الجمعة، 28 مايو 2010

هل التغيير حقيقة أم خيال؟



وُجه لي سؤال مؤخراً كان مضمونه [ هل التغيير حقيقة أم كذبة صدقناها ؟ ].
وقد بدا لي أن هذا السؤال هو سؤال ذكي، إذ أن مناقشة أصل الأشياء – بشرط أن تكون المناقشة بهدف الوصول للحقيقة، لا بهدف الجدال العقيم – من العوامل التي تساعد على تعميق الإيمان بها، مما يترتب عليه جدية العمل للوصول إليها..
أمر آخر يجعل من هذا السؤال مهماً للغاية، وهو إن كان التغيير وهماً، فإن أي جهد للوصول إليه سيكون جهداً ضائعاً، نتيجته الحزن والإحباط وربما الغضب! بينما إن كان حقيقة فإن أي جهد مبذول للوصول إليه فستكون محاولة تستحق التجربة، فقد تكون هذه المحاولة هي نقطة التحول التي تغير قصة حياتنا من الفشل إلى النجاح، ومن الحزن إلى السعادة، ومن الملل إلى التجديد والابتكار والمتعة..
ولإيماني بحقيقة التغيير فقد تمركزت إجابتي بنقطتين أساسيتين تثبتان حقيقة وجود التغيير وأنه ليس بوهم أو خيال..
.

الأولى هي: كتاب الله تعالى، حيث قال عز وجل: [ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ] فالله اشترط تغيير الأحوال العامة بتغيير الإنسان لأحواله الخاصة، ولن يعدنا ربنا الكريم الرحيم بشيء إذا كان الشرط مستحيلاً! ثم إن الواقع يصدّق كيف أنه لما تغيرت أحوال الناس الخاصة تغيرت أحوالهم العامة، مثال ذلك نصر الله تعالى للمسلمين في المعارك لما كانت نواياهم وأهدافهم خالصة لله تعالى، إضافة لرخاء ورغد العيش الذي نعم به المسلمون في بعض العصور لما كان العدل والأمانة من الأمور المسلّم بها..


الثانية هي: قصص نجاح بعض الأشخاص والشركات والتي أُلفت من أجلها كتب أمثال كتاب ” حكايات كفاح ” لمؤلفه كفاح فياض، والذي جمع فيه الكاتب عدداً من قصص أبرز الشركات في العالم والتي تعرضت للعديد من المصاعب قبل أن تتجاوزها بفضل القناعات الإيجابية والاستراتيجيات الذكية، وكتاب ” هذه حياتك.. لا وقت للتجارب ” لمؤلفه جيم دونوفان، والذي حكى فيه قصته من الإدمان للحياة الصحية، ومن الفقر للغنى، ومن الفشل للنجاح..
وغيرها كثير من القصص التي تنعم فيها أبطالها بنعمة التغيير الإيجابي، والذي لم يصلوا إليه إلا بفضل قناعات إيجابية، وجدية في تحويل هذه القناعات والأفكار إلى أفعال التزموا بها حتى وصلوا لما هم فيه من نجاح..
.
ومن ناحية أخرى، هناك التغيير السلبي، فإهمال الصحة يؤدي إلى تغيير الحال من الصحة إلى المرض، وإهمال الدراسة يؤدي إلى تدني المستوى التعليمي، وإهمال الثقافة والقراءة يؤدي إلى تدني المستوى المعرفي وفهم وإدراك حقيقة الأمور، وغيرها كثير من أشكال التغيير السلبي..
فإن كان التغيير السلبي والذي غالباً ما ينتج عن الإهمال حقيقة موجودة نراها، فلا بد من أن التغيير الإيجابي الناتج عن الالتزام بالفعل موجود بلا شك..
.
الآن.. برأيكم قرّاء وقارئات مدونتي الكرام، هل من أسباب أخرى تدعم حقيقة وجود التغيير؟
وهلا حدثتمونا عن تجاربكم مع التغيير؟
بشوق لإثرائكم للنقاش بآرائكم وقصصكم.. 
-- مصادر

ليست هناك تعليقات: