الأحد، 26 يوليو 2020

هذا الحبيب (20)

هذا الحبيب (20)
حليمة السعدية، الجزء الخامس
تقول حليمة: رجعنا بهِ إلى مكة، فأخذتُ أحدث آمنة وجدّه عبد المطلب عن محبتنا له وحبهُ لنا.
 (تمهد لهم الحديث في محاولة منها لإقناعهم أن يرجع معها، كم نُحب محمد وتعلقنا به، وهو أيضا يحبنا ومتعلق بنا)
هنا آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم، فهمت من كلام حليمة أنها تريد أن ترجعه معها 
فقالت آمنة: ما شأنك يا حليمة؟!
(يعني إلى أي شيء تريدين أن تصلي، أدخلي بالموضوع)
فسكتت حليمة ثم رفعت رأسها بخجل
وقالت: أحببناه يا آمنة!  
ولا نتحمل فراقه، وإنا رأينا البركة فيه، وإنا نُحب أن يبقى عندنا عامين آخرين نأمن عليه من وباء مكة.. 
(وفعلاً في ذلك الوقت بدأت تظهر أمراض بمكة بعد هلاك جيش أبرهة في حادثة الفيل، وأجساد جنوده التي تعفنت)
وظلت حليمة تقنع آمنة، فما زالت تحدثها وتقنعها، حتى وافقت آمنة 
ثم قالت آمنة: يا حليمة ألا أخبرك عن ولدي هذا؟ 
(أي هل أحدثك عن ولدي أشياء لا تعرفيها) 
يا حليمة، إحرصي عليه فإن لإبني هذا شأن.. 
(وأخذت تحدثها عن حمله وولادته، وكيف نزل ساجداً، وعن النُور الذي خرج منه) 
إحرصي عليه يا حليمة.
_____
رجعت حليمة وأخذت النبي صلى الله عليه وسلم معها إلى ديار بني سعد، ليقيم عند حليمة عامين آخرين.
تقول حليمة: ونحن في طريقنا، مررنا بركب من الحبشة، وفيهم أهل الكتاب.. 
(قافلة من الحبشة، فيهم من أهل الكتاب الذين على دين سيدنا عيسى عليه السلام، النصارى، والحبشة كانت النصرانية منتشرة فيهم)
تقول حليمة: فعرضت الصبي عليهم بغية أن أتأكد وأتعرف.. 
(حليمة رضي الله عنها، كان عقلها مشغولاً بالتفكير، ما السر الذي يحمله هذا الصبي، وخاصة ما رأته من بركته، وحديث أمه آمنة عنه، فأحبت أن تعرف من أهل الكتاب الرهبان لأن عندهم عِلماً من الكتاب)
تقول: فعرضته على راهب فيهم فقلت له: ألا ترى ولدي هذا؟!
قال الراهب: ما به؟
قلت له: إن له أموراً غريبة، أنظر إلى حمرة عينيه هذه!
قالت: فنظر فيه الراهب وأخذ يتفحصه.. 
فقال متعجباً: ما هذه الحمرة.. أيشتكي شيئاً في عينيه؟!
فقلت له: لا، هي ترافقه منذ ولادته!
ثم نظر إليه، واستمر في تفحصه 
ثم قال: ما اسمه؟
قلت له: (محمد)
 فقال وهو مندهشاً: هل ولد يتيماً؟!
تقول حليمة: فأحببت أن أصدقه الحديث 
قلت له: نعم قد ولد يتيماً
تقول فأخذ الصبيَّ يقبلّه وقال لمن معه: 
إي وربّ عيسى، إي وربّ عيسى، إنه نبي!
فأقبل مَن معه مسرعين، وأمسكوا الصبي، ثم أخذوا يقبلون رأسه، ويضمونه الى صدرهم 
ثم قالوا لها: لنأخذن هذا الغلام، فلنذهبن به إلى ملكنا وبلدنا، فإن هذا الغلام كائن لنا وله شأن، نحن نعرف أمره..
(أصبحوا يتحايلون على حليمة، يريدون أن يأخذوه معهم الى ملك الحبشة، فلقد عرفوا أمره، وإنه نبي آخر الزمان)
تقول حليمة: فلم أكد أنفلت به منهم (يعني ما صدقت آخذه منهم وأمشي)
______

هل لاحظتم النصارى، ما كان منهم خوف على الرسول من القتل.. أما اليهود فهم أهل الأذية والقتل والغدر في الأرض، قال تعالى:
 (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ)
يتبع بإذن الله..

ليست هناك تعليقات: