الخميس، 16 يوليو 2020

هذا الحبيب (5)

هذا الحبيب (5)

كاهنة يثرب، وعبد الله الذبيح

فلما أخبرها عبد المطلب بالأمر قالت الكاهنة: أمهلوني اليوم وارجعوا إليّ في الغد، حتى يأتيني قريني فأسأله!

كان الكهنة والعرافين علاقتهم مع الجن، تسأل قرينها أي الجني الذي تتعامل معه

فتركوها ورجعوا..

_____

قلنا إن عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم ولد في يثرب (المدينة المنورة) يتيم الأب عند أخواله بني النجار.

الآن عبد المطلب كان من عادته إذا وصل المدينة المنورة، أن يذهب لزيارة أخواله والتجول في أسواق المدينة، فلما خرجوا من عندها لم يذهب عبد المطلب لزيارة أخواله من بني النجار ولم يذهب الى أسواق المدينة يتذكر طفولته فيها، كان مشغول البال بمصير ابنه عبد الله، فقام يتضرع ويدعو الله أن يوفقه لما يرضاه.

____

رجعوا في اليوم الثاني الى الكاهنة، فقالت لهم: قد جاءني الجواب، كم دية الرجل عندكم إذا قتل؟  أي رجل منكم قتل رجل، كم تدفعوا ديته مقابل أن يرضى أهله

قالوا: نعطيهم عشرة من الإبل

قالت: إذن تُقدموا صاحبكم (تعني عبد الله) وتقدموا عشرة من الإبل، واطرحوا القدح

(أي تكتبوا اسم عبد الله على القدح الأول، وعلى الثاني تكتبوا عشرة من الإبل، قرعة)

واضربوا عليها وعلى صاحبكم القدح، فإن خرجت عليه زد من الإبل عشرة (اعملوا قرعة بين عبد الله والعشرة من الإبل فلو خرجت القدح في القرعة باسم العشرة من الإبل، فقد رضي ربكم بالفداء، فإن خرجت باسم عبد الله يجب عليكم ان تزيدوها عشرة وتعيدوا القرعة)

قال عبد المطلب: وإن خرجت عليه مرة اخرى ماذا نفعل؟

قالت: تزيدوا عشرة ثم عشرة حتى تخرج، على الإبل حتى يرضى ربكم ويفدى هذا الغلام، ولا تتردد، واعلم أنك ستنال رضا الآلهة ونجاة صاحبك.

______

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا أبن الذبيحين)

والمقصود أبوه عبد الله.. وأبوه الثاني إسماعيل عليه السلام، لما رأى إبراهيم خليل الله عليه السلام، رؤيا تأمره بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، فصدق الرؤيا وهمّ بذبحه، ففداه الله بذبح عظيم، جده الأكبر للنبي صلى الله عليه وسلم، نبي الله اسماعيل عليه السلام (أنا أبن الذبيحين)

______

 ففرحت قريش جميعاً وأصبحت قريش ترفع صوتها وتتفاخر بالكرم والسخاء والنخوة.

وأخذوا يصيحون بأعلى صوتهم!

يقولون: واللات والعزى.. لنفدي عبد الله وإن لم يبق في مكة إبل.

_____

 ورجعوا مكة، والناس في مكة حزينة، وفي قلق لأن عبد الله كان في مكة من أحب الناس إليهم، وكان أجمل شباب قريش وأكرمهم خلقاً.. فكيف يُذبح؟

 فصار عندهم قلق وكآبة

 شاع الخبر في مكة واجتمع الناس وأحضروا عشرة من الإبل

وتقدم عبد الله وقدموا عشرة من الإبل.. طرحوا القدح فخرج السهم على عبد الله!

فأضافوا عشرة فخرج السهم على عبد الله!

 فألحقوها عشرة فخرج السهم على عبد الله!

فما زالوا يزيدون عشرة فوق عشرة يلحقونها عشرة حتى بلغت الإبل مائة على التمام

عشر عشرات فخرج السهم على الإبل، صرخت قريش بصوت عالي، قد رضي ربك يا عبد المطلب

 فقال: لااا .. قالوا: لم لا ، يا سيد قومك؟

(ما القصة يا عبد المطلب القدح أول مرة طلع على عبد الله مباشرة هممت لذبحه)

 قال لهم حتى أضرب القدح ثلاث فإن خرجت على الإبل ثلاث هنا أعلم أن ربي قد رضي، وإلا فلا بد من ذبح الولد..

 قالوا: كما تريد

(فقاموا بالقرعة ثلاث مرات وفي كل مرة تخرج على الإبل)

فقال عبد المطلب: الآن اطمأن قلبي، وأن ربي قد رضي

وكان فداء عبد الله 100 من الإبل، نحروها وجعلها عبد المطلب طعاماً للناس والسباع والوحوش في الجبال لا يمنع عنها أحداً،

فرحت قريش بفداء عبد الله فرحاً ما بعده فرح.. ثم أخذ عبد المطلب بيد ابنه عبد الله وسار به في اتجاه الكعبة.. 

يتبع بإذن الله..


ليست هناك تعليقات: