 التعود على استخدام ضمير المتكلم بدون مبالغة مثل شعرت بدلا من القول الواحد يشعر، وقولك انا لا ارضى ذلك بدلا من القول الشخصي لا يرضى ذلك.
5 التدريب على التعبير البدني الملائم التواصل البصري ووضوح الصوت «نبرات وعبارات» وطريقة الجلسة والوقفة والمشية وحركات اليدين والرأس «تخدم الاسلوب التوكيدي».

ثالثاً: وتطبيق تلك التدربيات في الواقع الا فقدت قيمتها

رابعاً : التدرج في الاسلوب التوكيدي البدء بالتوكيد الاخف ثم التصاعد بزيادة الحزم مع الطرف الآخر والتدريج حسب الموقف دون الوصول الى الظلم والعدوان.

والله ولى التوفيق
تم الاستفاده من مقالة في جريده الجزيزه وبتصريف


تنمية الشخصية

ادعوكم اليوم للألتحاق بدوره جميله ومختصره عن تنمية الشخصيةالاسطورة المخملية – منتدى التحرير
اتمنى من الجميع الهدوء والإبداع في الحضور والتعليق بسم الله نبدأ ماذا نعني بالشخصية ؟اختلف علماء النفس كثيراً في تعريف الشخصية حتى وصل عدد تعاريف الشخصية إلى أربعين تعريفاً.ويحددها بعض الباحثين على أنها: ( مجموعة الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تظهر في العلاقات الاجتماعية لفرد بعينه وتميزه عن غيره )لماذا الاهتمام بالشخصية ؟بسبب الواقع العالمي المنكوس حيث بات الإنسان يعيش غريباًمعزولاً عن أعماق ذاته ويحيا مقهوراً من أجل الوسط المادي الذي يعيش فيه . إن خلاص الإنسانية الأكبر لن يكون إلا بالنمو الروحي والعقلي للإنسان وتحسين ذاته وإدارتها على نحو أفضل وليس في تنمية الموارد المحدودة المهددة بالهلاك .إن تنمية الشخصية لا يحتاج إلى مال ولا إمكانات ولا فكر معقد وإنما الحاجة تكمن في الإرادة الصلبة والعزيمة القوية . تعلمنا تجارب الأمم السابقة أن أفضل طريقة لمواجهة الخارج وضغوطه الصعبة هي تدعيم الداخلوإصلاح الذاتواكتساب عادات جديدةثم يأتي بعد ذلك النصر والتمكين . ما شروط تنمية الشخصية ؟لا تنسى هدفك الأسمىونقصد ذلك الهدف الأعلى الذي يسمو فوق المصالح المادية والغايات الدنيوية ولا يواجه المسلم مشكلة في تحديد الهدف الأكبر في وجوده ولكن المشكلة تكمن في الغرق في تفاصيل الحياة وتعقيداتها وبالتالي يصبح إحساسنا وشعورنا للهدف ضعيفاً رتيباً مما يجعل توليده للطاقة التغييرية لا تصل إلى المستوى المجدي لتنمية الذات.القناعة بضرورة التغيير يظن كثير من الناس أن وضعه الحالي جيد ومقبولأو أنه ليس الأسوأ على كل حالوبعضهم يعتقد أن ظروفه سيئة وإمكاناته محدودة ولذلك فإن ما هو فيه لا يمكن تغييره !! والحقيقة أن المرء حين يتطلع إلى التفوق على ذاته والتغلب على الصعاب من أمامه سوف يجد أن إمكانات التحسين أمامه مفتوحة مهما كانت ظروفه ...الشعور بالمسؤولية حين يشعر الإنسان بجسامة الأمانة المنوطة به تنفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة للقيام بشيء ما يجب أن يضع نصب عينيه اللحظة التي سيقف فيها بين يدي الله عز وجلفيسأله عما كان منه إن علينا أن نوقن أن التقزم الذي نراه اليوم في كثير من الناس ما هو إلا وليد تبلد الإحساس بالمسؤولية عن أي شيء !!الإرادة الصلبة والعزيمة القوية وهي شرط لكل تغيير بل وشرط لكل ثبات واستقامة وفي هذا السياق فإن ( الرياضي ) يعطينا نموذجاً رائعاً في إرادة الاستمرارفهو يتدرب لاكتساب اللياقة والقوة في عضلاته وحتى لا يحدث الترهل فإن عليه مواصلة التدريبوهكذا فإن تنمية الشخصية ما هي إلا استمرار في اكتساب عادات جديدة حميدة .ما هي مبادئ تنمية الشخصية ؟تنمية الشخصية على الصعيد الفردي :التمحور حول مبدأ إن أراد الإنسان أن يعيش وفق مبادئه وأراد إلى جانب ذلك أن يحقق مصالحه إلى الحد الأقصى فإنه بذلك يحاول الجمع بين نقيضين !! إنه مضطر في كثير من الأحيان أن يضحي بأحدهما حتى يستقيم له أمر الآخر وقد أثبتت المبادئ عبر التاريخ أنها قادرة على الانتصار تارة تلو الأخرىوأن الذي يخسر مبادئه يخسر ذاته ومن خسر ذاته لا يصح أن يقال أنه كسب بعد ذلك أي شيء !!**المحافظة على الصورة الكلية **إن المنهج الإسلامي في بناء الشخصية يقوم على أساس الشمول والتكامل فيكل الأبعادوليس غريباً أن نرى من ينجذب بشكل عجيب نحو محور من المحاور ويترك باقيها دون أدنى أدنى اهتمام وحتى لا نفقد الصورة الكلية في شخصياتنا يجب أن نقوم بأمرين :النظر دائماً خارج ذواتنا من أجل المقارنة مع السياق الاجتماعي العام النظر الدائم في مدى خدمة بنائنا لأنفسنا في تحقيق أهدافنا الكلية **العهود الصغيرة **إن قطرات الماء حين تتراكم تشكل في النهاية بحراً كما تشكل ذرات الرمل جبلاًكذلك الأعمال الطيبة فإنها حين تتراكم تجعل الإنسان رجلا عظيماً وقد أثبتت التجربة أن أفضل السبل لصقل شخصية المرء هو التزامه بعادات وسلوكيات محددة صغيرة كأن يقطع على نفسه أن يقرأ في اليوم جزء من القرآن أو يمشي نصف ساعة مهما كانت الظروف والأجواءليكن الالتزام ضمن الطاقة وليكن صارماً فإن (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل )**عمل ما هو ممكن الآن **علينا أن نفترض دائماً أننا لم نصل إلى القاع بعدفذلك يجعل الإنسان ينتهز الفرص ولا ينشغل بالأبواب التي أغلقتويجب أن تعتقد أن التحسن قد يطرأ على أحوالنا لكننا لا ندري متى سيكونولا يعني ذلك أن ننتظر حنى تتحسن ظروفنا بل ليكن شعارنا دائماً :( باشر ما هو ممكن الآن )**المهمات الشخصية **يجب أن تكون لدينا مجموعة من الوصايا الصغرى تحدد طريقة مسارنا في حركتنا اليومية ، وهي بمثابة مبادئ ثابتة :**اسع لمرضاة الله دائماً **استحضر النية الصالحة في عمل مباح **لا تجادل في خصوصياتك **النجاح في المنزل أولاً **حافظ على لياقتك البدنية ، ولا تترك عادة الرياضة مهما كانت الظروف**لا تساوم على شرفك أو كرامتك **استمع للطرفين قبل إصدار الحكم **تعود استشارة أهل الخبرة **دافع عن إخوانك الغائبين **سهل نجاح مرءوسيك **ليكن لك دائماً أهداف مرحلية قصيرة **وفر شيئاً من دخلك للطوارئ **أخضع دوافعك لمبادئك **طور مهارة كل عام

برنامج فهم الذات والتأثير الفعال في الآخرين ®

برنامج فهم الذات والتأثير الفعال في الآخرين ®
هدف البرنامج:يهدف برنامج فهم الذات والتأثير الفعال في الآخرين إلى تنمية معارف المتدربين بطبيعة و خصائص النفس و ذلك من أجل إدارة أفضل للذات و تعامل أنجح مع الآخرين. يتم تحقيق هذا الهدف من خلال:
· غرس مفاهيم و سلوكيات إيجابية لدى المتدربين؛ كاحترام و توكيد الذات والثقة بالنفس.
· تعزيز القيمة الشخصية لدى المتدرب وذلك من خلال التعرف على مناطق القوة لتعزيزها ونقاط الضعف لأخذ خطوة لتصحيحها .
· تأهيل المتدربين للتعامل الفعال مع الآخرين و استثمار الطاقات للوصول للهدف.
وصف للبرنامج:
يحتوي برنامج فهم الذات والتأثير الفعال في الآخرين على عدة دورات تعمل على بناء الشخصية الإيجابية و التحضير لاكتساب مهارات إدارة الذات و فهم الآخرين للتعامل معهم بفعالية. يتم تقسيم هذه الدورات بحسب الهدف من الدورة و محتويات كل دورة. و هذه الدورات يتم تقسيمها لدروس حسب الموضوعات التي يتم تغطيتها.
في نهاية البرنامج سيتمكن المتدرب من اكتساب المعرفة و المهارة اللازمة للتعامل مع نقاط القوة في شخصيته و معالجة نقاط الضعف و كذلك التأثير الفعال في الآخرين، و ذلك من خلال العديد من الدورات التي تهتم بتنمية:
· الشخصية الجذابة
· مهارات الثقة
· مهارات توكيد الذات
· البرمجة اللغوية العصبية
· و غيرها من الدورات...
الفئة المستهدفة من برنامج تنمية مهارات القيادة و الإدارة الفعالة:
الأشخاص الذين يرغبون تفهم أنفسهم و الآخرين من أجل إدارة الذات و التعامل الفعال مع المحيطين في نطاق العمل، الدراسة، الأسرة، و مع الأصدقاء.
مزايا برنامج تنمية مهارات القيادة و الإدارة الفعالة:
· اختبارات للشخصية للتعرف على اتجاهات المتدربين قبل تلقي التدريب و مدى تقبلهم لمستوى التدريب.
· مجموعة من الألعاب التعليمية و التمارين لتأكيد الاكتساب العملي للمهارات و تغيير الاتجاهات الخاصة بكل مهارة.
· ملف يحتوي على المادة العلمية للدورات المختلفة حسب الدورة.
· قائمة بالمصطلحات الجديدة و المختصة بكل دورة.
· مجموعة من التدريبات و الحالات العملية للتدريب على المهارة و تقييم مدى اكتسابها بعد كل درس.
· اختبار في نهاية كل دورة يحتوي على مجموعة من الأسئلة لتأكيد اجتياز المتدرب للدورة بنجاح و تأهيله للدورات الأكثر تقدما.

التربية الذاتية


التربية الذاتية
لفضيلة الشيخ :محمد الدويش
المحتويات
مقدمة
ماذا نعني بالتربية الذاتية
لماذا التربية الذاتية؟
أولاً: مبدأ المسؤولية الفردية
ثانياً: الحساب الفردي يوم القيامة
ثالثاً: الإنسان أعلم بنفسه
رابعاً: البرامج الجماعية تفتقر إلى تفاعل الفرد معها
خامساً: تجاوز سلبيات المربي
جوانب التربية الذاتية
وسائل التربية الذاتية
التربية الذاتية ومفاهيم خاطئة
أولاً: استقلال النفس
ثانياً: التفريط في الدعوة
مقدمة الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبدالله ورسوله، أما بعد: فأول مسؤوليات الإنسان هي مسؤوليته عن نفسه، ومن ثم فحري به أن يعنى بتربيتها وإصلاحها، لذا كان لابد من الحديث عن التربية الذاتية، وهو موضوع حديثنا هذه الليلة.
ماذا نعني بالتربية الذاتية عندما نتحدث عن التربية الذاتية أو عن دور الشاب في تربية نفسه فإننا نقصد بها ذلك الجهد الذي يبذله الشاب من خلال أعماله الفردية، أو من خلال تفاعله مع برامج عامة وجماعية لتربية نفسه؛ فهي تتمثل في شقين:
الأول : جهد فردي بحت يبذله الشاب لنفسه،
الثاني :جهد فردي يبذله من خلال تفاعله مع برامج عامة، وسيأتي مزيد توضيح لهذا الجانب.
لماذا التربية الذاتية؟ عندما نطالب الشاب بأن يدرك مسؤوليته عن تربية نفسه، ونطالب الشاب بأن يقوم بجهد في تربية نفسه، فلماذا هذه المطالبة؟ وما المبررات والمسوغات للحديث عن هذه التربية الذاتية؟ إننا نقول لكل شاب، بل نقول لكل مسلم صغيراً كان أم كبيراً، ذكراً كان أم أنثى: لابد أن تتحمل مسؤوليتك في تربية نفسك، فالذي يدفعنا لذلك مبررات عدة، منها:
أولاً: مبدأ المسؤولية الفردية إن المسلم بل كل إنسان في هذه الحياة مسؤول مسؤولية فردية يقول - جل وعلا - [ ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى] ، ويقول سبحانه [كل نفسٍ بما كسبت رهينة] . إنك حين تقرأ في نصوص القرآن الكريم أو في نصوص السنة النبوية تجد التأكيد الواضح على أن كل فرد مسؤول مسؤولية خاصة عن نفسه، حتى ذاك الفرد يتعرض إلى الإضلال والغواية من خلال الضغط الذي يمارسه عليه غيره، سواء أكان ضغطاً نفسياً أم ضغطاً اجتماعيّاً -أيّاً كان مصدر هذا الضغط- لا يعفيه ذلك من المسؤولية، ونقرأ في القرآن الكريم في آيات عدة نماذج من الحوار الذي يدور يوم القيامة بين الذين اتَّبَعوا وبين الذين اتُّبِعوا، أو بين الذين استضعفوا والذين استكبروا، فيأتي المستضعفون يطالبون أولئك المستكبرين الذين كانوا سبباً في إضلالهم وغوايتهم أن يتحملوا عنهم جزءاً من العذاب [ وقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواءٌ علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص] ،[ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذاباً ضعفاً من النار]. وقال صلى الله عليه وسلم:"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان له من الوزر مثل أوزار من تبعه غير أنه لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً". وفي الحديث الآخر: "ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً". فهذا فلان من الناس اتبع زميله أو صديقه أو أباه، وسار وراءه وأصبح ظلاًّ له، حتى قاده إلى طريق الضلالة والانحراف سيأتي يوم القيامة هذا الذي أضله يحمل وزر نفسه ووزر هذا الذي أضله [ ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون] ولكن هذا المستضعف لن يعفيه ذلك من المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، ولن يغنيه أن يتلفت يمنة ويسرة، تارة يطالب صاحبه الذي أضله ، وتارة يرجو منه أن يتحمل عنه جزءاً من العذاب ]إنا كنا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنا نصيباً من النار] ومع ذلك لا يعفيه من العذاب، أليس هذا وحده دال على المسؤولية الفردية للإنسان، في أي بيئة وفي أي مجتمع وجد، وحتى لو سار وراء صاحبه وهو يظن أنه يحسن صنعاً فإن ذلك لا يعفيه أمام الله عز وجل، أرأيتم هذا القطيع الهائل الذي يسير وراء مشايخ أهل الضلال والخرافة، أو وراء غيرهم من أصحاب البدع والانحراف والضلال، كم يظن أولئك أنهم يحسنون صنعاً؟ وكم يظن هؤلاء أن أسيادهم وعلماءهم وأئمتهم يقودونهم إلى الطريق المستقيم الذي لا طريق سواه، إنهم ممن قال الله تعالى فيهم [قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً * الذي ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً]. لنأخذ مثالاً من السيرة يجلي لنا هذه الصورة تجلية واضحة، فحين نقض بنو قريظة العهد في غزوة الأحزاب، سار إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر الله سبحانه وتعالى حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ - رضي الله عنه - فحكم عليهم سعد رضي الله عنه أن تقتل مقاتلتهم وأن تسبى ذراريهم، فكانوا يكشفون عن عوراتهم فمن وجدوه قد أنبت قتلوه، فهل قتل ذاك الشاب الذي لايزال في العقد الثاني من عمره ظلماً؟ كلا لم يقتل ظلماً وقد شهد عليه الصلاة والسلام على هذا الحكم بأنه حكم الله من فوق سبع سماوات، إن هذا الشاب ولد في بيئة تربيه على الكفر والضلال، أبوه يهودي وأمه يهودية، وسائر أقاربه وجيرانه كذلك، ومع ذلك فهو يتحمل المسؤولية عن نفسه، كان عليه أن يبحث عن طريق الهداية والنجاة، وعن طريق الحق والخير، وما كان ربك ليظلم أحداً سبحانه وتعالى وهو أحكم الحاكمين، فإذا كان هذا الشاب الذي عاش في هذا المجتمع الغارق في الانحراف والغواية تمارس تجاهه كل وسائل التضليل، وتطمس عليه الحقائق وتصور له بغير صورها، ومع ذلك لم يكن معذوراً فغيره من باب أولى.
ثانياً: الحساب الفردي يوم القيامة إن من لوازم المسؤولية الفردية أن كل إنسان سوف يحاسب يوم القيامة حساباً فرديّاً، قال عز وجل [واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون] وفي آية أخرى يقول عز وجل : [إن كل من في السموات والأرض إلا ءاتي الرحمن عبداً * لقد أحصاهم وعدهم عداً * وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً] , فكل إنسان سيقدم على الله فرداً وحيداً، وسيحاسب محاسبة فردية؛ فلابد أن يتحمل مسؤولية نفسه في تربية نفسه وتزكيتها وقيادتها إلى طريق الخير والاستقامة. وقال صلى الله عليه وسلم :"ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان؛ فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر تلقاء وجهه فيرى النار تلقاء وجهه؛ فاتقوا النار ولو بشق تمرة" . فلابد أن يصير المسلم إلى هذا الموقف وهو إما إلى إحدىحالين: إما أن يكون كما قال عليه السلام في حديث النجوى:"أما المؤمن فيدنيه ربه فيضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه، فيقول: أتذكر ذنب كذا وكذا؟ حتى إذا ظن أنه قد هلك قال: أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، وأما الفاجر فينادى بذنوبه على رؤوس الخلائق" .
ثالثاً: الإنسان أعلم بنفسه إن الإنسان أعلم بمداخل النفس، وأعلم بجوانب الضعف والقصور فها، ومن هنا فهو الأقدر على التعامل مع نفسه، إنه يتصنع أمام الناس ويتظاهر أمامهم بالخير، أو يدعوه لذلك الحياء والمجاملة، أما مافي نفسه فهو أعلم به من سائر البشر، حينئذ فهو أقدر من غيره على علاج جوانب القصور في نفسه.
رابعاً: البرامج الجماعية تفتقر إلى تفاعل الفرد معها تتاح للإنسان مناسبات وفرص جماعية تحقق له قدراً كبيراً من الاستفادة، لكنه لا يمكن أن يستفيد منها ما لم يتفاعل معها، قال عز وجل :[أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها] فالماء النازل من السماء واحد، لكن الأدوية تتفاوت فيما تحمله منه؛ فكل واد يحمل على قدر سعته، وهكذا القلوب تتفاوت بما تتلقاه من وحي الله جل وعلا، وتتفاوت في أثر هذا الوحي عليها كما تتفاوت هذه الوديان. وشبه النبي صلى الله عليه وسلم الوحي الذي أتى به وتلقي الناس منه تشبيهاً قريباً من ذلك، فقال:"مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به". متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. ويحدثنا القرآن الكريم عن نماذج من نتاج تخلف التربية الذاتية ]وضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين]. لقد كانت هاتان المرأتان زوجتين لنبيين من أنبياء الله، ولابد أن نوحاً ولوطاً عليهما السلام بذلا معهما جهداً في دعوتهما إلى الدخول في دين الله تعالى، ولكن حين لم يكن منهما مبادرة ذاتية لم ينتفعا بذلك الجهد وتلك الدعوة. ويبذل الرسول صلى الله عليه وسلم جهده مع عمه أبي طالب حتى عند مرض الموت، وحين لم يكن من أبي طالب مبادرة ذاتية لم يستفد من الجهد الذي بُذل له. وفي عصر النبي كان هناك فئة من المنافقين يصلون مع النبي الجمعة، ويشهدون معه مجالس الخير، ويذهبون معه في السفر والإقامة، ويشهدون معه بعض الغزوات؛ فيعيشون مع النبي كما يعيش معه سائر أصحابه، يتلقون من نفس القنوات التربوية التي يتلقى منها أصحاب النبي ، بل لعل بعض المنافقين كانوا أكثر حضوراً لمجالسه من بعض أصحابه، ومع ذلك لم ينتفعوا بشيء من ذلك أبداً. فهب اليوم أن شابّاً وجد في مجتمع تربوي في القمة، فهو في بيت محافظ وعند أستاذ وشيخ يعتني به، لكنه لم يتفاعل ولم توجد منه مبادرة ذاتية، فلن يستفيد من هذه البيئة، بل ربما أصبحت وبالاً عليه.
خامساً: تجاوز سلبيات المربي إن البشر أيّاً كانوا لا يخلون من سلبيات وجوانب من القصور، فهذا أستاذ لي أثق فيه وألازمه وأصاحبه وأحضر مجلسه وربما أصاحبه في سفر وذهاب وإياب وأرى فيه قدوة ظاهرة أمامي وأتمنى أن أكون مثله أو أن أسير على خطاه ….أيعني ذلك أن يسلم من القصور والضعف؟ فقد يكون لديه نوع من قسوة القلب، وقد يكون عنده نوع من سوء الخلق وعدم حسن التعامل مع الآخرين، قد يكون إنساناً متعجلاً ، لابد أن تكون فيه صفة سلبية وجوانب قصور. وحينما يكون الشاب مجرد ظل لغيره، فإنه سيحمل سلبيات من يربيه، بالإضافة إلى سلبياته هو، فحين يكون الشاب يعاني من صفة سلبية كالكسل مثلاً، ووجد وتربى في بيئة يكثر فيها الهزل، فسيجمع بين الصفتين، وهكذا في سائر الأمراض جوانب القصور. وحين يعتني بتربية نفسه تربية ذاتية، فإنه سيتجاوز كثيراً من سلبيات من يربونه، لتبقى لديه سلبياته وجوانب قصوره الشخصية. ولا نزال نسمع شكوى كثير من الشباب اليوم، وتبريرهم لجوانب من القصور لديهم بأنهم نشأوا في أوساط تعاني من الضعف التربوي، أو تربوا على أيدي مربين قصروا في تربيتهم، ولذلك كان لبعض تلك الشكاوى نصيب من الصحة، فكثير منها إنما هي أسلوب إسقاط، وهروب من تحميل النفس المسؤولية. وأيا كان الأمر هذا أو ذاك، فالشاب يتحمل مسئوولية نفسه، ولو كان جاداً لاعتنى بها منذ البداية، ولتجاوز سلبيات الآخرين ومشكلاتهم. إن هذه المسوغات تؤكد على أهمية الاعتناء بالتربية الذاتية، وحين نعود إلى واقعنا اليوم نجد الوقوع في الإفراط والتفريط في هذه القضية، فتجد بعض الشباب يؤدي جهداً للآخرين، من خلال درس يلقيه، أو خطبة في المسجد، أو من خلال المشاركة في المركز الصيفي، تجد هذا الشاب ينشغل بالأمور الدعوية –ونعم ما انشغل به- لكنه يهمل نفسه وينساها، فيجد بعد فترة أن زملاءه وأقرانه قد فاقوه وأنه قد قصر في حق نفسه، هذه صورة. والصورة المقابلة هي صورة ذاك الشاب الذي يرفض أن يقدم، ويرفض أن يعمل، ويرفض أن يعطي الآخرين من وقته بحجة أنه يريد أن يربي نفسه، وهذا هو الآخر قد جانب الصواب، فلابد من التوازن، لابد أن يقوم الشاب بمسؤوليته فيخصص جزءاً نفيساً من وقته يعلم غيره ويربي غيره ويفيد غيره ويسهم في حفظ وقت غيره، ومع ذلك لا ينسى حظ نفسه، فيعتني بتربية نفسه وتعليمها وإصلاحها.
جوانب التربية الذاتية اتضح لنا فيما سبق أهمية التربية الذاتية، وحاجتنا للاعتناء بها، ولكن ما الجوانب التي ينبغي أن يعنى الشخص بتربية نفسه عليها؟ وسنشير هنا إشارة موجزة إلى أهم هذه الجوانب؛ إذ التفصيل يتطلب حديثاً موسعاً عن التربية لا يتسع له هذا الوقت المحدود: الجانب الأول : الصلة بالله عز وجل: وهذا أهم الجوانب وآكدها، فكل مابعده إنما هو ثمرة ونتيجة له، ومن وسائل تحقيق ذلك: عناية الإنسان بالفرائض واجتناب المعاصي، ومحاسبة النفس على ذلك ومبادرتها بالعلاج حين التقصير، وبعد ذلك استزادته من النوافل كنوافل الصلاة، ونوافل الصدقة والصيام والتلاوة والذكر. الجانب الثاني : العلم الشرعي: ووسائل تحصيله لا تخفى علينا إما من خلال الدراسة النظامية، أو من خلال مجالس العلم وحلقاته المقامة في المساجد، أو من خلال الأنشطة الشبابية حيث تقام فيها دروس علمية وحلقات علمية، أو من جانب البحث الفردي الذي يبذله صاحبه، من خلال القراءة والإطلاع، أو من خلال الاستماع للأشرطة العلمية والدروس العلمية . الجانب الثالث : التربية على العمل: إن الإنسان في حياته الخاصة حين يريد إتقان نشاط أو حرفة معينة، كالسباحة، أو قيادة السيارة - على سبيل المثال- حين يريد ذلك فإنه لايقتصر على الجانب النظري، وعلى سؤال من يجيدونها، بل يعتني بالتدريب والممارسة، والمهارات الدعوية كذلك فهي تُتقن من خلال التدريب والممارسة .
وسائل التربية الذاتية الوسيلة الأولى: الصلة بالله عز وجل: كما أن الصلة بالله عز وجل من الجوانب التي ينبغي أن يعنى بها المرء في تربيته لنفسه، فهي وسيلة من وسائل تربية النفس. وبالإضافة إلى ماذكرنا من الاعتناء بالفرائض والبعد عن المعاصي، والاجتهاد بالنوافل لابد من السعي لتطهير القلب من التعلق بغير الله عز وجل؛ فصلاح القلب مناط تربية الصلة بالله عز وجل، بل هو مناط النجاة يوم القيامة ، قال الله عز وجل على لسان إبراهيم عليه السلام :[ولا تخزني يوم يبعثون. يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون. إلا من أتى الله بقلبٍ سليم] في هذه الآيات يدعو إبراهيم عليه السلام ربه أن يأتي يوم القيام بقلب سليم، وفي الآية الأخرى وصفه تبارك وتعالى بأنه جاء ربه بقلب سليم ]وإن من شيعته لإبراهيم * إذ جاء ربه بقلب سليم] . وأخبر صلى الله عليه وسلم عن منزلة القلب وأن الجسد كله يصلح بصلاحه، ويفسد بفساده "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب". وحين تصلح حال الإنسان مع الله، وتقوى صلته بربه تستقيم سائر أموره. الوسيلة الثانية: القراءة والمطالعة : وهذا أيضاً عنصر مهم من عناصر التربية الذاتية، فأنت تقرأ في كتب الرقائق ما يرقق قلبك ويزيل قسوته، وتقرأ في كتب الأخلاق والآداب ما يصلح سلوكك، وتقرأ في كتب أهل العلم مايزيدك علماً، وتقرأ في تراجم العلماء مايزيدك حماسة للعلم والدعوة والبذل لدين الله عز وجل. والقراءة تنمي أفق الإنسان، وتفكيره، وتزيد من قدرته على حل المشكلات، فالقراءة تنمي كافة الجوانب وإن كان يتبادر إلى الذهن أنها قاصرة على الجانب العلمي وحده. الوسيلة الثالثة: حفظ الوقت والاعتناء به: ويتأكد هذا الأمر في حق من اشتغلوا بدعوة غيرهم وتربيتهم؛ فهذا العمل يأخذ عليهم زبدة أوقاتهم، لكن الاعتناء بتنظيم الوقت والحزم مع النفس في ذلك مما يعينهم على أن يوفروا لأنفسهم قدرا من الوقت كان يضيع سدى؛ فيستثمروه في تربية أنفسهم والرقي بها، إن استغلال الوقت مهارة وقدرة يحتاج الشاب أن يربي نفسه عليها، وليست مجرد اقتناع من الإنسان بأهمية الوقت. الوسيلة الرابعة: التفاعل مع البرامج العامة: إن هناك برامج عامة يتلقاها الشاب مع إخوانه، كالدرس العلمي والمحاضرة وخطبة الجمعة واللقاءات الجماعية …إلى غير ذلك، وهذه البرامج تحتاج منه إلى أن يتفاعل معها، من خلال التركيز والاستيعاب، ومن خلال أخذ النفس بالعمل والتطبيق بعد ذلك، وقد سبقت الإشارة إلى طوائف ممن كانوا يحضرون أعلى المجالس وأشرفها: مجالس النبي وكانوا لا يستفيدون من ذلك، بل كانت وبالاً عليهم. الوسيلة الخامسة: الجماعية :لابد من الجماعية في التربية الذاتية، وكيف يكون ذلك؟ ذكر الأستاذ محمد قطب حديثاً جميلاً في كتابه منهج التربية الإسلامية حيث يقول :"وينبغي أن نذكر بصفة عامة أن التنمية النفسية الصحيحة لا تتم في كيان فرد يعيش بمفرده في عزلة عن الآخرين وفي هذه الفترة بالذات – وهو يتحدث عن فترة الشباب الباكر – كيف يتدرب الإنسان على الأخوة إذا لم يمارس الأخوة بمشاعرها؟ مع الإخوة الذين يربطهم به هذا الرباط؟ كيف يتدرب على التعاون إذا لم يقم بهذا الفعل مع أفراد آخرين؟ كيف يتعود أن يؤثر على نفسه إذا لم يكن هناك إلا نفسه؟ إن الوجود في الجماعة هو الذي ينمي هذه المشاعر وهذه الألوان من السلوك، والشاب الذي يعيش في عزلة عن الآخرين وإن حاول أن يستقيم على المنهج السليم تنمو بعض جوانب نفسه وتظل جوانب أخرى ضامرة؛ لأنها لا تعمل". إن بعض الشباب يقول: علي أن أنعزل لوحدي لأهتم بتربية نفسي ، وهذا غير صحيح فالجماعية مهمة للتربية الذاتية لأمور: أولاً: هناك أمور جماعية لا يمكن أن تؤديها إلا من خلال الجماعة، كمشاعر الأخوة والتعاون والإيثار والصبر على جفاء الآخرين. ثانياً: من خلال الجماعة تجد القدوة الصالحة وهي مهمة للتربية . ثالثاً: من خلال الجماعة تجد القدوة السيئة وهي أيضاً مهمة للتربية؛ فحين ترى فرداً سيء الخلق تدرك كيف يخسر الآخرين، ومن ثم تدرك شؤم سوء الخلق، وترى إنساناً كسولاً فتدرك أثر الكسل والتفريط، إذاً أنت تحتاج إلى القدوة السيئة لا تلازمها وتعاشرها لكن عندما ترى هذا النموذج تجتنبه. رابعاً: اكتشاف أخطاء النفس، وترويضها؛ فالإنسان الذي يعيش في عزلة يكون في الأغلب إنساناً حاداً في تعامله مع الآخرين، مثاليّاً في أحكامه وفي المشروعات التي يطرحها وعندما ينتقد الآخرين وعندما يوجههم، فهو مهما امتلك من القدرات تبقى لديه جوانب قصور واضحة، من خلال العزلة والسياج الذي فرضه على نفسه، ومن هنا نقول لابد من الجماعة في التربية الذاتية. الوسيلة السادسة: الثقة بالنفس : وذلك بأن يشعر الشاب أنه قادر على أن يرقى بنفسه إلى درجات الكمال البشري، أما الكمال المطلق فلا يمكن أن يصل إليه البشر إطلاقاً، فالذي لايثق بنفسه لا يمكن أن يصنع شيئاً، ولا يمكن أن يرتفع بها أو يرتقي بها. ولابد مع الثقة بالنفس من مقت النفس بجانب الله عز وجل حتى تتجنب طرفي الإفراط والتفريط، فالثقة بالنفس تعني أن يعلم الإنسان أنه قادر على أن يفعل هذا الشيء، وأن يتحمل المسؤولية حين تقع عليه، لكن ذلك لا يعني أن يصاب بغرور وإعجاب، بل ينبغي أن يعلم أنه مقصر وأنه مذنب وأنه مخطئ. وحين أجمع بين الأمرين سيدفعني ذلك إلى بذل الجهد والمشاركة الدعوية ليكون في ذلك تكفيراً لذنبي، ورفعة لدرجاتي عند الله عز وجل. افترض أني إنسان أعطاني الله عز وجل فصاحة وبلاغة أيمنعني هذا من أن أخطب الناس وأذكرهم بكتاب الله وسنة النبي، وإن كنت أشعر بأنني أرتكب المعاصي والذنوب، وهب أن أعطاني الله موهبة في التأثير على الآخرين وقدرة في التعامل مع الناس وكسبهم، هل يمنعني شعوري بالتقصير من استثمار هذه الموهبة دعوة الناس والتأثير عليهم، وهكذا أيًّا كانت هذه الموهبة ألا يدعوني ذلك إلى أن أستغلها في طاعة الله على كل حال؟ الوسيلة السابعة: محاسبة النفس : وذلك بأن يحاسب الإنسان نفسه قبل العمل وأثناء ه وبعده، وأن يداوم على محاسبة نفسه في كافة جوانب حياته؛ فالمحاسبة هي التي تُعرِّف الإنسان بعيوب نفسه وجوانب ضعفها، وهي التي تعينه على علاجها. الوسيلة الثامنة: العزلة الشرعية : ونعني بالعزلة الشرعية أن يكون للشاب حظ من الوقت يخلو فيه بنفسه، ويقبل فيه على الله عز وجل يقول ابن القيم - رحمه الله - في مدارج السالكين تعليقاً في قوله صاحب المنازل في درجات الإيثار قال: ألا يقطع عليك طريق السير والطلب إلى الله جل وعلا مثل أن تؤثر جليسك على ذكرك وتوجهك وجمعيتك على الله؛ فتكون قد آثرته على الله وآثرت بنصيبك من الله ما لا يستحق الإيثار؛ فيكون مثلك كمثل رجل سائرٍ على الطريق لقيه رجل فاستوقفه وأخذ يحدثه ويلهيه حتى فاته الرفاق، وهذا حال أكثر الخلق مع الصادق الساعي إلى الله جل وعلا . فإيثارهم عليه عين الغبن وما أكثر المؤثرين على الله غيره، وما أقل المؤثرين الله على غيره، وكذلك الإيثار ما يفسد على المسلم وقته قبيحٌ أيضاً مثل أن يؤثر في وقته ويفرق قلبه في طلب خلقه، أو يؤثر بأمر قد جمع همه وأمره إلى الله؛ ليفرق عليه قلبه بعد جمعيته ويشتت خاطره، وهذا أيضاً إيثارٌ غير مشروع، وكذلك الإيثار باشتغال القلب والفكر في مهمات الخلق ومصالحهم التي لا تتعين عليك، على الفكر النافع واشتغال القلب بالله ونظائر ذلك لا تخفى، بل هو حال الخلق والغالب عليهم ، وكل سبب يعود عليك بصلاح قلبك ومحاسبة نفسك مع الله فلا تؤثر به إنما تؤثر الشيطان على الله وأنت لا تعلم" . إذاً فمهما كنت في ميدان من ميادين الخير: ميدان أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، أو ميدان تعليم علم ، أو ميدان جهاد في سبيل الله، فلابد أن يكون لك نصيب -ولو كان يسيراً - تخلو فيه مع الله عز وجل، فتتلو فيه كتاب الله عز وجل وتتدبره، وتقوم الليل أو تصوم، فهذا زاد لك يعينك على هذا العمل الذي تفرغت له.
التربية الذاتية ومفاهيم خاطئة لاشك أن الإنسان حينما يفكر في موضوع معين ويعتني به ويتفاعل معه، قد يكون لديه خلل أو فهم خاطئ نتيجة مبالغته في النظرة إلى هذا الموضوع، ومن هنا كان لابد أن نشير إلى بعض المفاهيم الخاطئة التي قد تتبادر للذهن من خلال سماع هذا الموضوع، أو من خلال تفكيرنا بحاجتنا إلى التربية الذاتية.
أولاً: استقلال النفس فقد يشعر بعض الشباب أننا الآن حشدنا الأدلة والمؤيدات في إقناعه بتربية نفسه، فيقول:ما دمت أدرك عيوبي أكثر من غيري، وما دمت مسؤولاً مسؤولية فردية، فأنا لست بحاجة إلى الآخرين، لست بحاجة إلى أن أحضر إلى مجالس العلم فبإمكاني أن أحصله بنفسي، ولست بحاجة إلى مشاركة الشباب الصالحين في برامجهم، إلى غير ذلك وهذا خطأ فالناس بحاجة إلى التعليم، وبحاجة إلى التربية وقديماً قيل: من كان أستاذه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه، فمن أراد أن يتعلم العلم من خلال الكتب وحدها لا يمكن أن يبلغ الغاية، ومن أراد أن يربي نفسه في هذا العصر وهذا المجتمع وسط هذا الزخم الهائل من المغريات والشهوات والفتن التي قد تتحدث عن شيء منها في محاضرة الغد (عناية الشريعة بسد ذرائع الفاحشة) إن شاء الله في هذا الوسط الذي يظن أنه يستطيع أن يستقل بنفسه فهذا وهم كاذب، فلابد له من رفقة صالحة يعينونه على طاعة الله ، وكان عليه السلام كما يقول ابن عباس : "أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل" فإذا كان الرسولعليهالسلاميستفيد من لقائه بجبريل وهو رسول الله أفضل الخلق فغيره من باب أولى. إذاً فحديثنا عن التربية الذاتية وأهميتها لا يعني إطلاقاً استقلال الشاب، فمع تأكيدنا على التربية الذاتية وأهميتها فنحن نؤكد أيضاً على الجماعية، كما ذكرنا أن من وسائل التربية الذاتية الجماعية، وذكرنا أن الإنسان الذي يعيش في وسط فردي بحت يعيش في نشاز إنسان شاذ في سلوكه ونشاطه وأخلاقه ومن جلوسك معه تعلم بأنه إنسان لا يعيش ولا يخالط الآخرين.
ثانياً: التفريط في الدعوة ومن المفاهيم الخاطئة للتربية الذاتية: التفريط في الأعمال الهامة بحجة تربية النفس، فبعض الناس يقول أريد أن أتفرغ لكي أربي نفسي وأتعلم وأستزيد من العلم، ثم بعد ذلك يمكنني أن أقوم بالدعوة إلى الله عز وجل . إن الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم لا يسمح لنا بهذا التباطؤ والتأخر، وأهل الشر يبذلون جهوداً جبارة في سبيل نشر باطلهم، وهب أننا قلنا للشباب جميعاً يجب أن تتفرغوا للعلم وحفظ القرآن وللإبداع فيه ثم تنزلون إلى الميدان، فمن سيتولى تربية هؤلاء الشباب، ومن سيقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن سينفق على المحتاجين والضعفاء، ومن سيقوم بالجهاد في سبيل الله . إن الشاب الذي تفرغ حينما يتخرج بعد ذلك سيحتاج إلى طريقة للتعامل مع وقته، وإلى تضحية لم يكن اعتاد عليها فيكون من الصعب عليه أن يعمل هذه الأعمال، لا يعرف كيف يتحدث مع الآخرين، لا يعرف المشكلات لم يعرف ولا كيف يواجهها. وهذا نبي من أنبياء الله قد تفرغ لعبادته وترك الحكم بين الناس فعاتبه الله ألا وهو داود ]وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب * إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط … الآية[ وكم تصدى النبي صلى الله عليه وسلم للناس حتى أثر على عبادته صلى الله عليه وسلم فكان في آخر حياته يصلي جالساً كما تقول عائشة حين حطمه الناس، وهكذا المصلحون والعلماء وغيرهم من الناس الذين تصدوا لدعوة الناس. والأمر يحتاج إلى اعتدال، فلايسوغ أن نهمل الدعوة والإصلاح بحجة تربية أنفسنا، وفي المقابل لا يسوغ أن نهمل أنفسنا، فلنؤت كل ذي حق حقه والله أعلم .