الخميس، 16 يوليو 2020

هذا الحبيب (3)

هذا الحبيب (3)

(عبد الله الذبيح)

الآن أصبح عبد المطلب مُطالباً بأن يوفي بنذره، ويذبح أحد أولادهِ، عند باب الكعبة

فجمع أولادهُ العشرة، وأخبرهم عن نذرهِ لله أمام باب الكعبة، وأنه يجب عليه أن يوفي نذره.

فقالوا له: يا أبانا .. ليس بوسعنا أن نقول لك، إلا كما قال إسماعيلُ لأبيه!

إفعل ما تؤمر ستجِدُنا إن شاء الله من الصابرين [أي افعل ما تُريد، وما تراه مناسباً]

_____

وكان أصغر ابناء عبد المطلب،  هو عبد الله والد النبي المصطفى {صلى الله عليه وسلم}

وكان أحب أبناء عبد المطلب، كان يحبُه حباً كبيراً

[ولاحظوا معي، سبحان الله الذي أختار لنبيه صلى الله عليه وسلم قبل مولده أسم أبيه (عبدالله)

كل أبناء عبد المطلب العشرة، لا يوجد فيهم واحد اسمه مقرون باسم الله عزوجل، إلا والد النبي صلى الله عليه وسلم

فاسم أبو طالب ... عبد مناف

اسم أبو لهب الحقيقي .. عبد العزى

تخيلوا لو كان الاسم محمد بن عبد العزى؟ لا يصلح أبداً مع حبيب الله .. فمن الذي اختار الاسم لوالد النبي؟

إنه الله جلّ في علاه ليكون اسم حبيبه ونبيه

(محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم} فهذا من حِفظ الله لنبيه حتى قبل مولده)

كان عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم ، أقرب إخوته إلى الله ، كيف لا يكون أقربهم ، وهو يحمل {النور المحمدي}

_____

قال لهم عبد المطلب:  يا أبنائي

أكتبوا أسماءكم على القدح

 (لم يكن عندهم استخارة، في الجاهلية كان هناك رجل عند الكعبة متخصص بعمل ما نسميه اليوم القرعة، كان اسمها (الأزلام)

فما هي الأزلام؟ هي قطع خشب صغيرة تشبه السهم

وعددها ثلاثة، يُكتب على كل واحدةٍ منها كلمة

1- إفعل

2- لا تفعل

3- غفل ليس فيه شيء

فإذا أرادوا أن يسافروا، أو لهم حاجة مهمة، واحتاروا في أمرهم، استخدموا (الأزلام)؛ فإن خرج إفعل .. فعلوا

وإن خرج لا تفعل ... تركوا

وإن خرج غفل .. أعادوا القرعة

فلما تشرف الوجود بالنور المحمدي صلى الله عليه وسلم، نسخ ذلك كله ونهى عنه.. وأرشدنا الى الاستخارة.

____

فكتبوا أسماءهم، وذهب عبد المطلب الى المسؤول عن الأزلام عند الكعبة وقال له:

أريد أن أنحر أحد أولادي قرباناً لرب هذا البيت و وفاءً لنذري.

خذ هذه الأقداح، قد كُتبت عليها أسماءُهم العشرة، خذها واضرب عليها [أي اعمل لهم قرعة]

وربّ الكعبة، أيُّهم خرج اسمه نحرته اليوم عند باب الكعبة!

ثم توجه عبد المطلب لباب الكعبة، والدموع تنهمر من عينيه، حتى سالت على خديه، ورفع يديه عند باب الملتزم وأخذ يدعو الله

يا رب لا تجعل السهم يخرج على عبد الله، ويدعو الله ويستغيثه، يا رب أبنائي كلهم لو نحرتهم أهون عندي من عبد الله..

كان عبد المطلب يحبه حباً كبيراً والسبب [نور النبوة المحمدي الذي يحمله عبد الله من رسولنا وحبيب قلوبنا محمد صلى الله عليه وسلم]

فلما قاموا بالأزلام (القرعة) خرج السهم على عبد الله

فتألم عبد المطلب ألماً شديداً ، وتغير لون وجهه

ثم أخذ بيد عبد الله ووضعه أمام باب الكعبة، وأراد أن يذبحه على الفور

لك أن تتخيل قلب عبد المطلب وشعوره في هذا الموقف

صحيح كانوا في جاهلية ولكن عندهم الرجولة والوفاء بالعهد، ولو على أنفسهم

وضع عبد المطلب ابنه عبد الله أمام الكعبة، وأخرج سكينه، واستعد لذبحه.

يتبع بإذن الله


ليست هناك تعليقات: