الجمعة، 11 يونيو 2010

هل أنت معلم أم مدرب؟


هل أنت معلم أم مدرب؟
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وبعد.
يفرق علماء الإدارة بين مصطلحي التدريب والتعليم، ومنهم أستاذنا الجليل الدكتور طارق السويدان الذي عرف التعليم بأنه: نقل معلومات، وأما التدريب فعرفه بأنه: نقل معلومات، وتنمية مهارات، وتغيير سلوك.

فجعل بذلك رتبة التدريب أعلى شأناً وأكثر فعالية من التعليم، ومن المفيد أن نعلم أن مقدار الفائدة لأسبوع تدريبي قد تكون أعظم من أشهر تعليمية، وهذا ما هو متفق عليه بين جمهور العاملين في حقلي التدريب والتعليم.

وكذلك الفرق بين المعلم والمدرب يبدو كبيراً مع المقارنة السابقة، فالمعلم الجيد قادر على نقل المعلومات وترسيخها في عقل المتعلم، بينما المدرب الجيد قادر على نقل هذه المعلومات إضافة إلى معرفة كيفية الاستفادة العملية منها، وكذلك تذليل العقبات وتغيير السلوكيات التي تتعارض مع تنفيذها في الحياة اليومية.

وبالتالي فإن المدرب يمتلك مهارات خاصة تجعله قادراً على التغيير والتأثير المباشر في المتدربين.

ولكن لماذا يبقى التعليم عند هذا المستوى، ولماذا لا يرقى لينافس التدريب؟ وبمعنى أدق: لماذا لا يتطور التعليم ليكون تدريباً بدل أن يبقى قاصراً على نقل المعلومات فقط؟ لماذا لا يتعلم معلمو المدارس فنون التدريب ويكتسبون مهاراته ويتحولون إلى مدربين بدل استمرارهم كمعلمين يقتصر دورهم على نقل المعلومات إلى الطلاب لاغير؟

يجب أن يتقن المعلمون فنون التدريب الخاصة، ويتعلموا أسرارها ويسبروا أغوارها ليكونوا قادرين على بناء جيل ليس مثقفاً فحسب، بل وقادراً على فهم الواقع والتعامل معه، وقادراً على حل مشكلاته واتخاذ قراراته السليمة، يجب أن يتقن المعلمون فنون الإلقاء، وطرق الخطابة، ولغة الجسد، ومهارات العرض والتقديم، واستعمال التكنولوجيا الحديثة، وإدارة ورش العمل، وفن التعليم الممتع، وطرق حل المشكلات والتفاوض والإقناع، وطرق التأثير المختلفة، وغيرها مما يتقنه المدربون المحترفون.

هل من الممكن أن نتخلى ولو قليلاً عن أساليب التعليم القديمة البالية، وهل يمكن أن ننظر بعين الفاحص كيف يكون الفرق كبيراً فيما لو اتبعنا الأساليب الحديثة في التدريب، وننتقل رويداً لتكون فاعلية التعليم في مجتمعاتنا أكثر بكثير مما هي عليه الآن..

علينا أن نبدأ سريعاً إذا أردنا اللحاق بالآخرين!

ليست هناك تعليقات: