يقول الفيلسوف الشهير أرسطو :
" إن التفكير مستحيل من دون صور "وأما الباحث الفرنسي جون دافينيون فيقول :
" الصورة الفوتوغرافية هي تجربة جمالية و خيال اجتماعي فهي لا تخاطب حاسة البصر لدى المتلقي بل تحرك سواكنه و حواسه و مخزونه العاطفي و الإجتماعي " .فلا عجب من ذلك إذ أن التصوير الفوتوغرافي هو أسرع الوسائل وصولاً ومباشرة في الاقتراب من الواقع , والصورة تملك تأثيراً غير محدود في المجتمع المعاصر , فكم من حرب قامت وأخرى اُخمدت وثورة ظهرت ودمعة نزلت كان السبب من ورائها صورة فوتوغرافية .
طرحت قبل فترة استبياناً في مدونتي عن رأي القراء في مقولة " رب صورة أبلغ من ألف مقال " , وكانت النتيجة إيجابية وبشكل كاسح بنسبة 100% , وهذا دليل على عظم تأثير الصورة في حياتنا العامة والخاصة , قمت بعد ذلك بالبحث والتنقيب لمجلدات الصور في جهازي وعبر الشبكة العنكبوتية لكثير من الصور المؤثرة , وللأسف أن أغلبها يحكي عن جريمة بني البشر في الحروب والصراعات , واستقر الاختيار على مجموعة باعتقادي الشخصي أنها من أكثر الصور تأثيراً في العصر الحديث :
صورة الطفل الأفريقي الذي يحتضر وخلفه نسر من أكلة الجيف , وأحدثت ردود فعل إنسانية عالمية عظيمة وتجاوبت معها دول وشعوب العالم وسارعت إلى إغاثة أفريقيا , وهي ما نشاهدها في اعلانات هيئة الإغاثة الاسلامية العالمية .
في بلاد الرافدين ومهد الحضارات العريقة , سيدة تنحني لتروي ظمأها من مياه الصرف الصحي , وهذا إحدى نتائج الحرب على العراق الشقيق .
طفلة فيتنام الشهيرة التي تركض عارية بعد قصف بلدتها من قبل القوات الأميركية .
تشبث بالحياة من يد طفل وهو في رحم أمه أثناء إجراء عملية جراحية .
مسن يقبل يد أحد الجنود الأمريكان في صورة أخرى من الذل العربي في بلاد الرافدين .
طلاب يابانيون يدرسون في العراء بعد شهر واحد من إلقاء القنبلة النووية التي قتلت اكثر من 70 ألف نسمة داخل المدينة وأبادت كل معاني الحياة , وهذا برأيي سر التفوق الياباني !
براءة الأطفال في بلاد الأفغان وهم يلعبون بأداوت بدائية فوق أطنان من النفايات !
من أبلغ الصور في بر الوالدين !
وأخيراً مع هذا الصورة الصارخة لهذا الطير وهو يصرخ بجوار آخر قد فارق الحياة , وهي أحد الصور المتسلسلة لهذا المشهد الحزين !
والمشهد الفوتوغرافي مليئ بالملايين من الصور التي تحكي الواقع سواء على نطاق الحروب أو المجاعات أو الحياة البرية والبحرية وغيرها الكثير .
دامت حياتكم مليئة بالصور المليئة بالحيوية والأفراح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق