السبت، 18 سبتمبر 2010

لن يحرقوا القرآن في قلوب العباد .... أبو الهيثم محمد درويش

{وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ . وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [الأنعام:26،25].

ثلة من السفهاء استعملهم إبليس لعنه الله وغرهم وزين لهم سفاهتهم وأغراهم بكتاب الله ممنياً نفسه وإياهم بكيد المؤمنين وإغاظة المسلمين في شتى بقاع الأرض، ووالله ما انتقص كتاب الله من فعلهم آية، ولن تهتز قلوب المؤمنين بسبب سفاهتهم، بل سيعود مكرهم عليهم - إن شاء الله - بزيادة اهتمام الأمة الإسلامية بكتاب ربها علماً وعملاً، تلاوة وحفظاً.
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال:36].
فيا شباب الإسلام اعلموا أن أبلغ رد على هؤلاء الحاقدين أن ينتقل القرآن من الأوراق إلى الصدور وساعتها لن يفلح حرق نسخة من كتاب الله إلا بمحاولة حرق مسلم مؤمن وهيهات هيهات، إنهم أجبن من أن يمسوا هيبة المتمسك بإيمانه المستعلي بدينه أو حتى يحاولوا لها اقتراباً.
وقد شاهدنا شباب الإسلام يهز أوربا بأسرها في البوسنة والشيشان، لما هبوا لنصرة إخوانهم حمية لدينهم ولأعراضهم.
فالحمية الحمية لكتاب الله، حفظاً وتعلماً وعملاً بما فيه، ونشراً لتراجم معانيه، بكل لغات العالم وبجميع ألسنة شعوب الأرض.

إن الرد الأبلغ على إهانة الكفار المتلاحقة وأحقادهم المستمرة لشعائر الإسلام ولنبي الإسلام ولكتاب المسلمين هو أن يرتفع المسلمون بدينهم ويحملوا أمانة ربهم إلى العالم، فقد بعث الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - وبعث معه الأمة كلها، وقد خاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بقوله: «فإنما بعثتم ميسرين»، والحادثة معروفة وهي ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قام أعرابي فبال في المسجد، فتناوله الناس، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : «دعوه وهَرِيقوا على بوله سجلاً من ماء، أو ذنوبًا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين» [متفق عليه].

وأما مسئولية الرد على هؤلاء السفهاء فعلى ولاة أمور المسلمين أن يقفوا لله وقفة وأن يخاطبوا الدول التي تنتهك فيها حرمات الإسلام وإن لم تتوقف تلك الإهانات فعليهم أن يقاطعوا تلك الدول اقتصادياً (وإن كنت أرى أن هذا من أبعد التصورات في ظل الأوضاع الراهنة لولاة أمور المسلمين إلا من رحم الله).
وفي حالة عدم تحرك ولاة الأمور فعلى الشعوب أن تقاطع تلك الدول المستهترة بعقائد المسلمين المتبجحة بإظهار العداء، وعلى شباب الإسلام جميعاً إن أرادوا نصرة كتاب ربهم أن يحملوا هم تقدم الأمة واستغنائها عن مد اليد لسؤال تلك الدول.
إن توفير البدائل الإسلامية رد رادع يحقق للأمة الاكتفاء وينجح المقاطعات الاقتصادية لمنتجات الأعداء ويؤدب كل من تسول له نفسه الاستهانة بعقائد المسلمين ومقدساتهم.
إن الرد الأبلغ بمعناه الأشمل هو النهوض بالأمة من خلال كتابها العظيم اتباعاً وعلماً وخلقاً وعملاً وتقدماً.
الرد الأبلغ على هذه الإهانات هو صناعة نهضة الأمة من جديد.
الرد الأبلغ على هذه الإهانات هو الخروج بالأمة الإسلامية من مأزق التخلف الحضاري الناتج عن تواكلها وفقدها مقومات التقدم المنبثقة من كتابها وعقيدتها بعدما ارتضت بأن يؤمها قانون الغرب وزبالة أفكاره وتركت شريعة ربها التي لو طبقتها لسادت العالم.
الرد الأبلغ على هذه الإهانات بمطالبة الحكام بالعودة بالأمة إلى تطبيق شريعتها الغراء ومصالحة الحكام لكتاب ربهم.
المسئولية كبيرة والأمة تحتاج لمن يقوم بحمل همها وحمل رايتها بصدق، والله المستعان.


محمد أبو الهيثم

قصيدة ابن بهيج الأندلسي في مدح أُمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-


ما شانُ أمّ المؤمنينَ وَشاني
هُدِيَ المُحبُّ لها وضَلَّ الشَّاني
إنِّي أقُول مُبيِّناً عن فضلها
ومُتَرْجِـماً عن قولـها بلـساني
يا مبغضي لا تأت قبر محمدٍ
فالبيت بيتي والمكان مكاني
إني خُصصت على نساءِ مُحمدٍ

وسبقتُـهـنّ إلى الـفضـائل كُلّهـا
بصفاتِ بـرٍّ تَحتهنّ معـاني
فالسَّبق سًبْقي والعِنَان عناني
مَرِضَ النبي وماتَ بين ترائبي
فاليومُ يَوْمي والزَّمان زَماني
زوجي رسول الله لم أر غيره 
اللهُ زوّجنـي بـه وحَبانـي
وأتاه جبريل الأمين بصورتي
فأحبّني المختار حين رآني
أنا بكْرهُ العذراء عندي سرُّهُ
وضجيعه في منزلي قمران
وتكلّم الله العظيمُ بِـحُجَّتـي
وبراءتي في مُحكم القرآنِ
والله خفّرنـي وعَظّم حُرمتي
وعلى لسـان نَـبـيّه بـرّانـي
والله في القرآن قد لعن الذي
بَعْدَ البَراءة بالقَبيح رمـانـي
واللهُ وبّـخ من أراد تـنـقّصي
إفكاً وسبّح نفسه في شاني
إنّـي لمُحصنـةُ الإزار بـريـئـة
ودليل حُسن طهارتي إحصاني
واللهُ أحصنني بـخاتـم رسله
وأذلَّ أهـل الإفـك والبهتـان
وسمعتُ وحي الله عند مُحمّد
من جبرئيل ونوره يغشاني
أوحى إليه وكنتُ تـحت ثيابـه
فحنـا عليَّ بثوبـه خبّـانـي
من ذا يُفاخرني ويُنكر صُحبتي
ومحمّد في حِجره ربّاني؟
وأخذتُ عن أبويَّ دين مُحَمّد
وهما على الإسلام مصطحبان
وأبي أقـامَ الديـنَ بَـعْـدَ محمّد
فالنّصل نصلي والسّنان سناني
والفخر فخري والخلافة فـي أبي
حسبـي بـهذا مَفْخَراً وكفـاني
وأنا ابنة الصِّدّيق صاحبِ أحمـدٍ
وحبيبـه فـي السِّـرِّ والإعـلان
نـصرَ النّبيَّ بماله وفِعالــه
وخـروجـه معه مـن الأوطـان
ثانيه فـي الغار الـذي سدّ الكوى
بـردائـه أكـرم به مـن ثـان
وجـفـا الغنى حتى تخلّل بالعَبـَا
زُهـداً وأذعـنَ أيّـمـا إذعـان
وتـخلّلـت مـعه ملائكة السَّما
وأتـتـه بُشرى الله بـالـرّضوان
وهو الذي لـم يـخشَ لومة لائم
في قـتـل أهـل البغي والعدوان
قتل الأُلى منعـوا الزكاةَ بكفرهم
وأذلَّ أهلَ الكـفـر والطـغيـان
سبق الصّحـابة والقرابة للـهُدى
هو شيخهم في الفضل والإحسان
والله ما استـبقـوا لنيل فـضيلة
مثلَ استباقِ الخـيلِ يـومَ رهـان
إلا وطار أبي إلـى عليـائِـها
فـمكـانـه منـها أجـلُّ مكان
ويـل لعبدٍ خـان آل مـحمدٍ
بـعداوة الأزواج والأَخـتـان
طوبى لمن والى جماعة صحبه
ويكون من أحبابه الحَسَنانِ
بـيـن الصحابة والقرابة أُلـفـة
لا تستحيل بنزغـة الشيطـان
هُمْ كالأصابع في اليدين تواصلاً
هل يستوي كـفّ بغير بـنـان
حَصِرتْ صدور الكافرين بوالدي
وقلوبهم مُلئت من الأضغان
حُبُّ البتول وبعلها لم يختلف
من ملّة الإسلام فيه اثنان
أكرم بـأربعـةٍ أئمـة شـرعنـا
فهُمُ لبيت الـدِّيـن كـالأركـان
نُسِجت مودتهم سُدى في لُحمة
فـبـنـاؤها من أثـبت البـنيان
الـلّـه ألّف بيـن وُدّ قـلـوبهم
ليغيظَ كُلّ مُـنـافـق طـعّـان
رُحماء بـيـنـهم صفت أخلاقُهُم
وخلـت قلـوبـهـمُ من الشّنآن
فدخولهم بين الأحبّة كلفة
وسبابهم سَبَبٌ إلى الحرمان
جمع الإله المسلمين على أبي
واستُبْدِلوا من خوفهم بأمان
وإذا أراد الله نـصـرة عـبـده
من ذا يُطيق له على خذلان!؟
من حبّني فليجتنب من سبّني
إن كان صان محبّتـي ورعانـي
وإذا مُحبّي قد ألـظّ بمبغضي
فكلاهما في البغض مستويـان
إنّي لطيّبةٌ خُلقت لطيّبٍ
ونساءُ أحمدَ أطيبُ النسوان
إني لأمُّ المؤمنين فمن أبى
حُبّي فسوف يبوء بالخسْرَان
الله حبّبنـي لـقلب نبيّـه
وإلى الصراط المستقيم هداني
واللهُ يُكرم من أراد كرامتي
ويُهين ربّي من أراد هواني
والله أسأله زيادة فضله
وحَمدتُه شكراً لما أولاني
يـا من يلوذُ بـأهل بيتِ مـحُمّدٍ
يرجو بذلك رحمةَ الرحمان
صلْ أمّهاتِ المؤمنين ولا تَـحِـدْ
عنّـا فـتُسلبَ حـلّـة الإيمان
من ذا يُفاخرني ويُنكر صُحبتي
ومحمّد في حِجره ربّاني؟
إنّي لصادقة المقال كريمة
إي والذي ذلّت له الثَّقلان
خذها إليك فإنّما هي روضة
محفوفة بالروح والرَّيـحان
صَلّى الإلـهُ على النّبيّ وآلـه
فبهمْ تُشمُّ أزاهـر البُستان

الخميس، 9 سبتمبر 2010

مخـترع "الهوت ميل" شـاب مسـلم




ذكرت صحيفة الراية القطرية أن مخترع البريد الإلكتروني "الهوت ميل" ليس أمريكيا كما يتصور البعض، وإنما هندي مسلم، والبريد (hotmail) هوت ميل هو أكثر ما يستخدم من أنواع البريد حول العالم وهو تابع لشركة ميكروسوفت الأمريكية وهو ضمن بيئة "ويندوز التشغيلية".. وخلف هذا البريد الساخن قصة نجاح شخصية تستحق أن نذكرها وخصوصا كما يبدو من اسم صاحبها أنه مسلم.. فصاحب هذا الاختراع هو: صابر باتيا.

في عام 1988 قدم صابر إلى أمريكا للدراسة في جامعة ستنافورد وقد تخرج بامتياز مما أهله للعمل لدي إحدي شركات الإنترنت مبرمجا، وهناك تعرف علي شاب تخرج من نفس الجامعة يدعي: جاك سميث. وقد تناقشا كثيرا في كيفية تأسيس شركتهما للحاق بركب الإنترنت، وكانت مناقشاتهما تلك تتم ضمن الدائرة المغلقة الخاصة بالشركة التي يعملان بها، وحين اكتشفهما رئيسهما المباشر حذرهما من استعمال خدمة الشركة في المناقشات الخاصة..

عند ذلك فكر (صابر) بابتكار برنامج يوفر لكل إنسان بريده الخاص؛ وهكذا عمل سرا على اختراع البريد الساخن وأخرجه للجماهير عام 1996.

وبسرعة انتشر البرنامج بين مستخدمي الإنترنت لأنه وفر لهم أربع ميزات لا يمكن منافستها.. والمميزات هي كما يلي:
أن هذا البريد مجاني، وفردي، وسري، ومن الممكن استعماله من أي مكان في العالم.

ظهور بيل جيتس
وحين تجاوز عدد المشتركين في أول عام العشرة ملايين بدأ يثير غيرة (بيل جيتس) رئيس شركة ميكروسوفت وأغني رجل في العالم، وهكذا قررت ميكروسوفت شراء البريد الساخن وضمه إلى بيئة الويندوز التشغيلية..

وفي خريف 97 عرضت على صابر مبلغ (50 مليون دولار) غير أن صابر كان يعرف أهمية البرنامج والخدمة التي يقدمها فطلب 500 مليون دولار وبعد مفاوضات مرهقة استمرت حتى 98 وافق صابر على بيع البرنامج بـ (400 مليون دولار) على شرط أن يتم تعيينه كخبير في شركة ميكروسوفت.

واليوم وصل مستخدمو البريد الساخن إلى 90 مليون شخص، وينتسب إليه يوميا ما يقارب 3000 مستخدم حول العالم.

ابتكارات وأعمال خيرية
أما صابر فلم يتوقف عن عمله كمبرمج، بل ما زال يعمل ويبتكر، ومن آخر ابتكاراته برنامج يدعي (آرزو) يوفر بيئة آمنة للمتسوقين عبر الإنترنت وقد أصبح من الثراء والشهرة بحيث استضافه رئيس أمريكا السابق بيل كلينتون والرئيس شيراك ورئيس الوزراء الهندي بيهاري فاجباني.

وما يزيد من الإعجاب بشخصية صابر أنه ما إن استلم ثروته حتى بني العديد من المعاهد والمستشفيات، وقام بإعمار وبناء مساجد في بلاده، وساعد كثيرا من الطلاب المحرومين على إكمال تعليمهم (حتى إنه يقال إن ثروته انخفضت بسرعة إلى 100 مليون دولار).

إنها قصة نجاح شاب اعتمد على ذكائه وعقله ولم تخدعه مظاهر العظمة الأمريكية الجوفاء ولم يشعر بالدونية وهو يعيش وسط شباب أمريكا وعقول الغرب؛ فكل هذا لا يمنع من الابتكار والمنافسة طالما وجدت الهمة والعزيمة والمثابرة.. فليت شبابنا يتعلمون من صابر باتيا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجمعة، 3 سبتمبر 2010

كيف أكتشف وظيفة أحلامي؟


 
كيف أكتشف وظيفة أحلامي؟د. ستيفن كوفي
إنَّ اكتشاف وظيفة أحلامك يقتضي إشغال نفسك بهذه الأسئلة الجوهرية الأربعة:
1- ماذا تحبّ حقاً أن تفعل؟2- ما الذي تتقن القيام به؟3- ما الذي ينبغي القيام به حتّى تطلق وتستثمر مواردك وتوجّهاتك الحقيقيّة؟4- إلامَ يحتاج العالم؟

من المهمّ جداً تخصيص المرء وقتاً كافياً للتفكّر والتعمّق في دراسة مقدراته، ولكنّ معظم الناس لا يقومون بذلك. إنّهم يغرقون في تعريفات الآخرين لهم وفي مخطّطات الآخرين. هذه المخطّطات الخارجية تصبح هي الموجّهة لسلوكهم، وإنني أدعو هذا "باستلاب الهوية الحقيقية".

فلنتصوّر أن هناك DNA (شريط وراثي متحكّم بمسيرة الحياة) في ثقافة الإنسان وهويته مثلما هو في خلايا جسده. إنّ مخططات الآخرين هي DNA دخيل يحقن في وجود المرء فيسخّره من أجل الآخرين، ويشكّل حجاباً يغطّي الـ DNA الحقيقيّة (مقدرات المرء وطبيعته الأصليّة) ويسلبه هويته المميزة.

مع مرور الوقت تجد نفسك منغمساً في مخططات الآخرين، معتاداً عليها، ومكيفاً معها اجتماعياً إلى حدّ أن تفقد الشعور بـِ: من أنت، وماذا يمكنك أن تصنع بحياتك. إن استلاب الهوية هذا ينتشر ويستمرّ يوماً بعد يوم لا لشيء إلاّ لسببٍ بسيط هو عدم اكتراث الناس بالتوقّف والنظر بعمق حتّى يفرّقوا ويميّزوا بين جوهرهم الحقيقيّ والجوهر الاجتماعي المحقون فيهم حقناً.

ولعلّ خير ما يوجز هذه الفكرة قول القائل:
عندما يجد الإنسان المرآة فإنّه يبدأ بفقدان روحه.

وبكلماتٍ أخرى: يصبح الإنسان مهتمّاً بصورته لدى الآخرين أكثر من اهتمامه بذاته.

حتّى تكون ناجحاً ينبغي أن تركّز على ما يفجّر ويستثمر مواهبك ويوقد حماستك. ينبغي أن تركز على ما تكتشفه من حاجةٍ يتوق العالم إليها وترى نفسك مندفعاً اندفاعاً واعياً إلى تلبيتها.

هكذا ستكتشف وظيفة أحلامك. قد لا يحقق لك هذا الاكتشاف النجاح وفق تعريف المجتمع (مال، ومكانة..) ولكنّك ستشعر بأنّك تحقّق نجاحاً أعمق يكمّل ذاتك.

حينما تتقاطع مواهبك واحتياجات العالم فهناك ترى مهنتك (أرسطو)

لم لا تقود مديرك؟ لم لا ترسم مسيرتك بنفسك؟



لم لا تقود مديرك؟
لم لا ترسم مسيرتك بنفسك؟
د. ستيفن كوفي
في دنيا العمل المعاصرة هنالك ملايين وملايين من الموظفين القابعين في "مزارع" المربّعات الزجاجية المتطابقة. تملؤهم بالغيظ والمرارة والإحباط تدرّجات وفواصل السلطة الشاسعة في مؤسساتهم.

وتملؤهم بمشاعر العجز الساحق أساليب إدارتهم إدارةً دقائقية تتدخّل في كل نفَس وكلّ حركة يأتون بها -أو تركهم دون إدارة على الإطلاق-. إنّهم ينتظرون قيادةً تأتيهم بالخلاص.. فلمَ لا يكونون هم هذه القيادة؟
لا يمكنك التحكّم بالرياح..
وأشرعة مركبك! من يمسك بها؟
القيادة ليست تابعةً للسلطة الرسمية، إنّها تابعةٌ لتأثير كل شخص. لا أقصد بهذا الكلام أنّه ينبغي عليك أو أنّه بإمكانك قطعاً أنّ تصبح رئيساً رسميّاً لرئيسك، ولكنه يعني أنّ بإمكانك أن تقود رئيسك. كيف ذلك؟! بسيطة! تفهّمه وتعاطف معه:

فكّر وأنت تضع نفسك مكانه. فكّر في التحدّيات، والمشكلات، والهموم التي يواجهها، وخطط المستقبل التي يتحمّل مسؤوليتها. من خلال التعاطف والتفهّم والإدراك الاستباقيّ ستجد نفسك قادراً على التصرّف مستقلّاً عن مديرك لتعالج المشكلات وتستكشف الفرص والتهديدات الكامنة.

إنّ تصرّفك المستقل عن مديرك واضعاً في ذهنك احتياجات هذا المدير (أو احتياجات الشركة) يعني عملياً أنّك تقود.

بالتفهّم والتعاطف ستغدو مقدرتك على استباق الاحتياجات لا حدّ لها، وبالتالي ستصبح قوّتك وتأثيرك في مكان العمل لا حدّ لها.
القيادة لا تنتظر إذناً من أحد..
إنّها إرادة وسلوك وليست منصباً
أجل، أنت محقّ إن امتلأت غيظاً وحيرةً وأنت ترى نفسك عالقاً في تدرّجات السلطة الرسمية، ولكن إن كنت مركّزاً على التعاطف والتفهّم لاحتياجات مديرك وشركتك –بغضّ النظر عن موقعك- فسيبقى بإمكانك تحقيق الأداء القياديّ والتأثير اللذين تطمح إليهما.

مرّت عليّ أيامٌ كنت أعمل فيها مساعداً إدارياً لرئيس شديد التحكّم والتدخّل. وأذكرُ أنّ أحد العاملين تحت مسؤولية ذلك الرئيس كان مثالاً ممتازاً لتفهّم الاحتياجات واستباق التعليمات والتوجيهات. في كل مرةٍ تُطلب منه معلوماتٌ أو توكل إليه مهمّةٌ كان يسأل نفسه: ما الذي يرمي الرئيس فعلاً إلى تحقيقه في النهاية؟ ولماذا يريد هذه المعلومات؟..

كان متفهّماً جداً إلى حدّ أنّه لم يكن يكتفي بتقديم المطلوب بل يقدّم توصياتٍ إضافية وتحليلاً للمعلومات. ولأنّ عمله كان مستنداً إلى رؤيةٍ عميقة واهتمامٍ كبير فقد كان الرئيس يسارع إلى تبنّي ما يقدّمه وما يراه. وأدّت ثقة الرئيس بذلك الزميل إلى تصاعد تأثيره إلى درجة أنّ توصياته للمشاريع أصبحت إلزامية.

وفي مكان العمل ذاته وتحت مسؤولية الرئيس نفسه كان كثير من الموظفين يرون المدير مستبداً مبالغاً في التدخّل. وما كان تفاعلهم ليتجاوز تناول نقائص ذلك المدير واجترار أخطائه –المفترضة- بحقهم وبحق الشركة. قارن بين الموقفين عزيزي القارئ وانظر كم كان موقف هؤلاء مدمّراً لأنفسهم قبل مكان عملهم.

إيّاك أن تنسى: كلّما رأيت نفسك تفكّر بأن المشكلة إنّما هي مشكلة فلان أو فلان وليست مشكلتك أنت فاعلم أنّ هذا التفكير بحدّ ذاته هو أكبر مشكلة.

ركّز على ما يمكنك أنت القيام به وستصبح في أيّ موقف قائداً لرئيسك وربّاناً لسفينة حياتك وعملك.