الأحد، 26 يوليو 2020

هذا الحبيب (18)

هذا الحبيب (18)
حليمة السعدية، الجزء الثالث
فلما رأى أحبار اليهود المتواجدين في سوق عكاظ، قافلة بني سعد من بعيد وهي مُقبلة، علِموا أنها تحمل رسول آخر الزمن وخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم
فكيف عرف أحبار اليهود؟
يوجد في كتبهم، صفات نبي آخر الزمان، ومن صفاته عندهم  أنه (مظلل بالغمام، صلى الله عليه وسلم)
____
بنو سعد قادمون نحوهم، ومعهم حليمة تحمل رسول الله، أحبار اليهود جالسين في سوق عكاظ 
فلما نظر الأحبار للقافلة تأتي من بعيد، كان فوقها غمامة، والسماء كُلها لا يوجد فيها غيمة، إلا هذه الغيمة!
كانت إذا وقف الركب توقفت الغيمة فوقهم، وإذا مشوا تمشي معهم!
فنظر الأحبار الى بعضهم البعض، مندهشين 
فقال أحدهم: وربّ موسى إن هذه القافلة تحمل أحمد!
فاتفقوا على أن يعرضوا أنفسهم على القافلة على أنهم عرافين 
(تمثيلية يقومون بها على القافلة، أنهم عرافون، ما يعرف عندنا اليوم فتاحين، يقرأون الكف، ويتنبأون بالمستقبل ويقرأون الفنجان، فمن خلال هذه التمثيلية، يستطيعون أن يتعرفوا من خلالها، على أحمد وله علاماته عندهم)
فعرضوا أنفسهم على القافلة وكانوا أكثر من حَبْر، فتهافت الناس عليهم، 
حليمة السعدية، أحبت مثل باقي النساء معها، أن ترى ما هو سر هذا المولود الذي تحمله، فقد أحست هي وزوجها ببركته صلى الله عليه وسلم 
وكان عندهم جهل في هذه الأمور.
______
فقالت حليمة لأحدهم: أُريد أن أُريك هذا المولود 
فقال لها الحبر: أين ولدك؟
فعرضت عليهم النبي صلى الله عليه وسلم 
فلما نظروا إليه، وأخذوا يتفحصون صِفاته، ارتسمت في وجوههم الدهشة، وأخذوا ينظرون لبعضهم البعض ثم ينظرون الى النبي صلى الله عليه وسلم 
فقالوا لها: ما هذه الحمرة في عينيه؟!
(وكان في بياض عينيهِ صلى الله عليه وسلم حُمرة لا تفارقه، وهي نوع من أنواع الجمال، عروق رقيقة حمراء في بياض عيونه)
فقالت حليمة: لا أدري، هي في عينيه من ساعة ولادته!
فقالوا لها: أيتيمٌ هو؟
هنا حليمة أحست بسؤالهم ودهشتهم، بشيء غريب، خوُّفها منهم 
فقالت حليمة: لا، ليس يتيماً، وهذا أبوه، وأشارت الى أبي كبشة 
فقال واحد من الأحبار اليهود للآخر: أتراه هو؟
فأجابه الآخر: إي وربِ موسى وعيسى هو!
قال تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ)
ثم صرخ في الركب (أي بقبيلة بني سعد، قوم حليمة)
(أيها الناس أقتلوا هذا الصبي، فإنه إن بلغ مبلغ الرجال ليسفهن أحلامكم، وليبدلنّ دينكم، وليكفرنّ من مضى من آبائكم، ويلٌّ للعرب ويلٌ للعرب..)
فصرخت حليمة في وجهه 
وقالت: ويلٌ لك أنت، أطلب لنفسك من يقتلك، أما نحن فلا نقتل ولدنا!
فقال الآخر: ألم تقل لك أنه ليس يتيماً 
فقال له: نعم، لوكان يتيماً لقتلته الآن 
فلما سمعت حليمة قولهم، ضمته لصدرِها وهربت به بين الناس واختفت عنهم، وهي خائفة أن يكتشفوا أنه يتيم. 
وتأكدت حليمة أن هذا الصبي تدور حوله أمور غير عادية.
____
 تقول حليمة: 
وصلنا إلى ديار بني سعد، فما بقي بيت من ديار بني سعد إلا فاح منه ريح العود، وكنا نلاحظ هذا الشيء كل يوم، حتى كل ديار بني سعد لاحظت هذا الشيء.
يتبع بإذن الله..

ليست هناك تعليقات: