الأحد، 26 يوليو 2020

هذا الحبيب (16)

هذا الحبيب (16)

(حليمة السعدية الجزء الأول)

صرف الله عز وجل، كل المراضع عنه صلى الله عليه وسلم، إلا (حليمة السعدية)

تقول حليمة:

والله ما بقي من صواحبي (يعني صاحباتي) امرأة إلا أخذت رضيعاً غيره، وأنا لم أجد غيره، فكرهت أن أرجع من غير رضيع (حليمة السعدية، وزوجها أبو كبشة، الذي يقرأ السيرة ويتعمق فيها، يدرك أنهما كانا طيبين، وحظهم في الدنيا قليل، ولكن الله إذا أعطى أدهش)

_____

فعزمت حليمة السعدية على أخذ هذا اليتيم، ولم تكن رأته بعد

تقول حليمة: فذهبت الى عبد المطلب، فاستقبلني

قال: من أنتِ؟

قلت: حليمة السعدية

فقال: بخٍ بخ، سعد وحلم، خصلتان إذا اجتمعتا، ففيهما خير الدهر وعز الأبد (تفاءل باسمها)

يا حليمة عندي غلام يتيم، وقد عرضتهُ على نساء بني سعد فأبين أن يقبلن، فهل لك أن تُرضعيه، فعسى أن تسعدي به؟

فقلت له: حتى أسال صاحبي (أي زوجها، أبو كبشة)

تقول فرجعت فسألت زوجي، فتهلل وجهه وأشرق، وكأن الله قذف في قلبه الفرح والسرور

فقال لي: نعم يا حليمة خذيه، ماذا تنتظرين؟

فرجعت الى عبد المطلب فوجدته جالساً ينتظرني، فاستهل وجهه فرحاً عندما رآني.

ثم أخذني وأدخلني على آمنة، فرحبت بي وقالت: أهلاً وسهلاً، تفضلي بالدخول.

تقول حليمة: فدخلت في البيت الذي فيه محمد..

فلما نظرت إليه!

(فإذا هو مُغطى في صوف، أبيض من اللبن، يفوح منه المسك، وتحته حريرة خضراء نائمٌ على ظهره، فأشفقت أن أوقظه لحسنه وجماله)

تقول حليمة: فاقتربت منه رويداً رويداً، ووضعت يدي على صدره..

فلما وضعت يدي، تبسم، ثم فتح عينيه، ونظر إليّ،

فخرج من عينيه نور دخل عنان السماء، فما كان مني إلا أن حملته وضممته وقبّلته، ثم أخذته ورجعت الى رحلي.

______

 تقول حليمة: فحملته وكان معي أخوه (أي تقصد ابنها الذي ولدته واسمه عبد الله، أخو النبي صلى الله عليه وسلم، من الرضاعة)

ثم.. أعطيت إبني لأبيه أبا كبشة (أي زوجها)

وكنت قد أتيت الى مكة على أتان (أي انثى الحمار) كانت هزيلة ضعيفة، وكان معنا ناقة، واللهِ لقد جف ضرعها  (حتى الناقة التي مع حليمة ليس فيها حليب، وكانت سنة جفاف)

يتبع إن شاء الله..


ليست هناك تعليقات: