السبت، 1 يونيو 2013

عشر شروط لنجاح مشاريع انترنت الناشئة – الجزء الثاني

#6 – كن مركزا على نفسك

التطبيقات والخدمات الناجحة تأتي من أناس يعانون من ذات المشكلة التي تحلها هذه الخدمة وهذا المنتج الذي جاؤوا به. عليك أن تقدم خدمة يكون العالم بحاجة ماسة لها، وتكون أنت كذلك بحاجة أكبر لها. كن أول من يستخدم خدمتك، وقم بتوظيف من يستخدمون خدمتك ومنتجك بشكل كثيف ويكونون متحمسين لها. قم بتطوير منتجك وخدمتك بناء على رغباتك، لكن دون أن تكون في فخ مظنة أنك الوحيد الذي يستخدم تطبيقك وخدمتك (راجع رقم 4). إياك أن تدخل في صفقات مع شركات كبيرة يكون ثمنها التضحية بمصلحة مستخدمي خدمتك / تطبيقك / منتجك، أو أن يكون الثمن ألا تطور منتجك أكثر بما يفيد المزيد من المستخدمين.

#7 – كن طماعا

لا تندفع، لا تفقر نفسك. من الجيد تقديم خدمات للناس جميعا، لكن مع تحقيقك لبعض الدخل الذي يضمن لك سداد نفقات التشغيل ورواتب المطورين. حين تجلس لتصمم خطة عمل تطبيقك، يجب أن يكون في هذه الخطة خطوة ما ستطبقها بعد 6 شهور مثلا من الإطلاق وتجلب لك الدخل. يجب أن يكون نصب عينيك آلية ربح ما، عن طريق عرض خدمات بمقابل مالي. حين تفعل ذلك، ويبدأ المستخدمون في الشراء منك، سيتوفر لديك بعض المال الذي يساعدك على تسريع عملية تطوير الموقع وإدخال إضافات وتحديثات جديدة في وقت أقل. كذلك هذا المال سيساعد في الإعلان والتسويق للموقع / المنتج / الخدمة.
حين يدر موقعك المال فهذا يعني أنه موقع واعد ناجح، يمكن له زيادة أرباحه أكثر، الأمر الذي يشجع المستثمرين والممولين على الاستثمار فيك وفي موقعك وتكبير مشروعك الناشئ هذا أكثر.

#8 – كن رشيقا مرنا

في لعبة المواقع الناشئة، يكون الفوز بأن تحصل على طلب استحواذ وتبيع كل شيء وتخرج بالغنيمة. حين يأتي الصيادون، فإنهم يبحثون عن صيد رشيق، ليس كبير الحجم جدا، ولا صغيره. بمعنى، الشركات التي ترغب في الاستحواذ، لا تريد شركة ناشئة يعمل فيه مائة موظف، أو يعمل فيها واحد أو اثنين فقط. ابحث عن أفضل حجم ممكن لضمان نجاح شركتك الناشئة على انترنت، وظف من لن تنجح إلا وهو يعمل معك بدوام كامل. كل من تحتاجه لفترة من الوقت، اعمل على الاتفاق معه على العمل الحر (فري لانس)، أو استأجره لفترة قصيرة، لكن لا تلجأ للتوظيف الدائم.

#9 – كن دائم التعديل

يقولون في المثل، أن الطائرة حين تذهب من جهة لأخرى، فإنها لمدة 99% من وقت طيرانها تكون في الاتجاه الخطأ، لكن الربان يقوم بتعديل اتجاه الطائرة طوال الوقت حتى تصل لوجهتها الصحيحة. الشيء ذاته يتحقق في شركات انترنت الناشئة، والتي عادة تبدأ في اتجاه وتنتهي في اتجاه آخر تماما. كم من شركات انترنت خسرت وأغلقت أبوابها لأنها لم تقم بتعديل اتجاهها في الوقت الصحيح. شركة بايرا لابز (التي أطلقت منتج بلوجر) تم تأسيسها لتصميم تطبيقات إدارة المشاريع، فليكر جاء تأسيسه لتصميم لعبة جماعية عبر انترنت، شركة إيباي كانت في البداية تهدف لبيع تطبيقات عمل مزادات عبر انترنت. الافتراضات الأولى تكون عادة خاطئة، لذا كن مثل الربان واعمل على توجيه الدفة نحو الاتجاه الصحيح (نعم، معرفة الاتجاه الصحيح فعلا أمر صعب، لكن الربان سيعرفه، أو يجب عليه ذلك).

#10 – كن متوازنا

تشتهر شركات انترنت الناشئة بأن من بدأها ينام أقل من العصفور، تغزو الهالات السوداء وجهه، يأكل طعاما سريعا غير صحي، يعمل على مدار اليوم والأسبوع والشهر، لا يعرف عطلة أو إجازة، يعمل على وقود القهوة والشاي، وتنهار علاقاته الانسانية بغيره من البشر بسبب كل ما سبق. انس كل هذا. نعم، الالتزام مطلوب، لكنه لا يضمن النجاح. حين تخلق بيئة عمل ممتعة، يسعد من ينضم لها، فهذا يزيد من احتمالات نجاحك. نعم، ستأتي بعض الأوقات التي تتطلب العمل بدون انقطاع لحل مشكلة أو إطلاق إضافة جديدة أو توفير تحديث لازم، مع الاعتذار لفريق العمل على هذا الضغط، لكن لا يمكن أن يستمر الحال كذلك لفترة طويلة. الطبيعة البشرية ترفضه. العقل مثل العضلة، إن لم يسترح فلن تستطيع استعماله بعد فترة ما من الاستخدام المتواصل. بدون عقل المؤسس الربان في أفضل حالاته، ستفشل الشركة في نهاية الأمر. يجب أن توازن ما بين العمل والراحة.
ثم ختم ايفان بنصيحة ذات أهمية كبيرة، قائلا أن مثل هذه القوائم، ومثل مواضيع أكثر 10 أشياء، تكون عادة عامة، لا يمكنك أن تأخذها كلها بحرفية متزمتة، بل سيكون هناك استثناءات لكل شيء، ومرة أخرى، أنت الربان، من بيده عصا توجيه الطائرة.
أزيد على ايفان بأن أؤكد على أهمية نقطة لمست أهميتها بنفسي، حين تبدأ في توظيف أعضاء جدد في فريق عملك، احرص – قدر الإمكان – على توظيف الشخص المناسب للوظيفة التي تحتاجها، لكن قبلها من مستخدمي ما تبيعه. ليس مستخدما عاديا، بل مهووسا. هؤلاء يعملون بقدر أكبر، ويحرصون على نجاح الشركة أكثر. نعم، هؤلاء قد تدفعهم الحماسة لمعارضتك، لكن ربما قد يكون الحق معهم. كذلك، يجب أن يكون فريق العمل من مستخدمي الخدمة التي تبيعها، ويجب ألا يجدوا أي حرج في دعوة أصدقائهم لاستخدام هذه الخدمة، من تلقاء أنفسهم وليس خجلا منك أو اضطرارا منهم للحفاظ على وظيفتهم لديك. إن لم تجد فريق العمل لديك ينصحون أصدقائهم ومعارفهم بالخدمة التي تبيعها، وهؤلاء بدورهم ينصحون غيرهم، فأنت لازلت بعيدا عن النجاح. إذا خرجت من هذه التدوينة بهذه النصيحة، فأنت الفائز الغانم.
أقول هذا واطرح السؤال، أي نقطة من العشرة لمست وترا لديك، أو نبهتك إلى حقيقة غابت عنك، وكيف تنوي تطبيقها في مشروعك؟
لعلك ستتساءل مثلي، وماذا يفعل ايفان هذه الأيام؟ إنه مشغول في ميديم، محاولة لصنع خليفة أفضل لتويتر.
المصدر:

ليست هناك تعليقات: