الخميس، 16 يوليو 2020

هذا الحبيب (2)

هذا الحبيب (2)

حفر بئر زمزم

أصبح شيبة الحمد، المعروف بلقب {عبد المطلب} رجلاً كبيراً

وأصبح {سيد قريش} وكان له الشرف الكبير بين العرب وخاصةً عندما حفر بئر زمزم

بئر زمزم كان مطموراً بالتُراب منذ زمنٍ بعيد، وكانت قريش تسمع عنهُ بالقصص القديمة، إلى أن رأى عبد المطلب جدّ النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا في منامهِ.

____

رأى عبد المطلب رؤيا تكررت معه أكثر من مرة، شخص يأمره بحفر بئر زمزم عند الكعبة، ويحدد له مكان الحفر، وكان بئر زمزم قد دفن بالتراب بسبب فعل الزمن..

فلما أستيقظ من نومه، أخذ يفكر بالرؤيا المتكررة، ويتذكر القصص القديمة التي كانت تروى أنه على زمن اسماعيل عليه السلام، عندما كان رضيعاً، انفجر بئر تحت قدميّ (إسماعيل) عليه السلام، وأن أهل مكة دائماً يذكرون في مجالسهم أن هناك بئراً في مكة مطمور لا يُعرف مكانه، وأن كل الآباء حفروا وبحثوا عن هذا البئر، ولكنهم لم يجدوا هذا البئر المبارك زمزم.

______

خرج عبد المطلب لقريش، وقصَّ عليهم الرؤيا التي رآها [أي أن هناك مكان محدد يجب حفره يوجد تحته ماء زمزم]

فقالوا له: دلنا على ذلك المكان!

فأشار لهم إلى ذلك المكان الذي عند الكعبة، فرفضوا جميعاً أن يحفر في هذا المكان..

والسبب {أن المكان الذي أشار إليه عبد المطلب، يقع بين صنمين من الأصنام التي تعبدها قريش، صنمٌ اسمه (أساف) والآخر اسمه (نائلة)، وحاول عبد المطلب أن يقنعهم، ولكن رفضوا بشدة}

وكان عبد المطلب عنده، ولد وحيد، وهذا يعني في قريش أن ليس له عزوة ولا عشيرة ولا عصبية يدافعوا عنه، وفي أيامهم، كان كل شيء يمشي ويعتمد على القبائل والعصبية..

حزن عبد المطلب حُزناً شديداً واعتصر قلبه من الألم، ثم وقف عنِد باب الكعبة، وقلبه يعتصر من القهر ونذر لله إن وهبتني عشرة من الأولاد الذكور، وبلغوا مبلغ الرجال، واستطعت حفر بئر زمزم، لأذبحنّ أحد أبنائي.

______

فلم يمضي عام إلا وقد ولدت زوجته الولد الثاني، وكل عام تلد ولداً حتى صار عددهم {عشرة} وكبروا وأصبحوا رجالاً وعصبة، وأصبح عبد المطلب صاحب عصبة وحمية في قريش، فحفر بئر زمزم ولم يتجرأ أحد على منعه، وخرج الماء، فلما رأت قريش الماء فرحت فرحاً كبيراً، بعملهِ هذا..

الآن أصبح عبد المطلب مُطالباً بأن يوفي {نذره} وهو أن يذبح أحد أولاده العشرة عند باب الكعبة.

يتبع بإذن الله..


ليست هناك تعليقات: