‏إظهار الرسائل ذات التسميات سلسلة هذا الحبيب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سلسلة هذا الحبيب. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 16 يوليو 2020

هذا الحبيب (4)

هذا الحبيب (4)

(فداء عبد الله)

وضع عبد المطلب ابنه عبد الله أمام الكعبة واستعد لذبحه

وكانت أندية قريش حول الكعبة ..

(الأندية هي عبارة عن مجالس لقريش، كانوا يجلسون جماعات مع بعضهم البعض، كل جماعة تجلس مع أصحابها، وتكون الكعبة أمامهم مباشرةً، وكل ما يحدث عند الكعبة يرونه)

____

فلما استعد عبد المطلب لذبح عبد الله، ضجت قريش كلها

(لأن أهل قريش كان عندهم علم بقصة النذر والذبح)

 وقام الناس من مجالسهم مسرعين، حتى وصلوا الى عبد المطلب، وأمسكوا بعبد الله وأبعدوه، ثم وقفوا بين عبد المطلب وعبد الله، ثم صاحوا بأعلى صوتهم:

لاااا واللات والعزى، لا ندعك تذبحه حتى تُعذر فيه

 (أي حتى نجد حلاً لهذا النذر)

يا عبد المطلب: أنت سيد قومك، وكبيرهم وقدوتهم، إذا ذبحت ولدك، ستكون سُنة (عادة) في قريش، كل رجل نذر، سيذبح ابنه عند الكعبة.

قال عبد المطلب: يا قوم..  لعل الله ابتلاني كما ابتلى جدكم إبراهيم، بولده إسماعيل.

قالوا: لا ، لا  لن ندعك تذبحه حتى تُعذر فيه.

قال لهم: وما الحل؟

فصاح أحدهم: فلنحتكم الى الكهان!

وصاح آخر: ننطلق الى سحاج عرافة يثرب (قلنا إن يثرب هي نفسها المدينة المنورة حالياً، لما دخلها الحبيب صلى الله عليه وسلم، أنارت وأضاءت وأشرقت من نور وجهه صلى الله عليه وسلم)

ننطلق الى سحاج عرافة يثرب (امرأة اسمها سحاج كاهنة في يثرب، كانت تُعرف بعرافة يثرب) نسألها لعلها تجد لك مخرجا، عرافة يثرب خير من ينهض بالأمر (أي أفضل كاهنة تستطيع أن تحل هذا الأمر)

فسكت عبد المطلب عن الكلام، ولم يعد له سبيل لرفض كلامهم، ونزلت عليه السكينة والارتياح ثم نظر الى القوم وقال: ننطلق الى سحاج عرافة يثرب.

فصاح الجميع وعلا صوتهم بالفرح..

انتشر الخبر في مكة كلها كالنار بالهشيم وضجت مكة بأصوات الفرح، وأطلت النساء بفرح ينظرن الى عبد الله بشفقة ورحمة، كانت كل فتيات مكة يتمنون عبد الله زوجاً لهن، كان كل من نظر إليه يراه مكسواً بالجمال والهيبة والانوار (إنه نور حبيبكم المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يحمله عبد الله)

 الكل ينظر إليه وينظروا الى صبره لهذا الموقف الصعب، هذا الفتى الجميل صاحب الوجه المضيء، إنه جميل وما أكثر الجمال في قريش، ولكن جمالهُ نادر يشف عن جمال الروح، ففي جماله شيء غريب، نور يكسوه في وجهه شيئاً لا ترى مثله في وجه شباب قريش.

______

فركبوا جميعاً، وانطلقوا إليها، فلم يجدوها في يثرب، كانت في خيبر، فلحقوا بها الى خيبر.

فلما دخلوا على كاهنة يثرب، نظرت إليهم تلك العجوز الكبيرة في العمر نظرة ذكاء وفراسة، وقصّ عليها عبد المطلب خبره وخبر ابنه عبد الله.

يتبع بإذن الله


هذا الحبيب (3)

هذا الحبيب (3)

(عبد الله الذبيح)

الآن أصبح عبد المطلب مُطالباً بأن يوفي بنذره، ويذبح أحد أولادهِ، عند باب الكعبة

فجمع أولادهُ العشرة، وأخبرهم عن نذرهِ لله أمام باب الكعبة، وأنه يجب عليه أن يوفي نذره.

فقالوا له: يا أبانا .. ليس بوسعنا أن نقول لك، إلا كما قال إسماعيلُ لأبيه!

إفعل ما تؤمر ستجِدُنا إن شاء الله من الصابرين [أي افعل ما تُريد، وما تراه مناسباً]

_____

وكان أصغر ابناء عبد المطلب،  هو عبد الله والد النبي المصطفى {صلى الله عليه وسلم}

وكان أحب أبناء عبد المطلب، كان يحبُه حباً كبيراً

[ولاحظوا معي، سبحان الله الذي أختار لنبيه صلى الله عليه وسلم قبل مولده أسم أبيه (عبدالله)

كل أبناء عبد المطلب العشرة، لا يوجد فيهم واحد اسمه مقرون باسم الله عزوجل، إلا والد النبي صلى الله عليه وسلم

فاسم أبو طالب ... عبد مناف

اسم أبو لهب الحقيقي .. عبد العزى

تخيلوا لو كان الاسم محمد بن عبد العزى؟ لا يصلح أبداً مع حبيب الله .. فمن الذي اختار الاسم لوالد النبي؟

إنه الله جلّ في علاه ليكون اسم حبيبه ونبيه

(محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم} فهذا من حِفظ الله لنبيه حتى قبل مولده)

كان عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم ، أقرب إخوته إلى الله ، كيف لا يكون أقربهم ، وهو يحمل {النور المحمدي}

_____

قال لهم عبد المطلب:  يا أبنائي

أكتبوا أسماءكم على القدح

 (لم يكن عندهم استخارة، في الجاهلية كان هناك رجل عند الكعبة متخصص بعمل ما نسميه اليوم القرعة، كان اسمها (الأزلام)

فما هي الأزلام؟ هي قطع خشب صغيرة تشبه السهم

وعددها ثلاثة، يُكتب على كل واحدةٍ منها كلمة

1- إفعل

2- لا تفعل

3- غفل ليس فيه شيء

فإذا أرادوا أن يسافروا، أو لهم حاجة مهمة، واحتاروا في أمرهم، استخدموا (الأزلام)؛ فإن خرج إفعل .. فعلوا

وإن خرج لا تفعل ... تركوا

وإن خرج غفل .. أعادوا القرعة

فلما تشرف الوجود بالنور المحمدي صلى الله عليه وسلم، نسخ ذلك كله ونهى عنه.. وأرشدنا الى الاستخارة.

____

فكتبوا أسماءهم، وذهب عبد المطلب الى المسؤول عن الأزلام عند الكعبة وقال له:

أريد أن أنحر أحد أولادي قرباناً لرب هذا البيت و وفاءً لنذري.

خذ هذه الأقداح، قد كُتبت عليها أسماءُهم العشرة، خذها واضرب عليها [أي اعمل لهم قرعة]

وربّ الكعبة، أيُّهم خرج اسمه نحرته اليوم عند باب الكعبة!

ثم توجه عبد المطلب لباب الكعبة، والدموع تنهمر من عينيه، حتى سالت على خديه، ورفع يديه عند باب الملتزم وأخذ يدعو الله

يا رب لا تجعل السهم يخرج على عبد الله، ويدعو الله ويستغيثه، يا رب أبنائي كلهم لو نحرتهم أهون عندي من عبد الله..

كان عبد المطلب يحبه حباً كبيراً والسبب [نور النبوة المحمدي الذي يحمله عبد الله من رسولنا وحبيب قلوبنا محمد صلى الله عليه وسلم]

فلما قاموا بالأزلام (القرعة) خرج السهم على عبد الله

فتألم عبد المطلب ألماً شديداً ، وتغير لون وجهه

ثم أخذ بيد عبد الله ووضعه أمام باب الكعبة، وأراد أن يذبحه على الفور

لك أن تتخيل قلب عبد المطلب وشعوره في هذا الموقف

صحيح كانوا في جاهلية ولكن عندهم الرجولة والوفاء بالعهد، ولو على أنفسهم

وضع عبد المطلب ابنه عبد الله أمام الكعبة، وأخرج سكينه، واستعد لذبحه.

يتبع بإذن الله


هذا الحبيب (2)

هذا الحبيب (2)

حفر بئر زمزم

أصبح شيبة الحمد، المعروف بلقب {عبد المطلب} رجلاً كبيراً

وأصبح {سيد قريش} وكان له الشرف الكبير بين العرب وخاصةً عندما حفر بئر زمزم

بئر زمزم كان مطموراً بالتُراب منذ زمنٍ بعيد، وكانت قريش تسمع عنهُ بالقصص القديمة، إلى أن رأى عبد المطلب جدّ النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا في منامهِ.

____

رأى عبد المطلب رؤيا تكررت معه أكثر من مرة، شخص يأمره بحفر بئر زمزم عند الكعبة، ويحدد له مكان الحفر، وكان بئر زمزم قد دفن بالتراب بسبب فعل الزمن..

فلما أستيقظ من نومه، أخذ يفكر بالرؤيا المتكررة، ويتذكر القصص القديمة التي كانت تروى أنه على زمن اسماعيل عليه السلام، عندما كان رضيعاً، انفجر بئر تحت قدميّ (إسماعيل) عليه السلام، وأن أهل مكة دائماً يذكرون في مجالسهم أن هناك بئراً في مكة مطمور لا يُعرف مكانه، وأن كل الآباء حفروا وبحثوا عن هذا البئر، ولكنهم لم يجدوا هذا البئر المبارك زمزم.

______

خرج عبد المطلب لقريش، وقصَّ عليهم الرؤيا التي رآها [أي أن هناك مكان محدد يجب حفره يوجد تحته ماء زمزم]

فقالوا له: دلنا على ذلك المكان!

فأشار لهم إلى ذلك المكان الذي عند الكعبة، فرفضوا جميعاً أن يحفر في هذا المكان..

والسبب {أن المكان الذي أشار إليه عبد المطلب، يقع بين صنمين من الأصنام التي تعبدها قريش، صنمٌ اسمه (أساف) والآخر اسمه (نائلة)، وحاول عبد المطلب أن يقنعهم، ولكن رفضوا بشدة}

وكان عبد المطلب عنده، ولد وحيد، وهذا يعني في قريش أن ليس له عزوة ولا عشيرة ولا عصبية يدافعوا عنه، وفي أيامهم، كان كل شيء يمشي ويعتمد على القبائل والعصبية..

حزن عبد المطلب حُزناً شديداً واعتصر قلبه من الألم، ثم وقف عنِد باب الكعبة، وقلبه يعتصر من القهر ونذر لله إن وهبتني عشرة من الأولاد الذكور، وبلغوا مبلغ الرجال، واستطعت حفر بئر زمزم، لأذبحنّ أحد أبنائي.

______

فلم يمضي عام إلا وقد ولدت زوجته الولد الثاني، وكل عام تلد ولداً حتى صار عددهم {عشرة} وكبروا وأصبحوا رجالاً وعصبة، وأصبح عبد المطلب صاحب عصبة وحمية في قريش، فحفر بئر زمزم ولم يتجرأ أحد على منعه، وخرج الماء، فلما رأت قريش الماء فرحت فرحاً كبيراً، بعملهِ هذا..

الآن أصبح عبد المطلب مُطالباً بأن يوفي {نذره} وهو أن يذبح أحد أولاده العشرة عند باب الكعبة.

يتبع بإذن الله..


هذا الحبيب (1)

هذا الحبيب (1)

البداية 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

إن الله عز وجل لمّا أراد أن يخلق سيدنا {محمد صلى الله عليه وسلم}

وهو أول الخلق نوراً وآخر الأنبياء وخاتمهم

فنظر الله إلى خلقه فقسمهم فرقتين:

فجعل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في خير فرقة

 ثم ما زال يختارهم خياراً من خيار [أي نسبه صلى الله عليه وسلم المتصل من آدم إلى الرسول نسب كريم طاهر نقي]

من أصلاب الرجال الطاهرة، إلى أرحام النساء الطاهرة، ما كان في نسبه سفاح جاهلية، بل خرج من نكاح إلى نكاح

 إلى أن شرّف هذا الوجود صلى الله عليه وسلم.

____

ونبدأ بجده عبد المطلب جد النبي الأول

وعبد المطلب لقب وليس اسمه الحقيقي

أما اسمه {شيبة الحمد}

 فمن أين جاء اسم عبد المطلب؟

أبوه اسمه هاشم كان سيد قريش وتزوج من يثرب

[يثرب هي ما يعرف الآن بالمدينة المنورة، لما هاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم سماها، المدينة المنورة، وطيبة، وطابة، لأنه كره اسم يثرب، لأن يثرب من الثرب أي الفساد]

وكان هاشم هو زعيم رحلتا الشتاء والصيف، فكانوا في الصيف يسافرون بالتجارة لبلاد الشام وفي الشتاء يسافرون لليمن

و هاشم من الأشراف .. وكان من عادة الأشراف أن يأخذوا زوجاتهم معهم

فلما خرج لرحلة الصيف إلى بلاد الشام، وكان هاشم مصطحباً زوجته معه وكانت قد حملت بعبد المطلب {شيبة الحمد}

ولما وصلت يثرب جاءها المخاض وولدته

فتركها هاشم عند أهلها وتابع رحلته إلى بلاد الشام للتجارة، وأثناء رحلته توفي في مدينة غزة ودفن فيها فسميت {غزة هاشم} أصبح عبد المطلب يتيم الأب وتربى عند أخواله واسمه بينهم {شيبة الحمد}

____

فجاء من مكة عمه أخو أبيه، هاشم وكان اسمه {المطلب} قال لأمه: ابن أخي شيبة يجب عليه أن يلحق بقريش فإنهم أهله وقومه لأنه أصبح كبيراً وهو الآن غريب بين القوم .. ونحن أهل شرف في قومنا لا يجوز أن يبقى ابن أخي عندكم .. قالت أمه نخيّره؟

 وعندما سألوا شيبة الحمد قال:

بل ألحق بقومي [مع أنه كان صغيراً بالعمر بس مسألة الشرف كانت عنده عظيمة]

 الآن خرج عمه المطلب ومعه ابن أخيه شيبة إلى مكة، لما وصلوا مكة ودخلها مع هذا الغلام الصغير .. قالت قريش: المطلب أحضر معه عبداً من العبيد [اعتقدوا انه اشترى عبداً جديداً .. فظنوا أن شيبة عبد من العبيد قد اشتراه المطلب]

فأصبحوا يقولون: {عبد … للمطلب}

قال لهم المطلب: لا لا .. إنه شيبة ابن أخي .. فمشى الاسم عليه من أول دخوله مكة وصاروا يسمونه عبد المطلب .. أما اسمه الحقيقي {شيبة الحمد} وعبد المطلب لقب.

يتبع بإذن الله..