الأحد، 26 يوليو 2020

هذا الحبيب (10)

هذا الحبيب (10)
حادثة أصحاب الفيل، الجزء الأول
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ، أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ، وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ، تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ}
____
عندما استولى ملك الحبشة على أرض اليمن ولّى عليها رجلاً من الأحباش حاكماً عليها، اسمه (أبرهة الأشرم)
 (الأشرم لقب له، كان أبرهة رجلاً.. قصير وناصح، تبارز يوماً مع رجل ضخم، فضربه الرجل بالحربة على جبهته فشرم حاجبه، وأنفه، وعينه، وشفته، أي جرحها) لذلك سُمي أبرهة الأشرم 
فكان (أبرهة حاكم لليمن) وله جيش قوي، وبما أنه حاكم جديد على هذا البلد، ولا يعرف طبيعة أهلها استغرب عندما رأى كثيراً من أهل اليمن يشدون الرحال الى مكة في موسم الحج، فسأل أتباعه ما ذاك؟ 
قالوا له: يحجون 
قال لهم: والى أي شيء يحجون؟
قالوا له: الى الكعبة 
قال: وماهي الكعبة؟
قالوا: هي بيت يعتقد العرب أنه بيت الله في الأرض، بناه جدهم إبراهيم 
قال: أخبروني عنه، من أي شيء صنع هذا البيت؟
قالوا له: من الحجارة ولا سقف له!
قال لهم: وما كسوته؟
قالوا له: كسوته من مخطوطات يمنية (كان ستار الكعبة في الجاهلية يصنع في بلاد اليمن، قطع قماش تسمى مخطوطات، لونها أحمر وأسود)
ففكر أبرهة بالأمر، ثم استشار المقربين منه، قال" ما رأيكم أن نبني كنيسة للعرب في اليمن، أفضل من هذا البيت؟
فأُعجبوا بالفكرة، ووافقوه عليها.
______
فبدأ ببناء كنيسة عظيمة في صنعاء، وبالغ جداً في زخرفتها، وزينها بأنواع الزمرد والياقوت، وكساها بأجمل القماش.. (حتى يجذب الناس إليها، ويصرف انظارهم عن الكعبة)
ثم طلب من العرب، أن يحجوا إليها.. فاستهزأ العرب منه؛ قالوا نترك كعبة أبينا أبراهيم بيت الله، لنحج الى كنيسة أبرهة؟!
ومضت الأيام ولم يأتِ إليها أحد (فشعور أبرهة كان شعور الفشل والخيبة)
لم يستجب الناس إليه، حتى جاء رجل من أهل الحجاز ليلاً، ودخلها، حتى وصل إلى أرفع وأجمل مكان فيها، وتغوط عليها (يعني قضى حاجته عليها) ثم لطخها بالنجاسة 
وقال: هذا حجنا إليها يا أبرهة، ثم انصرف.
______
في الصباح، عندما استيقظ أبرهة من نومه، أخبروه حاشيته بما حدث ليلاً من ذلك الرجل 
فاشتعل أبرهة من الغضب، وأقسم ليهدمن كعبة العرب، وحمل حملته على العرب وجهز جيشاً ضخماً لم يُر مثله لكي يهدم الكعبة وينتقم منهم..
تقدم أبرهة بجنده بفيل عظيم، وفي طريقه كان يبعث جنوده على قبائل العرب ليغزوهم، ويأخذ طعامهم وشرابهم، لينفقها على جيشه..
حاولت قبائل عربية التصدي له ولكنها باءت بالفشل والهزيمة أمام جيشه..
بعض القبائل عندما سمعت بقدومه، تركت منازلها وهربت الى الجبال..
كل العرب وقبائل العرب لم تستطع الوقوف في وجه أبرهة وجنده..
كان جيش ابرهة عبارة عن (عاصفة دمرت قبائل العرب) 
يتبع بإذن الله..

ليست هناك تعليقات: