الأحد، 26 يوليو 2020

هذا الحبيب (13)

هذا الحبيب (13)
يوم تشريفه لهذا الوجود، صلى الله عليه وسلم
_____
فلما وصل عبد المطلب، ونظر للرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا به كالبدر، ثم نظر إلى صفاتهِ.. 
(وكما قلنا من قبل أنه كان يسمع من أهل الكتاب، في سفره، عن صفات نبي آخر الأمة)
فلما رآه، هنا أيقن أن هذا المولود، سيكون نبي هذه الأمة..
فحمله عبد المطلب، ورفعه للأعلى، يريد أن يعلن اسمه، 
قال: يا آمنة 
فرفعت آمنة يدها *(بمعنى انتظر يا شيخ مكة، لا تُعلن اسمه)
قالت آمنة: يا شيخ مكة، لقد ولد ... لا كما يولد الصبيان 
ولد ساجداً إلى الأرض، معتمداً على ركبتيه ويديه، ينظر الى السماء، مختوناً، يفيح منه المسك 
وقد هتف لي هاتف مرة أخرى عند ولادته، يا آمنة سميه (محمد) 
فابتسم عبد المطلب مندهشاً مسروراً، وارتسمت السعادة على وجهه 
قال: أي ورب البيت، فلقد عزمت أن أسميه (محمداً)
قالت: ولِم يا شيخ مكة، عزمت على هذا الاسم؟!
قال: يا آمنة، لقد رأيتُ رؤيا في منامي، فسألت أهل الرؤى عنها فقالوا لي: يخرج من صُلبك رجلٌ، يطيعهُ أهل السماء والأرض، فإني أُحب أن أسميه محمداً رجاء (أن يحمده من في السماء وأن يحمده الناس على الأرض)
فأعلن اسمه محمد صلى الله عليه وسلم
_____
فدخلت ثويبة (ثويبة كانت جارية لأبي لهب، وكانت تسكن قريبة من بيت آمنة)
 فلما سمعت الخبر، انطلقت على الفور مسرعة وهي تنادي، يا أبا لهب، يا أبا لهب 
(كان لقبهُ أبو لهب، قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم، اسمه الحقيقي (عبدُ العُزى) ولقبه أبو لهب، لأنه كان شديد الجمال، وكانوا يرون وجهه كأنه طلعة الشمس ولهبها، ولكن لم ينفعه جمالهُ لعدم إيمانهِ بالله)
فقال أبو لهب: ويْحك يا جارية، ما الأمر؟!
قالت: ولِدَ لأخيك عبد الله مولود 
قال: يا جارية أحقاً ما تقولين؟!
قالت: نعم، إي وربّ البيت، وقد سماهُ أبوك (أي عبد المطلب) سماه (محمداً)
فقال لها من شدة فرحه، وأنتِ حرةٌ طليقة يا ثويبة!
(فأعتقها وأصبحت حرة)
______
لا أحد يستطيع وصف فرح ثويبة في تلك اللحظة، إلا أنها من شدة فرحها بالعتق، انطلقت مسرعة إلى آمنة، وقالت: يا آمنة؛ أعتقني أبو لهب بسبب هذا الصبي 
 ثم حملته وضمته إلى صدرها (صلى الله عليه وسلم)
 ثم قالت يا آمنة هل تسمحي لي أن أرضعه؟ فسمحت لها
فأرضعته ثويبة، فكان أولُ لبن دخل فمه صلى الله عليه وسلم لبن ثويبة.
_____
فأول مرضعة للرسول صلى الله عليه وسلم كانت.. ثويبة 
 أرضعته من لبن ابنها (مسروح) فمسروح أخو النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة 
وأرضعت ثويبة أيضاً سيد الشهداء (حمزة بن عبد المطلب) عم النبي صلى الله عليه وسلم
 فكان حمزة، عم النبي وأخو النبي من الرضاعة.
كان قريباً في العمر منه في سن الرضاعة، وكان حمزة قد سبق الرسول بسنتين من العمر 
كما أنه قريب له من جهة الأم، فأمه هالة بنت وهيب، ابنة عم آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم.
لذلك عندما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم الزواج من ابنة حمزة، قال (لا تحل لي، يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب، وهي ابنة أخي من الرضاعة)
______
ثم أرضعته أمه آمنة (أرضعته أمه سبعة أيام على التوالي.. وليس كما يقول بعض الجاهلين، رفض أن يرضع من أمه فهذا الكلام مكذوب..) 
أرضعته أمه سبعة أيام لبن اللِبان.. (حليب اللبان تعرفه النساء، يعطي المناعة للطفل والصحة)
ثم أرضعته (حليمة السعدية) التي سيأتي ذكرها بالتفصيل 
____
وبعد أن أعلن عبد المطلب عن اسم المولود وسماه (محمد) صلى الله عليه وسلم، حمله وانطلق به باتجاه الكعبة، وهو مسرور مشرق الوجه قد فرح فرحاً لم يفرح مثلهُ من قبل..
يتبع بإذن الله..

ليست هناك تعليقات: