السبت، 1 سبتمبر 2012

القائد الخالد..!


القائد الخالد..!
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه..
لو دامت لغيرك ما وصلت إليك.. أليس هذا المثل واقعاً لا يختلف عليه عاقلان، فلماذا يتعلق القادة بكراسيهم وكأنهم باقون إلى آخر الزمان؟! وكأن وجودهم لا نهاية له..! وإلى متى يستطيعون تقديم نفس الأداء الجيد مهما تقدم بهم العمر؟!
أليس من المجدي أن يعمل أولئك القادة والمدراء على تأهيل قيادات جديدة مؤهلة قادرة على إدارة دفة العمل من بعدهم، بدل تسويف الأمور حتى يأتي أمر الله، ثم نقع في حيص بيص، ولا نجد لأؤلئك المغاوير بديلاً ولا نظيراً؟!
وإذا حقق أولئك القادة نجاحات لمنظمتهم فإن من المنطقي أن يعملوا على بقاء تلك النجاحات حتى بعد رحيلهم، لأن امتداد الخير موصول لصاحبه الأول، ويخلِّد ذكره من بعده، ويذكره التاريخ بذكرى طيبة ومشرّفة، فلماذا يعمل بعض القادة على تدمير كل ما بنوه بعد ذهابهم، وكأن النجاح الذي تعبوا من أجله يجب ألا يستثمره أحد من بعدهم، ولا ينعم به الباقون بعد رحيلهم..!؟ بل إن بعضهم يعاقب من تركهم خلفه بتدمير النجاح الأول، لأنه رحل ببساطة عنهم، وهذا يضع سؤالاً مهماً أمامنا: هل كان عملهم طوال السنوات الطويلة الماضية لتحقيق نجاحهم الشخصي فقط، أم هو لنجاح المنظمة والمؤسسة التي يعملون لها؟!..
من هنا كان لابد على جميع المنظمات، الحكومية والخاصة، الكبيرة والصغيرة، أن تضع في حسبانها مشروع تطوير القادة الجدد، ويسمي بعضهم هذه المشاريع بمسميات مختلفة، كمشروع إعداد قيادات الصف الثاني، أو مشروع التعاقب القيادي، أو تأهيل القيادات الوسطى، ومهما اختلفت المسميات، إلا أنه يجب ألا تغفل أعين تلك المنظمات عن تفعيل هذه المشاريع، ووضع الخطط والاستراتيجيات لتنفيذها وإنجاحها، وتحديد الجداول الزمنية لتخريج دفعات القياديين الجدد، وإلا وقعنا مجدداً تحت معضلة القائد العظيم، الذي عزَّ نظيره، وندر مثيله، وبرحيله سوف ترحل كل المنظمة أو المؤسسة إلى المجهول..!

ليست هناك تعليقات: