السبت، 1 سبتمبر 2012

النجدة.. طفلي البريء تغريده بذيء! إستراتيجية معالجة فلتات لسان الطفل


النجدة.. طفلي البريء تغريده بذيء!
إستراتيجية معالجة فلتات لسان الطفل
الدكتور مصطفى أبو سعد
استشاري نفسي وتربوي
مدرّب في علوم التنمية البشرية

 
استراتيجية معالجة فلتات لسان الطفل
عندما يبدأ ابنك يتلفظ بكلمات نابية محرجة، تنم عن وقاحة وسخرية وبذاءة.. ينشأ لدى الوالدين شعور بالأسف والألم تجاه سلوك الابن غير الواعي بما يخرج من فمه من ألفاظ مزعجة. والحقيقة التي ينبغي تجاهلها أن الألفاظ اللغوية لدى الطفل يكتسبها – فقط – من خلال محاولته تقليد غيره، لذلك كان لزاماً مراقبة عملية احتكاك الطفل ابتداء بعلاقاته الإنسانية واللغة المتداولة بين من يختلطون بالأسرة عموماً وبالطفل خصوصاً، ومراقبة البرامج الإذاعية التي يستمع إليها ويتابعها، والأهم من ذلك اللغة المستعملة من طرف الوالدين تجاه أبنائهما وفيما بينهما.
الوقاية من المشكلة1- عامل الطفل كما تحب أن تُعامل، وخاطبه باللغة التي تحب أن تخاطب بها.
2- استعمل اللغة التي ترجو أن يستعملها أبناؤك.
من هنا البداية وهكذا يتعلم الطفل: قل: «شكراً» و«من فضلك» و«لو سمحت» و«أتسمح» و«أعتذر».. يتعلمها ابنك منك..
مهم أن تقولها والأهم كيف تقولها؟.. قلها وأنت مبتسم، بكل هدوء وبصوت منسجم مع دلالات الكلمة..
3- تأكد أن اللفظ – فعلاً – غير لائق: حتى لا تنجم عن ردة فعلك سلوكيات شاذة وألفاظ أشد وقاحة، تأكد فعلاً أن اللفظ غير لائق وليس مجرد أنّ طريقة التلفظ هي المرفوضة. فمثلاً لو نطق بكلام وهو يصيح، أو يبكي، أو يعبر عن رفضه ومعارضته كقوله: لا أريد!! لماذا تمنعونني؟؟»، «لماذا أنا بالذات!؟» هذه كلها كلمات تعبر عن «رأي» وليس تلفظاً غير لائق.
عملية التقويم تحتاج إلى تحديد هدف التغيير وتوضيحه للطفل، هل هو اللفظ أم الأسلوب؟
4- راقب اللغة المتداولة في محيطه الواسع.
كيف تعالج المشكلة1- لا تهتم بشكل مثير بهذه الألفاظ: حاول قدر المستطاع عدم تضخيم الأمر ولا تعطه اهتماماً أكثر من اللازم، تظاهر بعدم المبالاة حتى لا تعطي للكلمة سلطة وأهمية وسلاحاً يشهره الطفل متى أراد سواء بنية اللعب، والمرح أم بنية الرد على سلوك أبوي لا يعجبه. وبهذا تنسحب من الساحة، واللعب بالألفاظ بمفرده ليس ممتعاً إذا لم يجد من يشاركه.
2- امدح الكلام الجميلعلّم ابنك نوع الكلام الذي تحبه وتقدره ويعجبك سماعه على لسانه. أبدِ إعجابك به كلما سمعته منه. عبر عن ذلك الإعجاب بمثل: «يعجبني كلامك الهادئ»، و«هذا جميل منك». «كلام من ذهب».
3- علّمه فن الكلامعلّمه مهارات الحديث وفن الكلام من خلال الأمثلة والتدريب، وعلّمه الأسلوب اللائق في الردّ. مثلاً: «لا يهمني» تعبير مقبول لو قيل بهدوء واحترام للسامع.. وتصبح غير لائقة لو قيلت بسخرية واستهزاء بالمستمع.
4- حوّل اللفظ بتعديل بسيط: لو تدخلت بعنف لجعلت ابنك يتمسك باللفظ ويكتشف سلاحاً ضدك أو نقطة ضعف لديك. ولكن حاول بكل هدوء اللعب على الألفاظ بإضافة حرف أو حذفه، أو تغيير حرف، أو تصحيح اللفظ لدى الطفل موهماً إياه بأنه أخطأ. فلو كانت مثلاً كلمة «قلعب» غير لائقة فقل له: لا! إنما تنطق «ملعب» وهكذا..
ما لا ينبغي فعله؟! 1- الردّ بعنف وغضب.
2- تعليمه كلاماً غير لائق في الصغر. ولاسيما في مرحلة يكون الهدف لدى الوالدين هو نطق الطفل بالدرجة الأولى، وليقل أي شيء.
3- معاقبته وحرمانه. فالعقاب يعلم الخوف ولا يعلم الاحترام.
4- قبول اللفظ أحياناً ورفضه أحياناً أخرى.

ليست هناك تعليقات: